ارتفاع أسعار النفط مع تراجع مؤشر الدولار لأول مرة في ثلاثة جلسات وعجز المخزونات للأسبوع الثاني على التوالي
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثانية من الأعلى له منذ 13 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً والتي تضمنت أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عجز في المخزونات دون التوقعات.
وفي تمام الساعة 07:31 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام “نيمكس” تسليم 15 كانون الثاني/يناير المقبل 0.29% لتتداول حالياً عند مستويات 51.80$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 51.65$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 14 شباط/فبراير القادم 0.78% لتتداول عند 60.67$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 60.20$ للبرميل، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.32% إلى مستويات 97.08 موضحاً توالي ارتداده من الأعلى له في أربعة أسابيع مقارنة بالافتتاحية عند 97.39.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات التضخم مع صدور قراءة مؤشر أسعار المستهلكين والتي أظهرت الثبات عند مستويات الصفر متوافقة مع التوقعات مقابل نمو 0.3% في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينما أوضحت القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته استقرار النمو عند 0.2% دون تغير يذكر عن القراءة السابقة لشهر تشرين الأول/أكتوبر، متوافقة مع التوقعات.
وفي نفس السياق، أظهرت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين تباطؤ النمو إلى 2.2% متوافقة مع التوقعات مقابل 2.5% في القراءة السنوية السابقة لشهر تشرين الأول/أكتوبر، بينما أوضحت القراءة السنوية الجوهرية للمؤشر ذاته تسارع النمو إلى 2.2% متوافقة مع التوقعات مقابل 2.1% في القراءة السنوية السابقة لشهر تشرين الأول/أكتوبر.
وصولاً إلي الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والذي أظهر تقلص العجز إلى 1.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في السابع من كانون الأول/ديسمبر مقابل 7.3 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بينما التوقعات كانت تشير لتقلص العجز إلى 3.0 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى 442.0 مليون برميل، ولتعد المخزونات حالياً أقل 8% عن متوسط مخزونات الأعوام الخمسة الماضية.
كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 2.1 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات أعلى 3% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 1.5 مليون برميل، لتعد المخزونات أقل 8% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا خفض أوبك من خلال تقريرها الشهري توقعاتها للطلب على نفطها خلال العام المقبل بواقع 100 ألف برميل يومياً إلى 31.44 مليون برميل يومياً، نظراً لضخ المنافسين للمزيد من النفط في الأسواق بالإضافة لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وأفاد التقرير أن إنتاج المنظمة تراجع الشهر الماضي بواقع 11 ألف برميل يومياً، على الرغم من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران مع تعويض الأعضاء لنقص الصادرات الإيرانية.
وفي نفس السياق، صرح وزير الطاقة الإماراتي والرئيس الحالي لمنظمة أوبك سهيل المزروعي أن أعضاء أوبك وحلفائهم المنتجين للنفط من خارج المنظمة سيجتمعون في نيسان/أبريل القادم لإجراء مراجعة لمبادرة خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً في النصف الأول من العام المقبل 2019 عن مستويات إنتاج الشهر الماضي، وذلك بدلاً عن حزيران/يونيو المقبل من أجل اتخاذ القرارات المطلوبة حينها قبل انقضاء الاتفاق الحالي.
ويأتي ذلك في أعقاب أفادت السعودية في مطلع هذا الأسبوع بأنها تخطط لخفض الإنتاج إلى مستويات 10.2 مليون برميل يومياً بحلول كانون الثاني/يناير المقبل، بانخفاض قدره 900 ألف برميل ويومياً عن مستويات إنتاج تشرين الثاني/نوفمبر، وأفادت وزير الطاقة الروسي أليكسندر نوفاك أن بلاده ستخفض إنتاجها الشهر القادم بما لا يقل عن 50 إلى 60 ألف برميل يومياً، أي بواقع 11 ألف برميل عن مستويات الشهر الماضي.
ويذكر أن منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا كشفت يوم الجمعة الماضية عقب انقضاء الاجتماع النصف السنوي للمنظمة عن الاتفاق على خفض أعضاء أوبك لإنتاجهم بواقع 800 ألف برميل وخفض حلفاء المنظمة بواقع 400 ألف برميل عن إنتاج تشرين الأول/أكتوبر وأن ذلك الاتفاق سيبدأ العمل به مع مطلع العام المقبل وسيستر لمدة ستة أشهر.
كما أفاد منظمة أوبك آنذاك أنه تم إعفاء كل من إيران وفنزويلا بالإضافة إلى ليبيا من اتفاق خفض الإنتاج وأنه لا يزال هناك حالة من عدم اليقين حيال النمو الاقتصاد العالمي، وأن دور المنظمة هو تقييم اتجاهات الطلب وعليه تحديد حجم الإنتاج وأن السعودية ملتزمة بضمان استقرار الأسواق، الأمر الذي أحدث تفاؤل حذر حيال جهود أوبك وحلفائها لإعادة التوازن للأسواق العالمية.
بخلاف ذلك، لا يزال العمل في أكبر حقل ليبي للنفط متوقف عقب إعلان المؤسسة الوطنية للنفط في مطلع هذا الأسبوع حالة القوة القاهرة حيال الإمدادات من حقل شرارة، في أعقاب سيطرت ميلشيا مسلحة على الحقل النفطي، وأفادت المؤسسة الليبية أن إغلاق حقل شرارة سيؤدي إلى تراجع الإنتاج بواقع 315 ألف برميل يومياً بالإضافة إلى تراجع الإنتاج أيضا بواقع 73 ألف برميل يومياً أخرى من حقل الفيل النفطي في ليبيا.
ونود الإشارة لكون إنتاج روسيا حالياً من النفط يقدر بنحو 11.37 مليون برميل يومياً، بينما أفادت بعض التقرير مؤخراً أن السعودية قامت بزيادة إنتاجها من النفط خلال الشهر الماضي بواقع 0.5 مليون برميل يومياً إلى ما بين 11.1 و11.3 مليون برميل يومياً، وجاء ذلك قبل أن نشهد تقرير أخرى أفادت باستقرار الإنتاج الأمريكي للنفط مؤخراً عند الأعلى له على الإطلاق 11.7 مليون برميل يومياً وأن أمريكا أصبحت مصدر صافي للنفط لأول مرة في 75 عاماً.