ارتفاع أسعار النفط لأول مرة في أربعة جلسات

المضارب العربي

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بنحو الخمسة بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتداد خام نيمكس للجلسة الثانية من الأدنى له منذ 22 من حزيران/يونيو من عام 2017  وارتداد خام برنت من الأدنى له منذ 25 من تموز/يوليو من عام 2017 متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة في خمسة جلسات من الأدنى له منذ 20 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً.

 

وفي تمام الساعة 06:17 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام “نيمكس” تسليم شباط/فبراير 7.43% لتتداول عند مستويات 45.69$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 42.53$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسلم شباط/فبراير 6.88% لتتداول عند 53.94$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 50.47$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار 0.43% إلى مستويات 97.00 مقارنة بالافتتاحية عند 96.58.

 

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور القراءة السنوية لمؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل المركب 20 والتي أظهرت تباطؤ النمو إلى 5.0% مقابل 5.2% في أيلول/سبتمبر الماضي، متفوقة على التوقعات عند 4.8%، وذك قبل أن نشهد أظهر قراءة مؤشر راتشموند الصناعي انكماشاً إلى ما قيمته 8 مقابل نمو عند ما قيمته 14 في تشرين الثاني/نوفمبر، بخلاف التوقعات التي أشارت لاتساع النمو إلى 16.

 

بخلاف ذلك، فقد نوه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس الثلاثاء أن الإغلاق الحكومي سيستمر لحين التوصل لاتفاق يضمن بناء جدار على الحدود مع المكسيك، موضحاً أن تمويل الجدار بواقع 5$ مليار يعد محل للتفاوض، مع أعربه عن ثقته في قرارات وزير الخزانة سيفين مينوتشن وتطرقه لكون بنك الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة بوتيرة سريعة، ويأتي ذلك وسط دخول الإغلاق الحكومي في يومه الخامس على التوالي.

 

على الصعيد الأخر، فقد نوه وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بالأمس لكون أسعار النفط التي تراجعت بأكثر من الثلث خلال الربع الأخير من هذا العام ستكون أكثر استقراراً في النصف الأول من العام المقبل وذلك بفضل الجهود المشتركة التي أقرتها منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم بلاده بخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من عام 2019.

 

ويذكر أن وزير الطاقة الإماراتي والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك سهيل المزروعي نوه يوم الأحد الماضي أنه قد يتم عقد اجتماع استثنائي بين منتجين النفط إذا لم يكن قرار المنظمة وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها بخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من العام المقبل كافياً لموازنة الأسواق، موضحاً أن كل ما يهم أوبك هو الموازنة واستقرار أسعار النفط.

 

وفي نفس السياق، فقد أعرب الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك محمد باركيندو يوم الجمعة الماضية أن المنظمة تعتزم نشر جدول بتفاصيل حصص خفض إنتاج النفط الطوعي لكل عضو في المنظمة ولحلفاء المنظمة المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً، موضحاً أن ذلك الأمر يأتي إعمالاً للمصارحة والشفافية ودعماً لمعنويات السوق وللثقة، مضيفاً أنه من الضروري جعل تغيرات الإنتاج متاحة للعلن.

 

كما نوه الأمين العام لأوبك باركيندو آنذاك لكون الخفض الفعلي لأعضاء أوبك يقدر بنحو 3.02% وهو بذلك يتجاوز النسبة التي نوقشت في بادئ الأمر عند 2.5%، وذلك مع إشادته بتعهد المملكة العربية السعودية بخفض إنتاجها النفطي إلى نحو 10.2 مليون برميل يومياً مع مطلع كانون الثاني/يناير المقبل، والذي يتجاوز النسبة المخصصة لها.

 

ويذكر أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أفاد يوم الأربعاء الماضي أن أسعار النفط الحالية لا ترتبط بالتغيرات الأساسية في الأسواق، موضحاً أن ما جرى في أسواق النفط يتعلق بالسياسة والاقتصاد الكلي بالإضافة إلى المضاربة في الأسواق، ومضيفاً أن مخزونات النفط ستبدأ بالتراجع مع انقضاء الربع الأول من العام المقبل 2019، مع أفادته بالتزام أعضاء أوبك بخفض الإنتاج 3% وحلفائهم المنتجين للنفط من خارج المنظمة 2%.

 

كما أعرب المهندس خالد الفالح آنذاك أن هناك الكثير من أموال المضاربة التي تؤثر على أسعار الطاقة واستقرارها، مع تطرقه لكون السعودية أكبر مصدر للنفط عالمياً وأكبر منتج لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وثالث أكبر منتج عالمياً لا تزال تركز على الأساسيات وتحاول الموازنة بين العرض والطلب في الأسواق خلال العام المقبل، موضحاً أن قرار أوبك بخفض الإنتاج مدروس بدقة وأن المخزونات بدأت بالفعل في الانخفاض مؤخراً. 

 

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 10 منصة إلى إجمالي 883 منصة، ويأتي ذلك في أعقاب التقارير التي أفادت مؤخراً باستقرار الإنتاج الأمريكي للنفط عند 11.6 مليون برميل يومياً بعد أن انخفض في وقت سابق من هذا الشهر بواقع 100 ألف برميل يومياً من الأعلى له على الإطلاق.

يمكنك مشاركة آرائك عبر منتدانا المضارب العربي