ارتفاع أسعار النفط خلال الجلسة الآسيوية ضمن عمليات تصحيحية مع توالي ارتداد مؤشر الدولار من الأعلى له في ثلاثة أسابيع
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط لنشهد ارتداد خام نيمكس من للجلسة الثانية من الأدنى لها التاسع من آذار/مارس، حينما اختبرت الأدنى لها منذ 12 من شباط/فبراير 2016 وارتداد خام برنت للجلسة الثانية من الأدنى له منذ 26 من كانون الثاني/يناير 2016 وسط توالي ارتداد مؤشر الدولار للجلسة الثالثة من الأعلى له منذ 27 من شباط/فبراير وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وسط تنامي المخاوف من تفشي فيروس كورونا عالمياً وعلى أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً.
وفي تمام الساعة 03:54 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط “نيمكس” تسليم نيسان/أبريل المقبل بنسبة 3.76% لتتداول عند مستويات 29.77$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 28.69$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 28.70$ للبرميل.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم آيار/مايو القادم 1.59% لتتداول عند 30.62$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 30.14$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 30.05$ للبرميل، وذلك مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.12% إلى 98.02 مقارنة بالافتتاحية عند 98.14، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 98.07.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مبيعات التجزئة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والتي قد تعكس تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.2% مقابل 0.3% في القراءة السابقة لشهر كانون الثاني/يناير الماضي، كما قد تظهر القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.1% مقابل 0.3% في كانون الثاني/يناير.
ويأتي ذلك قبل أن نشهد الكشف عن بيانات القطاع الصناعي لأكبر دولة صناعية عالمياً مع صدور قراءة مؤشر الإنتاج الصناعي والتي قد تعكس ارتفاعاً 0.4% مقابل تراجع 0.3% في كانون الثاني/يناير، بينما قد توضح قراءة مؤشر معدل استغلال الطاقة تسارع ويترة النمو إلى 77.1% مقابل 76.8% في كانون الثاني/يناير، وأيضا قبل صدور قراءة مخزونات الجملة والتي قد توضح تراجع 0.1% مقابل ارتفاع 0.1% في كانون الأول/ديسمبر.
وصولاً إلى الكشف عن بيانات سوق العمل مع صدور قراءة إحصائية فرص العمل ودوران فرص العمل والتي قد تعكس انخفاضاً إلى 6.40 مليون مقابل 6.42 مليون في كانون الأول/ديسمبر، وذلك بالتزامن مع الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر الإسكان من قبل الرابطة الوطنية لبناة المنازل والتي قد تعكس استقراراً عند ما قيمته 74 خلال شباط/فبراير.
ويأتي ذلك، عقب ساعات من الاجتماع المفاجئ الذي عقده بنك الاحتياطي الفيدرالي الأحد الماضي و الذي أقر من خلاله أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح خفض أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة أساس إلى ما بين مستويات الصفر و0.25% وذلك عقب أقل من أسبوعين من اجتماع مفاجئ أخر للاحتياطي الفيدرالي تم من خلاله خفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس آنذاك، كما تم الإعلان عن خطط تخفيف كمي وشراء سندات بواقع 700$ مليار شهرياً.
ونود الإشارة، لكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحب في مطلع الأسبوع بقرارات اللجنة الفيدرالية ووصها بالرائعة، بخلاف ذلك، يذكر أن الإدارة الأمريكية أعلنت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي حالة طوارئ وطنية في الولايات المتحدة، الأمر الذي سيوفر ما يفوق 50$ بشكل فوري في صناديق الإغاثة من الكوارث، كما توصلت أيضا إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لحزمة تشريعات جديدة ستوفر دعماً للعائلات والمجتمعات الأمريكية في التعامل مع فيروس كورونا.
وفي سياق أخر، فقد صرح الرئيس الأمريكي ترامب في مؤتمر صحفي بالأمس بأن وباء كورونا قد يستمر حتى آب/أغسطس المقبل وأن الاقتصاد الأمريكي ربما يتجه نحو الركود، وجاء ذلك عقب ساعات من مؤتمر صحفي أخر عقده الرئيس الأمريكي ونائبه مايك بنس بالإضافة لأعضاء فريق مكافحة فيروس كورونا الأحد الماضي انتقد ترامب من خلاله من جديد أداء محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي باول.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي الجمهوري ترامب نوه في نهاية الأسبوع الماضي لكون بلاده ستستغل تراجع أسعار النفط الموسع في الآونة الأخيرة وتبدأ في شراء كميات ضخمة من النفط لكي تملاء مخزوناتها الاستراتيجية، موضحاً أنه وجه وزير الطاقة الأمريكي بشراء كميات ضخمة من النفط بأسعار جيدة تصلح للتخزين ضمن الاحتياطيات الاستراتيجية لأمريكا، مضيفاً أنه يرغب في ملاً بشكل كامل.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا بالأمس أعرب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر عن كون المملكة العربية السعودية أكبر منتج لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وثالث أكبر منتج للنفط في العالم وأكبر مصدر للنفط عالمياً ولدى أوبك، تعتزم زيادة إنتاجها بأقصي طاقة ممكنة خلال الفترة المقبلة، مع أفادته بأنه ليست هناك حاجة لرأسمال إضافي لمواضلة إنتاج النفط بنحو 12 مليون برميل يومياً.
