توصيات شهر سبتمبر تحقق رقم قياسي 2910 نقطة!

انضم معنا

غولدمان ساكس يتوقع ارتفاعا تدريجيا للرنمبي الصيني

أصدر بنك غولدمان ساكس الاستثماري العالمي تحديثا لتوقعاته المستقبلية بشأن سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني. رغم تعديل الأرقام الزمنية للتوقعات، حافظ البنك على رؤيته الأساسية التي تشير إلى أن العملة الصينية ستشهد تعزيزا تدريجيا في قيمتها خلال الاثني عشر شهرا القادمة.

وفقا للتقديرات الجديدة التي أعلنها البنك الاستثماري، من المتوقع أن يصل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني إلى مستوى 6.95 خلال فترة الأشهر الثلاثة المقبلة. هذا المستوى يمثل نقطة البداية في مسار الارتفاع المتوقع للعملة الصينية مقابل نظيرتها الأمريكية.

أما على المدى المتوسط، فيتوقع محللو غولدمان ساكس أن ينخفض الزوج إلى مستوى 6.90 بحلول نهاية الأشهر الستة القادمة. يعكس هذا التراجع في قيمة الدولار مقابل اليوان استمرار الاتجاه التصاعدي للعملة الصينية، وإن كان بوتيرة هادئة ومحسوبة.

بالنسبة للأفق الزمني الأطول، يضع البنك هدفا عند مستوى 6.85 لسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني خلال اثني عشر شهرا من الآن. هذا المستوى المستهدف يشير إلى تعزيز ملموس في قيمة الرنمينبي على مدار العام المقبل.

يستند تحليل غولدمان ساكس إلى قناعة راسخة بأن اليوان الصيني لا يزال مقيما بأقل من قيمته العادلة في الأسواق الدولية. هذا التقييم المنخفض يوفر مساحة كبيرة للعملة الصينية لتحقيق مكاسب تدريجية دون أن تواجه مقاومة كبيرة من العوامل الفنية أو الأساسية.

تدعم الأساسيات الاقتصادية الكلية المتحسنة في الصين وجهة نظر البنك الاستثماري بشأن قوة اليوان المستقبلية. رغم أن التعافي الاقتصادي المحلي داخل الصين لا يزال يتسم بعدم التوازن والتفاوت بين القطاعات المختلفة، إلا أن الصورة الخارجية للاقتصاد الصيني بدأت تظهر علامات تحسن واضحة.

شهدت الصادرات الصينية استقرارا ملحوظا في زخمها خلال الفترة الأخيرة، مما يعكس قدرة الاقتصاد الصيني على الحفاظ على قدرته التنافسية في الأسواق العالمية. هذا الأداء القوي للصادرات يمثل عاملا داعما مهما للعملة الوطنية، حيث يزيد من تدفقات العملة الأجنبية إلى البلاد.

علاوة على ذلك، بدأت توقعات النمو الاقتصادي في الصين تتجه نحو مسار أكثر إيجابية وبناءة. هذا التحول في المعنويات يعكس ثقة متزايدة في قدرة الاقتصاد الصيني على مواصلة التوسع رغم التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها.

يلفت محللو غولدمان ساكس الانتباه بشكل خاص إلى دور بنك الشعب الصيني، البنك المركزي للبلاد، في إدارة سعر صرف العملة. يوجه البنك المركزي سعر التثبيت اليومي للعملة نحو مستويات أدنى بطريقة محكومة ومدروسة، مما يعكس استراتيجية واضحة ومتسقة.

تشير هذه الإدارة المنضبطة لسعر الصرف من قبل السلطات النقدية الصينية إلى أن صناع السياسات في بكين مرتاحون لمسار الارتفاع البطيء والمُدار للعملة الوطنية. هذا النهج يتجنب التقلبات الحادة التي قد تزعزع استقرار الأسواق المالية أو تؤثر سلبا على القطاعات الاقتصادية المختلفة.

يؤكد البنك الاستثماري أن الانخفاض التدريجي في سعر التثبيت الذي يحدده بنك الشعب الصيني يومياً، مقترنا بتحسن المؤشرات الاقتصادية الكلية، يدعم القرار بتمديد توقعات ارتفاع قيمة اليوان إلى ما هو أبعد من عام 2025 وصولا إلى عام 2026.

تعزز هذه العوامل مجتمعة وجهة النظر التي تقول بأن اليوان الصيني سيواصل تحقيق مكاسب تدريجية بدلا من القفزات الحادة والمفاجئة. هذا النمط من الحركة البطيئة والمستمرة يعتبر أكثر استدامة وأقل عرضة للانتكاسات المفاجئة.

يعكس نهج الارتفاع التدريجي للرنمينبي التوازن الدقيق الذي تسعى السلطات الصينية للحفاظ عليه. فمن جهة، ترغب الحكومة في دعم القدرة التنافسية للصادرات الصينية من خلال تجنب الارتفاع الحاد في قيمة العملة. ومن جهة أخرى، تسعى لتعزيز مكانة اليوان كعملة احتياطية دولية، وهو ما يتطلب استقرارا وقوة نسبية.

تأتي توقعات غولدمان ساكس في سياق أوسع من التحولات الجارية في الاقتصاد الصيني. تواصل السلطات في بكين تنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى إعادة توازن الاقتصاد من الاعتماد المفرط على الاستثمار والصادرات نحو نموذج أكثر اعتمادا على الاستهلاك المحلي والخدمات.

رغم أن هذا التحول يواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك ديون القطاع العقاري وتباطؤ النمو الديموغرافي، إلا أن التقدم المحرز في بعض المجالات يوفر أساسا لتفاؤل حذر. تشمل هذه المجالات نمو القطاعات التكنولوجية المتقدمة وتوسع قطاع الخدمات.

من المهم أيضا أخذ السياق العالمي في الاعتبار عند تقييم توقعات سعر صرف اليوان. تلعب السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورا محوريا في تحديد قوة الدولار الأمريكي عالميا، وبالتالي تؤثر بشكل غير مباشر على جميع أزواج العملات التي تتضمن الدولار.

إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي تخفيف السياسة النقدية من خلال خفض أسعار الفائدة أو إبطاء وتيرة التشديد، فقد يضعف ذلك الدولار ويوفر مساحة إضافية لارتفاع اليوان. على العكس، فإن استمرار التشديد النقدي الأمريكي قد يعيق الارتفاع المتوقع للعملة الصينية.

تشير التوقعات التدريجية لغولدمان ساكس أيضا إلى أن البنك لا يتوقع حدوث صدمات كبيرة أو أحداث جذرية قد تغير المسار المتوقع بشكل جوهري. هذا يعكس رؤية استقرار نسبي في العلاقات الاقتصادية الدولية والسياسات الاقتصادية الصينية خلال الفترة القادمة.

بالنسبة للمستثمرين والمتداولين في أسواق العملات، توفر هذه التوقعات إطارا مرجعيا مفيدا لبناء استراتيجياتهم. رغم أن التوقعات ليست مضمونة وقد تتغير الأوضاع بشكل غير متوقع، إلا أن التحليل المتعمق من مؤسسة مالية عالمية مثل غولدمان ساكس يستحق الاهتمام والدراسة.

لمشاهدة المزيد من الأخبار الاقتصادية

غولدمان ساكس