أكبر 10 دول في احتياطي الغاز الطبيعي في العالم 2025

أكبر 10 دول في احتياطي الغاز الطبيعي في العالم 2025
مقدمة: الغاز الطبيعي يعد من أهم مصادر الطاقة في العالم اليوم، حيث يُستخدم في توليد الكهرباء، التدفئة، الصناعة، والنقل. بفضل احتياطيات الغاز الطبيعي الضخمة، تحافظ بعض الدول على مكانتها الرائدة في أسواق الطاقة العالمية. في عام 2025، ستظل بعض الدول الكبرى هي المسيطرة على احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم. في هذا المقال، سنلقي الضوء على أكبر 10 دول تمتلك احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم لعام 2025، وكيف تؤثر هذه الاحتياطيات على أسواق الطاقة العالمية.
1. روسيا: القوة العظمى في احتياطي الغاز الطبيعي
تحتل روسيا المرتبة الأولى عالميًا في احتياطي الغاز الطبيعي، حيث تمتلك حوالي 38 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يمثل أكثر من ربع الاحتياطيات العالمية. تعد روسيا أحد أكبر المصدرين للغاز الطبيعي في العالم، وتُعتبر القوة العظمى في مجال الطاقة. تمثل حقول الغاز في سيبيريا وشرق روسيا مصدراً مهماً للغاز الذي يتم تصديره إلى أوروبا وآسيا عبر خطوط الأنابيب العملاقة مثل “نورد ستريم” و”ساوث ستريم”.
تستمر روسيا في تطوير تقنيات استخراج الغاز الطبيعي من حقولها في المناطق النائية، كما تقوم بتوسيع شبكة صادرات الغاز المسال إلى أسواق جديدة، خاصة في آسيا.
2. إيران: احتياطات ضخمة رغم التحديات
إيران تأتي في المرتبة الثانية في العالم من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي، حيث تمتلك حوالي 33 تريليون متر مكعب من الغاز. على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها إيران بسبب العقوبات الدولية، تظل البلاد واحدة من أكبر مصادر الغاز الطبيعي في العالم.
يتم استخراج الغاز من حقول ضخمة مثل “جنوب فارس”، التي تعد واحدة من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم. رغم العقوبات، تسعى إيران إلى تعزيز قدرتها على تصدير الغاز إلى أسواق أسيا وأوروبا، مما يجعلها لاعبًا مهمًا في الأسواق العالمية للطاقة.
3. قطر: رائدة الغاز الطبيعي المسال
قطر تبرز كأحد أكبر المنتجين والمصدرين للغاز الطبيعي المسال (LNG) في العالم، حيث تمتلك احتياطيات تقدر بحوالي 25 تريليون متر مكعب. تعتبر قطر من الدول الرائدة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، وتعد واحدة من أكبر المصدرين في العالم إلى أسواق آسيا وأوروبا.
تستثمر قطر بشكل كبير في تطوير بنية تحتية لتصدير الغاز الطبيعي المسال، مما يتيح لها السيطرة على جزء كبير من سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي. قطر تستفيد من موقعها الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي، مما يعزز من مكانتها كداعم رئيسي للطلب العالمي على الغاز.
4. الولايات المتحدة: قوة الغاز الصخري
الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، تقدر بحوالي 13 تريليون متر مكعب. رغم أن هذه الاحتياطيات تأتي في المرتبة الرابعة، إلا أن الولايات المتحدة تتميز بقدرتها الهائلة على استخراج الغاز الطبيعي الصخري، وهو ما يعزز مكانتها كأحد أكبر منتجي الغاز في العالم.
تستمر الولايات المتحدة في تطوير تقنيات الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي (فرامنج) لزيادة إنتاج الغاز الصخري. هذا النمو في الإنتاج جعلها واحدة من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي، مما مكنها من تحويلها إلى أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في السنوات الأخيرة.
5. السعودية: استثمار في الطاقة النظيفة
السعودية، المعروفة بكونها من أكبر منتجي النفط في العالم، تمتلك أيضًا احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي تصل إلى حوالي 9 تريليون متر مكعب. تسعى السعودية إلى تنويع مصادر الطاقة لديها من خلال تطوير مشروعات الغاز الطبيعي، خاصة في مجال الغاز الطبيعي المسال.
