ارتفاع أسعار النفط للجلسة الخامسة على التوالي

المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الواحد بالمائة خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد خام نيمكس للجلسة الخامسة في ثمانية جلسات من الأدنى لها منذ 22 من حزيران/يونيو من عام 2017 وارتداد خام برنت للجلسة الخامسة من سبعة جلسات من الأدنى لها منذ 25 من تموز/يوليو من عام 2017 متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.
وذلك على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الجمعة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك ومنتج للنفط عالمياً والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط والذي قد يعكس عجز في مخزونات النفط خلال الأسبوع المنقضي في 28 من كانون الأول/ديسمبر الماضي بواقع 2.8 مليون برميل مقابل الثبات عند مستويات الصفر في الأسبوع السابق.
وفي تمام الساعة 05:58 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام “نيمكس” تسليم 14 شباط/فبراير القادم 0.91% لتتداول عند مستويات 48.75$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 48.30$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 آذار/مارس المقبل 0.73% لتتداول عند 57.79$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 57.37$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.19% إلى مستويات 95.98 مقارنة بالافتتاحية عند 96.16.
هذا ويترقب المستثمرين من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مؤشر معهد التزويد الخدمي والذي تكمن أهيمته في كون القطاع الخدمي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والتي قد تعكس تقلص الاتساع إلى ما قيمته 59.6 مقابل 60.7 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بخلاف ذلك تترقب الأسبوع ما سوف تسفر عنه محادثات التجارة المرتقبة بين واشنطون وبكين التي ستعقد اليوم وغداً الثلاثاء في الصين.
على الصعيد الأخر، فقد أكد وزير النفط العراقي ثامر الغضبان في نهاية الأسبوع الماضي على أن بلاده ستلتزم بشكل كامل باتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً والذي دخل حيز التنفيذ مع مطلع الشهر الجاري وحتى منتصف هذا العام، موضحاً أن وزارته اتخذت كافة الإجراءات لخفض الإنتاج ثلاثة بالمائة والتي تمثل 140 ألف برميل يومياً من إنتاج العراق النفطي.
وأفاد الغضبان آنذاك أن وزارته تحرص على استقرار الإنتاج العراق النفطي عند 4.51 مليون برميل يومياً خلال الستة أشهر المقبلة وذلك بعد الخفض وفقاً لاتفاق منظمة أوبك، مع أعربه يوم الجمعة الماضية عن آماله في أن يساهم الاتفاق العالمي لخفض الإنتاج التي يدخل في عامة الثالث على التوالي في تحقيق أهدافه بما يحافظ على استقرار الأسواق ويدعم أسعار النفط.
ويذكر أن وزير الطاقة الإماراتي والرئيس الحالي لمنظمة أوبك سهيل المزروعي نوه في وقت سابق من الشهر الجاري من خلال تغريده له عبر حسابه الرسمي على تويتر أنه متفائل حيال تحقيق التوازن في أسواق النفط خلال الربع الأول من العام الجاري 2019 وذلك كنتيجة لقرار منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج منظمة أوبك بخفض الإنتاج النفطي خلال النصف الأول من هذا العام.
وأعرب المزروعي في وقت سابق من الشهر الماضي أنه قد يتم عقد اجتماع استثنائي بين منتجين النفط إذا لم يكن قرار المنظمة وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها في اجتماع كانون الأول/ديسمبر بخفض الإنتاج كافياً لموازنة الأسواق، موضحاً أن كل ما يهم أوبك هو الموازنة واستقرار أسعار النفط، وذلك مع تطرقه لكون عام 2018 كان عام جيد كما هو متوقع.
وفي سياق أخر، أوضحت بيانات وزارة الطاقة الروسية في مطلع هذا الشهر أن إنتاج روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً ارتفاع إلى أعلى مستوياته في فترة ما بعد الحقبة السوفيتية ليصل إلى 11.16 مليون برميل يومياً في عام 2018، متجاوزاً متوسط الإنتاج السنوي القياسي السابق والبالغ 10.98 مليون برميل يومياً في عام 2017، ونود الإشارة لكون وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك نوه مسبقاً أن بلاده تعتزم خفض الإنتاج النفطي.
وذلك بواقع ما بين 50 إلى 60 ألف برميل يومياً خلال كانون الثاني/يناير وأنها ستقوم بخفض الإنتاج بشكل تدريجي حتى لا تحدث تقلبات في أسعار النفط بالأسواق، وأعرب أيضا نوفاك في وقت سابق من الشهر الماضي عن كون سياسة الولايات المتحدة الغير متوقعة تعد سبب رئيسي وراء التقلبات في أسعار النفط على مدار العامين الماضيين، موضحاً أن هناك حالة من عدم اليقين حيال قرارات الصين والهند القادمة.
وبالأخص في ظلال الحروب التجارية وسياسة الولايات المتحدة التجارية الحمائية والتي لها تأثير في التقلبات الحالية التي تشهدها أسواق النفط خلال الوقت الراهن، وذلك مع تطرقه لكون قرار أمريكا بالسماح لبعض الدول بشراء النفط الإيراني بعد إعادة فرضها للعقوبات الاقتصادية على إيران يعد السبب الرئيسي لقرار منظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها وعلى رأسهم بلاده بخفض الإنتاج النفطي خلال النصف الأول من 2019.
وأفاد نوفاك أن روسيا ستتمكن من زيادة إنتاجها النفطي السنوي ما بين 10 إلى 15 مليون طن خلال العامين المقبلين، مع تطرقه لكون انخفاض الإنتاج الأمريكي الذي ارتفع بشكل موسع خلال هذا العام، ما هو إلا مسألة وقت، موضحاً اعتقاده بأن الولايات المتحدة تواجه بعض التحديات على الرغم من زيادة المخزونات الأخيرة، وأنه بات واضحاً أن كفاءة الإنتاج النفطي الأمريكي قد تراجعت ما قد يؤدي لانخفاض الإنتاج.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد تراجعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 8 منصة إلى إجمالي 877 منصة، وجاء ذلك بالتزامن مع التقارير التي أفادت باستقرار الإنتاج الأمريكي للنفط عند 11.7 مليون برميل يومياً الأعلى له على الإطلاق، ونود الإشارة لكون الإنتاج النفطي للولايات المتحدة تخطي خلال العام الماضي 2018 كل من الإنتاج السعودي والروسي.