الذهب مقابل الدولار ما هي العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب 

عندما نتحدث عن قيمة الذهب، فلا أحد يستطيع أن يشكك في مدى قوة قيمته الفريدة على مر التاريخ، حيث استطاع هذا المعدن الأصفر الجذاب أن يظل ثابتًا في وجه كل التغيرات التي توالت عليه، فهو من قديم الأزل ما زال صامد وبقوة، ولديه جاذبية كبيرة من قبل المستثمرين في مختلف أنحاء العالم، وفي مختلف العصور، وخير دليل على ذلك الأزمة المالية التي شهدها  العالم مؤخرًا، والتي أثبتت للجميع أن الذهب هو الملاذ الأمن الذي يفضله المستثمرين عندما يهتز عرش الثقة في قطاع الاقتصادي المالي.

من الجدير بالذكر، أن الذهب تربطه علاقة معقدة بينه، وبين الدولار، فعندما تشهد العملات وبالأخص عملة الدولار إضطرابًا في قيمتها، نجد أن الذهب يحل محل الدولار على الفور لطمأنة الناس في الأوضاع الاقتصادية المضطربة، لذا فيما يلي سنتعرف معًا على ما هي أهم العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب؟ وكيف يحرك الدولار الأمريكي الذهب على منحنيات أسهم الاستثمار والتداول؟ فابقوا معنا.

الذهب مقابل الدولار ما هي العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب ؟

  • العوامل الاقتصادية وأسعار الذهب 

تلعب العوامل الاقتصادية دورًا مهمًا في تسعير الذهب مقابل الدولار، وهي تتمثل في الآتي.

  • قيمة الدولار الأمريكي 

في السوق العالمي يتم تسعير الذهب مقابل الدولار بمعنى أن الذهب يتم تقييمه بالدولار، وبالتالي فإن أي تقلب في قيمة الدولار يؤدي بشكل مباشر إلى التأثير على أسعار الذهب، فعندما ترتفع قيمة الدولار الأمريكي يصبح الذهب أغلى بالنسبة للمستثمرين الذين لديهم عملات أخرى، مما يؤدي إلى تقليل الطلب عليه، وبالتالي انخفاض سعره.

من ناحية أخرى، عندما تنخفض قيمة الدولار يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن يقي المستثمرين من إنخفاض قيمة الدولار، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره ويمكنك شراء الذهب من خلال منصات تداول الذهب المرخصة دولياً أو محلياً في الدول العربية وتجنب التعامل مع الشركات المجهولة.

  • التضخم 

هو من أهم العوامل الاقتصادية التي نشهد آثارها في الأونة الأخيرة، فعندما يحدث التضخم يفقد الدولار القوة الشرائية الخاصة به، وهذا يدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول بديلة تحتفظ بقيمتها، ولا تنخفض في فترات التضخم، وبالطبع ليس هناك أفضل من الذهب لأداء هذه المهمة، وهذا بالتبعية يؤدي إلى تعزيز الطلب على الذهب، ورفع أسعاره. والعكس في حالة الانفراجة، وانخفاض التضخم، يكون الذهب أقل جاذبية كأداة للتحوط، ويلجأ المستثمرين إلى تسييل أموالهم للاستثمار بها، وهذا يؤدي إلى إنخفاض أسعاره.

  • اسعار الفائدة 

يلعب سعر الفائدة دورًا محوريًا للغاية في تحديد سعر الذهب، فعندما تكون أسعار الفائدة منخفضة يميل المستثمرين إلى تجنب الاستثمار في السندات، والأصول ذات العوائد الثابتة، ويلجأون إلى الاستثمار في الذهب كملاذ آمن، والعكس صحيح، عندما ترتفع أسعار الفائدة يصبح الاستثمار في السندات، والأصول ذات الفوائد المرتفعة أكثر جاذبية للمستثمرين، مما يؤدي إلى تراجع الطلب على الذهب من قبل المستثمرين، وبالتالي انخفاض سعره.

  • النمو الاقتصادي والتوتر الجيوسياسي 

عندما تشهد دولة ما توترات جيوسياسية، أو مشاكل في نموها الاقتصادي يؤدي هذا إلى فقدان الثقة بشكل كبير في قطاع الاستثمار الخاص بها، مما يؤدي إلى لجوء الناس للاعتماد على الذهب في هذه الأوقات الصعبة من أجل حماية ثرواتهم، مما يؤدي إلى رفع الطلب على الذهب، وبالتبعية ترتفع أسعاره، فمثلًا في حالة الأزمات المالية أو الحروب المحلية والعالمية سنجد أن سعر الذهب يرتفع بشكل ملحوظ، وهذا لأن المواطنين حتى العاديين، وليس بالشرط المستثمرين المخضرمين فقدوا الثقة في العملة الورقية، لذا اتجهوا للتمسك بالذهب لحماية أموالهم من ضياع قيمتها، لأن الذهب بالطبع حافظ قيمته، فمها كانت العملات الأجنبية التي يمتلكها المستثمر عندما تحدث الأزمة تفقد قيمتها أمام الذهب.

  • العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب 

تلعب العوامل الجيوسياسية دورًا مهمًا في تأثير دورها على الذهب، وتبرز في التالي.

  • الأزمات الدولية 

التوترات السياسية والأزمات الدولية تفقد العملات الأجنبية مهما كانت قوية قيمتها، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب، فعدم اليقين الاقتصادي يدفع المستثمرين إلى البحث عن استثمارات آمنة، وليس هناك أفضل من الذهب في هذه الحالة.

