«لاءات» بوتين الـ 5 تربك حسابات الطاقة الأوروبية

شتاء عصيب، وحكومات في خضم أزمة، وسكان يحاولون بجميع السبل التعايش مع شح طاقة استثنائي، فرضته تداعيات الحرب منذ شباط (فبراير) الماضي.. هذه هي حال قارة أوروبا خلال الوقت الراهن.
لم تقف الأزمة عند هذا الحد، بل إن الاقتصادات الأوروبية مهددة بموجة ركود، خاصة أن العقوبات التي تفرضها على روسيا ومنها حظر النفط والفحم، أصبحت في الاتجاه المعاكس وترتد إليها، فيما يتبقى الغاز كمصدر أخير لإمدادات الطاقة.
ومع اعتماد أوروبا على إمدادات الغاز الروسية، تفاقمت الأزمة بإعلان مجموعة “غازبروم” توقف عمل خط أنابيب “نورد ستريم” الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز بالكامل، حتى انتهاء إصلاح توربين فيه، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل السبت إثر عملية الصيانة.
وعزز هذا الإعلان مخاوف الدول الأوروبية من انقطاع تام للغاز الروسي في أوروبا، قبل حلول فصل الشتاء وعلى خلفية تضخم متسارع في أسعار الطاقة.
وردا على هذا النقص في الإمدادات وتوقعات بتخطي فواتير الاستهلاك الأوروبية تريليون يورو، تصاعدت الدعوات الأوروبية ومجموعة السبع، بفرض سقف محدد على أسعار واردات الغاز الروسي، كجزء من الإجراءات العقابية على موسكو وقطع مداخيل روسيا.
وكما قيل إن لكل فعل رد فعل، خرج بوتين ردا على طرح هذا الإجراء، بإلقاء اللائمة على الغرب، وقال “ليست روسيا هي التي فرضت العقوبات.. إذا أرادت الدول الأوروبية التخلي عن مزاياها التنافسية، فالقرار متروك لها”.
ولم يكتف بوتين بذلك، بل جزم بأن روسيا ستوقف شحنات الغاز والنفط للدول التي تحدد سقفا للأسعار، معبرا عن أن تحديد سقف محتمل لأسعار الغاز الروسي من قبل الأوروبيين سيكون “حماقة”.