مع رؤية “السعودية 2030” التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط، يتم استثمار المزيد من الأموال في مشاريع الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي. تركز السعودية على تحسين تقنيات استخراج الغاز وتوسيع قدرتها على تصديره.
6. الإمارات العربية المتحدة: طاقة من البحر والصحراء
الإمارات تمتلك احتياطيات غاز طبيعية تقدر بحوالي 6 تريليون متر مكعب. يشكل الغاز الطبيعي جزءًا مهمًا من استراتيجية الإمارات في توفير الطاقة المحلية، كما تسعى إلى زيادة قدرتها التصديرية من الغاز، خاصة من خلال مشاريع الغاز الطبيعي المسال.
تعتبر الإمارات من بين أكبر منتجي الغاز في منطقة الخليج العربي، حيث تعتمد على حقول الغاز الضخمة مثل “حقل شاه” و”حقل باب”.
7. الجزائر: القوة الغازية في شمال إفريقيا
الجزائر تعتبر واحدة من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في إفريقيا، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة تصل إلى حوالي 4.5 تريليون متر مكعب. الجزائر تستفيد من موقعها الجغرافي القريب من أوروبا لتصبح أحد أهم مصدري الغاز الطبيعي للقارة الأوروبية.
تسعى الجزائر إلى تطوير حقول الغاز في الصحراء الكبرى وتحسين تقنيات النقل لضمان استمرار تدفق الغاز إلى الأسواق العالمية.
8. الصين: الغاز كجزء من استراتيجية الطاقة
الصين تمتلك احتياطيات من الغاز الطبيعي تقدر بحوالي 5.6 تريليون متر مكعب. على الرغم من أن الصين لا تزال في المرتبة الثامنة، إلا أنها تعد واحدة من أكبر مستهلكي الغاز في العالم، حيث تعتمد على استيراد الغاز الطبيعي المسال من دول مثل قطر وأستراليا وروسيا.
تسعى الصين لتعزيز إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر مشاريع ضخمة لاستكشاف وتطوير احتياطيات الغاز في المناطق الغربية.
9. فنزويلا: ثروات غازية غير مكتشفة بالكامل
فنزويلا تمتلك احتياطيات غاز طبيعية تقدر بحوالي 5 تريليون متر مكعب، مما يجعلها من بين أكبر الدول من حيث احتياطات الغاز في العالم. على الرغم من ثرواتها الطبيعية الهائلة، تعاني فنزويلا من تحديات اقتصادية وسياسية تؤثر على قدرة البلاد على استغلال هذه الثروات.
10. نيجيريا: مستقبل واعد في الغاز الطبيعي
تحتل نيجيريا المرتبة العاشرة عالميًا في احتياطي الغاز الطبيعي، حيث تقدر احتياطياتها بحوالي 5 تريليون متر مكعب. نيجيريا تعتبر واحدة من أكبر منتجي الغاز في إفريقيا، مع استثمارات متزايدة في تطوير بنية الغاز الطبيعي المسال.
الأسئلة الشائعة حول الاستثمار في الغاز
ما هو الغاز الطبيعي وكيف يتكون؟
الغاز الطبيعي عبارة عن خليط من الميثان وغازات أخرى موجودة بشكل طبيعي. وكنوع من الوقود الأحفوري، يتشكل كل من النفط الخام والغاز الطبيعي من خلال نفس العملية الجيولوجية. لذا فليس من المستغرب أن نجد المادتين معًا في كثير من الأحيان. الغاز الطبيعي هو نتاج مادة عضوية متحللة قديمة اختلطت بالرواسب، ودُفنت وتعرضت لضغط وحرارة هائلين على مدى ملايين السنين.
كيف يتم إنتاج الغاز الطبيعي؟
يتم استخراج الغاز الطبيعي من خلال الآبار المحفورة في التكوينات الصخرية تحت السطحية، أو من خلال تقنية التكسير الهيدروليكي أو “التكسير” من التكوينات الصخرية. بعد الاستخراج، يتم فصل الغاز الطبيعي عن السوائل الأخرى، بما في ذلك النفط ومكثفات الهيدروكربون والماء. ثم يحتاج هذا الغاز المنفصل إلى مزيد من المعالجة لتلبية المتطلبات المحددة لجودة الاستخدام النهائي والنقل الآمن عبر خطوط الأنابيب.
