انخفاض أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي مع الاستقرار الإيجابي
المضارب العربي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاثنين عن الاقتصاد الصيني أكبر مستهلك للمعادن عالمياً ووسط شح البيانات الاقتصادية من قبل الأمريكي في مطلع هذا الأسبوع بسبب عطلة يوم كولومبس وفي أعقاب تطورات المحادثات التجارية بين واشنطون وبكين.
في تمام الساعة 04:32 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم كانون الأول/ديسمبر 0.11% لتتداول عند 1,490.30$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,492.00$ للأونصة، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند 1,488.70$ للأونصة، وذلك مع ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.02% إلى 98.38 مقارنة بالافتتاحية عند 98.36.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني صدور قراءة مؤشر الميزان التجاري والتي أظهرت اتساع الفائض إلى ما قيمته 275 مليار يوان أي ما يعدل 39.7$ مليار مقابل 240 مليار يوان أي ما يعادل 34.8$ مليار في آب/أغسطس الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لاتساع الفائض إلى 254 مليار يوان أي ما يعادل 34.8$ مليار، وذلك مع تباطؤ اتساع تراجع الصادرات والواردات بصورة فاقت التوقعات خلال الشهر الماضي.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا أعرب الرئيس الأمريكي عن كون الجانبان الأمريكي والصيني اتفقا على الخطوط العريضة لصفقة يمكن توقيعها مطلع الشهر المقبل، الأمر الذي عزز آمال الأسواق حول فرص تجنب واشنطون وبكين لتصعيد الحرب التجارية القائمة بينهم، وقد ساهم أيضا اتساع الفائض في الميزان التجاري الصيني في تحفيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين ليثقل بدرة على أداء أسعار الذهب الذي يعد ملاذ آمن وبديل للاستثمار.
ونود الإشارة لكون المحادثات التجارية رفيعة المستوى التي تبعنها في نهاية الأسبوع الماضي بين الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم والصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قد أسفرت عن اتفاقية تجارية “المرحلة الأولي” كجزء من اتفاقية تجارية موسعة مرجوة، عن أن لا تفعل واشنطون قراراها برفع التعريفات الجمركية على بضائع صينية بقيمة 250 مليار إلى 30% من 25% بحلول 15 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وفي المقابل، من المرتقب أن تقوم بكين بإجراء عمليات شراء لمنتجات زراعية أمريكية موسعة واتخذت خطوات تحمي حماية الملكية الفكرية والخدمات المالية بالإضافة إلى عدم إضعافها لليوان الصيني بهدف الحصول على ميزة تنافسية تجارية، وقد تضمن بيان الجانب الصيني حيال التوصل لاتفاق بأنه فقط “حقق الجانبان تقدماً ملموساً” بينما لم يذكر تجميد قرار رفع الرسوم ولا الالتزام بالتوسع في شراء المنتجات الزراعية.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا أيضا في نهاية الأسبوع الماضي تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والتي أعرب من خلالها أنه على الرغم من عدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن الأمر تمضي قدماً حيال التوصل لاتفاق حول خروج بريطانيا بشكل منظم من الاتحاد في الموعد المحدد بحلول الشهر الجاري، موضحاً أن التوصل لاتفاق مع بروكسل لن يكون مفيد فقط لبلاده بل لكافة الأطراف في أوروبا.
وجاء تلك التصريحات عقب ساعات من تأكيد رئيس الوزراء البريطاني جونسون والزعيم الأيرلندي ليو فارادكار على أمكانية التوصل لاتفاق حيال ملف الخروج في أعقاب المحادثات التي جرت بينها في الخميس الماضي، الأمر الذي عزز آمال الأسواق حول فرص التوصل في نهاية المطاف، مع العلم أن مسئولين لبروكسل أعربوا بالأمس عن كون هناك حاجة للمزيد من العمل لتأمين التوصل لاتفاق حول خروج بريطانيا بشكل منظم من الاتحاد.