2020 .. يأبى الرحيل دون بصيص أمل في استعادة عافية الاقتصاد العالمي
عند تقديم جردة حساب لأداء الاقتصاد العالمي في 2020، ورصد أبرز عشرة أحداث شكلت العام وميزته عن سابقيه، فالمؤكد أن جائحة كورونا وتفاعلاتها الاقتصادية ستأتي في المقدمة.
فعدد الإصابات تجاوز حتى الآن 70 مليون مصاب، والوفيات تقترب من مليون وسبعمائة ألف ضحية، وخلال عام واحد تدهورت الأوضاع المعيشية لما يقارب 100 مليون شخص، لتصل إلى مستوى الحرمان الشديد.
مع هذا يأبى العام أن يرحل دون أن يترك بصيصا من الأمل يزداد اتساعا في الأفق بعد أن ظهرت مجموعة متنوعة من اللقاحات يعول عليها في إنقاذ الأرواح من مهلكة كورونا.
الفيروس وما تركه من بصمات إنسانية واقتصادية سلبية على حياة البشر، زاد من القناعة بأن التضامن الإنساني الدولي ملاذ آمن يحمي الجميع من خطر تصعب مواجهته فرادى.
وتجلى التضامن الإنساني في تراجع القيود المفروضة على تصدير المعدات الطبية، وسعي بعض الدول لمساعدة الآخرين الأكثر تضررا، لكن قمة الشعور بأهمية التضامن العالمي تجلت في قمة العشرين التي استضافتها السعودية هذا العام، فالرياض لم تقف عند الدفع في اتجاه زيادة المساعدات المالية للدول الضعيفة، بل حملت لواء العمل لتوفير مناخ تضامني لا يقف عند حدود توزيع اللقاحات على الاقتصادات الضعيفة، ولكن طرح رؤية ذات طابع شامل لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الفيروس.
من المؤكد أن تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي ستحتل جردة الحساب لهذا العام، إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن الاقتصاد الدولي يتوقع أن يتراجع بنسبة 5 في المائة نتيجة الجائحة.
وفي هذا السياق، يقول لـ”الاقتصادية”، البروفسير إل. دي أرثر أستاذ الاقتصاد العالمي في جامعة أكسفورد، “الأزمة لا تزال أبعد ما تكون عن الزوال، فسوق العمل أكثر استقطابا لفئات دون أخرى، فيما تتعرض العمالة منخفضة الدخل والشباب والنساء لأشد الأضرار، ورغم الانتعاش الاقتصادي النسبي في الربع الثالث من هذا العام، واستعادة الثقة نسبيا بأداء الاقتصاد الدولي في الربع الأخير من 2020 نتيجة طرح عدد من اللقاحات لمواجهة الوباء، فإن مسار الخروج من المحنة سيكون طويلا نسبيا، وغير ممهد، وسيظل عدم اليقين مهيمنا على الاتجاه العام للاقتصاد، ومن هنا تأتي أهمية العديد من الدعوات الدولية وفي مقدمتها دعوة مجموعة العشرين بضرورة مواصلة سياسات الدعم النقدي والمالي إلى حين، يستعيد الاقتصاد العالمي عافيته المفقودة”.