فمثلًا، خلال الأزمات الكبرى كأزمات النفط، والحروب الكبرى، وحتى النزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.، يشهد الذهب ارتفاع كبير في أسعاره.

  • الطلب العالمي على الذهب 

عندما يحدث طلب عالمي على الذهب يؤثر هذا على سعره بشكل مباشر، فعندما يرتفع الطلب في الأسواق العالمية الكبرى والتي منها الهند والصين، اللذان يعدان أكبر مستهلك للذهب سواء بغرض الاستثمار أو الزينة يؤدي هذا إلى ارتفاع سعره، وعلى العكس في حالة تراجع الطلب في الأسواق العالمية  على الذهب بسبب تغييرات السوق، أو السياسات الاقتصادية يؤدي ذلك إلى إنخفاض سعر الذهب.

  • العرض والطلب 

أي منتج في العالم تسعيرة مرتبط بالعرض والطلب، فعند زيادة الإنتاج يؤدي ذلك إلى توفر المعروض بكثرة، وبالتالي ينخفض السعر، والعكس صحيح، وفي حالة الذهب هنا عندما يزيد إنتاجه، أو يتم اكتشاف منجم كبير له، يؤدي هذا إلى انخفاض سعر، ولكن إذا انخفض إنتاجه نتيجة لكوارث طبيعية أو أي إضطرابات أخرى يؤدي هذا إلى ارتفاع أسعاره.

  • السياسات النقدية وتأثيرها على أسعار الذهب 

السياسات النقدية التي تتخذها البنوك لديها دور كبير في التأثير على سعر الذهب يتمثل في التالي.

  • السياسة النقدية للبنوك المركزية 

المقصود بالبنوك المركزية هنا البنوك الضخمة التي تؤثر في سوق المال العالمي، كالبنك الفيدرالي الأمريكي مثلًا، فالسياسات النقدية التي يتخذها لديها تأثير كبير على سعر الذهب، فعندما تتبنى البنوك المركزية سياسة توسعية تخفض فيها أسعار الفائدة أو تقلل من عدد النقود التي يتم طبعها يؤدي هذا إلى ضعف الدولار كأداة جذب، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب، والعكس، عندما تقوم هذه البنوك المركزية بتشديد السياسة النقدية، ورفع سعر الفائدة يميل الناس إلى الاستثمار في هذه البنوك، والتخلي عن الذهب، و بالتالي يميل سعر الذهب إلى التراجع.

  • حيازة البنوك المركزية للذهب 

البنوك المركزية حول العالم تمتلك احتياطيات كبيرة من الذهب، وهذا الاحتياط كلما قل أو زاد يؤثر هذا على سعر الذهب، فعندما تلجأ هذه البنوك إلى شراء المزيد من الذهب لتنمية احتياطها يؤدي هذا إلى زيادة الطلب عليه، وارتفاع سعره، وعندما تقوم هذه البنوك المركزية ببيع الذهب، من أجل تعزيز احتياطي العملات الأجنبية يمكن أن يؤدي هذا إلى تراجع سعر الذهب.

  • السياسة المالية والتضخم 

الدول يمكن أن تسيطر على تحركات سعر الذهب بالارتفاع أو الانخفاض على حسب النهج السياسي والمالي الذي تتخذه، فالسياسة المالية تؤثر بشكل غير مباشر على أسعار الذهب، وهذا لأنها تؤثر على التضخم، فالسياسات المالية التي تهدف إلى التوسع، والتي تعمل فيها الحكومة على زيادة إنفاقاتها، أو تخفيض الضرائب، يؤدي ذلك إلى حدوث ضعف في قيمة الدولار، مما يدفع الناس نحو شراء الذهب، وحينها يرتفع سعره بكل تأكيد.

  • التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب مقابل الدولار 

تلعب التوقعات المستقبلية دورًا مهمًا في تسعير الذهب، ويتمثل في التالي.

  • التغييرات في الاقتصاد العالمي 

النمو الاقتصادي المستقر يؤدي إلى تقليل جاذبية الذهب كأداة استثمار، حيث يلجأ الناس للاستثمار في العملات الأجنبية حينها، ولكن التباطؤ الاقتصادي العالمي، والركود يؤدي إلى قلة ثقة المستثمرين في الاقتصاد، وبالتالي يزيد الطلب على الذهب كاستثمار آمن.

  • التطورات التكنولوجية وتأثيرها على أسعار الذهب 

إذا تم اختراع أو اكتشاف تقنيات تكنولوجية جديدة في استخراج الذهب، قد يتسبب ذلك في زيادة المعروض منه، وبالتبعية إنخفاض سعره، ولكن إذا واجه المستخرجين للذهب تحديات بيئية وتنظيمية تزيد من صعوبة استخراجه، حينها قد يرتفع سعر الذهب بفعل نقص المعروض منه.

  • الدور المستمر للدولار الأمريكي 

بالرغم من كافة الأسباب التي يمكن أن تؤثر على الذهب، سيبقى الدولار الأمريكي عامل حاسمًا في عملية تحديد هذا السعر، لذا فاستمرار الاقتصاد الأمريكي في النمو واتخاذ قرارات سياسية واقتصادية تعزز من قيمة الدولار سيؤدي إلى انخفاض سعر الذهب، والعكس صحيح.

بشكل عام، يمكن اعتبار الذهب أداة مالية مهمة جدًا يمكن الاستثمار فيها أو الاحتفاظ بها، خصوصًا في أوقات الأزمات، وقد فهمنا بشكل تفصيلي ما هي العلاقة التي تربطه بالدولار، وأهم العوامل التي تؤثر عليه، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم.