بلومبيرج : التعاون بين الصين وأمريكا ضروري للحفاظ على الحياة في العالم

شهدت الأيام القليلة الماضية وصول التوترات الجيوسياسية بين الصين وأمريكا، بمرحلة غير مسبوقة على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان رغم الرفض الصيني القوي لهذه الخطوة، وردت بكين على ذلك بحشد قواتها العسكرية بصورة غير مسبوقة حول جزيرة تايوان بدعوى إجراء مناورات عسكرية.
ومع ذلك يرى المؤرخ المحلل الاستراتيجي الأمريكي المرموق هال براندز أن المعضلة المركزية التي تواجه السياسة الخارجية الأمريكية اليوم هي أن الدولة التي تمثل أكبر تهديد للنظام العالمي الذي تقوده أمريكا، يجب التعاون معها حتى يظل العالم مكانا صالحا للحياة. وهذه المعضلة تجسدت بوضوح عندما ردت الصين على زيارة بيلوسي لتايوان بوقف المحادثات الثنائية مع الولايات المتحدة حول قضية التغير المناخي وغيرها من القضايا.
ويرى براندز أستاذ كرسي هنري كيسنجر للشؤون العالمية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز والباحث المقيم في معهد المشروع الأمريكي، في تحليل نشرته “بلومبيرج”، أن الرئيس الصيني شي جين بينج يختبر بهذه القرارات نظرية نظيره الأمريكي جو بايدن التي تقول إن واشنطن تستطيع التعاون مع بكين في بعض القضايا، رغم تنافسهما الشديد في قضايا أخرى.
لكن سياسة شي تنطوي على مخاطر. فقد يفاجأ برد فعل عالمي سلبي أقوى مما يتصور. ومنذ أيامها الأولى تقول إدارة بايدن إن التعاون والتنافس ليس متناقضين تماما. فاستراتيجية الأمن القومي الأمريكية لإدارة بايدن تقول صراحة إن الصين هي المنافس الوحيد القادر على أن يمثل تحديا مستمرا لنظام عالمي مستقر ومنفتح.