ما هي استخدامات الغاز الطبيعي؟
يُعرف الغاز الطبيعي كوقود للتدفئة وتوليد الكهرباء وتشغيل المركبات. ومع ذلك، فإنه يستخدم أيضًا في تصنيع منتجات مختلفة، مثل أرضيات الفينيل والسجاد والأسبرين والأطراف الاصطناعية؛ بالإضافة إلى ذلك، فهو مكون رئيسي في إنتاج الأمونيا.
هل الغاز الطبيعي طاقة نظيفة؟
وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، فإن حرق الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة ينبعث منه انبعاثات غازات دفيئة ومواد ملوثة أقل من الوقود الأحفوري الآخر، لأنه يحترق بسهولة أكبر ويحتوي على عدد أقل من الشوائب. كما تشير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن الغاز الطبيعي ينتج كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون لكل كمية مكافئة من إنتاج الحرارة.
هل الغاز الطبيعي أنظف من الفحم؟
على الرغم من أن الغاز الطبيعي هو وقود أحفوري وقد تشكل في ظل نفس الظروف، إلا أنه غالبًا ما يُصنف كخيار طاقة “أنظف” من الفحم أو النفط. تنص إدارة معلومات الطاقة الأمريكية على أن “حرق الغاز الطبيعي للحصول على الطاقة يؤدي إلى انبعاثات أقل من جميع أنواع الملوثات الجوية وثاني أكسيد الكربون تقريبًا مقارنة بحرق الفحم أو المنتجات البترولية لإنتاج كمية مساوية من الطاقة”.
ما هي كمية الغاز الطبيعي المتبقية في العالم؟
لا يعد الغاز الطبيعي موردًا متجددًا لا ينضب؛ ومع ذلك، من الصعب تحديد عدد المصادر غير المستغلة المتبقية في العالم. ووفقًا لتقدير واحد ، فإن احتياطيات الغاز الطبيعي تكفي لتستمر لمدة 53 عامًا أخرى بمعدلات الاستهلاك الحالية. ولا يأخذ هذا الرقم في الاعتبار موارد الغاز الطبيعي المعروفة قيد التطوير أو تلك التي لم يتم اكتشافها بعد في المناطق غير المستكشفة.
كيف أثرت حرب أوكرانيا على الغاز؟
كانت روسيا المورد الرئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا قبل غزوها لأوكرانيا، حيث كانت تمثل حوالي 40 في المائة من إمدادات المنطقة. ونتيجة للحرب، ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا والعالم. ووفقًا لشركة S&P Global ، فقد أدت الحرب إلى “تسريع” عولمة سوق الغاز الطبيعي مع تحول أوروبا إلى الغاز الطبيعي المسال. وفي خضم هذا المشهد المتغير، أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم حيث كثفت شحناتها إلى أوروبا.
هل تستطيع أوروبا البقاء على قيد الحياة بدون الغاز الروسي؟
تعمل الاتحاد الأوروبي على التخلص التدريجي من صادرات الغاز الطبيعي الروسي بحلول عام 2027. وتتيح سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية المتنامية المرونة للدول الأوروبية التي تتطلع إلى الحصول على إمدادات الغاز الطبيعي من منتجين قريبين من الوطن مثل النرويج (أكبر مورد للغاز في أوروبا)، أو موردي الغاز الطبيعي الرئيسيين الآخرين في شمال إفريقيا أو من أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، الولايات المتحدة.
خاتمة: تستمر الدول الكبرى في احتياطي الغاز الطبيعي، مثل روسيا وإيران وقطر، في التأثير على أسواق الطاقة العالمية، حيث تساهم احتياطيات الغاز الهائلة في تعزيز مكانتها الاقتصادية والسياسية. في عام 2025، سيتواصل تزايد الطلب على الغاز الطبيعي حول العالم، مما يجعل هذه الدول في قلب معادلة الطاقة المستقبلية. وبالرغم من التحديات التي قد تواجهها بعض هذه الدول، إلا أن القدرة على التحكم في احتياطيات الغاز الطبيعي تظل عنصرًا حيويًا في الحفاظ على الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.