كما أكد الرئيس التنفيذي لأرامكو الناصر على أن بمقدور الشركة السعودية المنتجة للنفط الاستمرار في ظل أسعار منخفضة للغاية ولآجل طويل، مع تطرقه لكون أسعار بيع النفط السعودي تستند للأوضاع في الأسواق، وجاء ذلك عقب إعلان أرامكوا الأربعاء الماضي عن تلقيها توجيهات من قبل وزارة الطاقة السعودية بزيادة طاقتها الإنتاجية القصوى من 12 مليون برميل يومياً إلى 13 مليون برميل يومياً.
ويذكر أن الرئيس التنفيذي لأرامكو الناصر نوه الأسبوع الماضي لكون عملاق النفط السعودي سيرفع إمدادات النفط للعملاء في الداخل والخارج إلى 12.3 مليون برميل يومياً مع مطلع نيسان/أبريل القادم، كما تابعنا أيضا الأسبوع الماضي التقرير التي تطرقت لإعلان الإمارات العربية المتحدة عن عزمها زيادة الإنتاج النفطي هي الأخرى خلال الشهر المقبل لمستوى قياسي. حيث أعلنت شركة أدنوك عن عزمها زيادة الإنتاج لما يفوق 4 ملايين برميل يومياً.
وفي نفس السياق، فقد تابعنا الأربعاء أفادت وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي بأنه سيتم الإعلان عن انتهاء اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا والذي يقتدي بخفض الإنتاج بواقع 1.7 مليون برميل يومياً حتى الربع الأول من هذا العام، بحلول نهاية آذار/مارس الجاري، وذلك عقب فشل منتجي النفط في التوصل لاتفاق جديد حيال مستويات الإنتاج في فيينا مؤخراً.
وفي سياق أخر، فقد خفضت منظمة أوبك في تقريرها الشهري الذي تم الكشف عنه الخميس توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام بواقع 920 ألف برميل يومياً في ظلال تفشي فيروس كورونا والمخاوف من تأثيره السلبي على النمو الاقتصادي العالمي، وسط الإفادة بأن صادرات المملكة العربية السعودية أكبر منتج لدى أوبك وثالث منتج عالمياً للنفط وأكبر مصدر عالمياً ولدى أوبك بلغت نحو 9.68 مليون برميل يومياً خلال شباط/فبراير.
وفي المقبل، أعرب وزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك أيضا الخميس عن كون قرار السعودية بزيادة الإنتاج ليس الخيار المناسب على الأرجح، مع أفادته بأن بلاده تجري اتصالات مع عدة دول في أوبك ومن خارجها من منتجي النفط للتباحث حيال أسواق النفط وأنه سيتم إرسال ممثلاُ للمشاركة في اجتماع اللجنة الفنية المقرر عقده الأربعاء المقبل، مضيفاً أنه روسيا اقترحت الإبقاء على اتفاق خفض الإنتاج الحالي، إلا أن المقترح تم رفضه من الجميع.
ونود الإشارة، لكون بعض التقرير تطرقت إلى أنه تم إلغاء اجتماع اللجنة الفنية لأوبك، ويذكر أن السعودية أعلنت سابقاً أنها لن تشارك في الاجتماع، وقد أكد الأسبوع الماضي وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أنه لا توجد حاجة تستدعي عقد اجتماع بين أوبك وحلفائها في حالة عدم التوصل لاتفاق من شأنه الحد من تداعيات كورونا على الطلب العالمي للنفط، موضحاً أنه ليس من الحكمة عقد اجتماع لأنه يظهر الفشل في التصدي للأزمة.
ويذكر أن وزير الطاقة الروسي نوفاك صرح الأسبوع الماضي أنه يمكن لروسيا رفع إنتاجها النفطي بنحو 500 ألف برميل يومياً في وقت قريب، مع أفادته بأن النفط الروسي لا يزال يتصدر المنافسة وسط أسعار النفط المنخفضة، وتطرقه لكون دعوات منظمة أوبك لتعزيز خفض الإنتاج هو ما أدى لحدوث خلاف، ونود الإشارة، لكون اللجنة الفنية المشتركة لمنظمة أوبك اقترحت مؤخراً في فيينا التوسع في خفض الإنتاج خلال النصف الثاني من هذا العام.
ويتوقع بعض المحللين أن نشهد زيادة المعروض النفطي من قبل أوبك بلس قبل انقضاء أجل اتفاق خفض الإنتاج هذا الشهر، مع سعي المنتجين وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية الحفاظ على حصتهم السوقية، ووفقاً لوكالة رويترز الإخبارية فقد أعلنت المملكة عن تخفيضات هائلة خلال الآونة الأخيرة على أسعار البيع الرسمية للشهر المقبل مع استعدادها لزيادة الإنتاج النفطي.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع منصة واحدة لإجمالي 683 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 13 من آذار/مارس، لتعكس ارتفاعها للأسبوع الثاني، ويذكر أن أدارة معلومات الطاقة الأمريكية أعلنت مؤخراً عن توقعتها بارتفع الإنتاج الأمريكي للنفط 8% خلال 2020 إلى 13.2 مليون برميل يومياً و3% في 2021 إلى 13.6 مليون برميل يومياً.