استقرار سلبي لأسعار النفط وسط
المضارب العربي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الأمريكية لتعد بصدد أكبر خسائر شهرية منذ تموز/يوليو من عام 2017 مع ارتدادها من الأعلى لها في أربعة أعوام وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 27 من حزيران/يونيو من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.
وذلك عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للطاقة في العالم والاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت الكشف عن التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية الذي أوضحت تقلص فائض في المخزونات بصورة فاقت التوقعات.
في تمام الساعة 05:30 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل 0.09% لتتداول حالياً عند 66.12$ للبرميل موضحة استقرارها بالقرب من الأدنى لها في شهرين مقارنة بالافتتاحية عند 66.18$ للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم كانون الأول/ديسمبر القادم 0.29% لتتداول عند 75.69$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 75.91$ للبرميل، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.16% إلى مستويات 97.17 موضحاً الأعلى له في ستة عشرة شهراً مقارنة بالافتتاحية عند 97.01.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية عالمياً بعد الولايات المتحدة، الكشف عن قراءة مؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي والتي أظهرت تقلص اتساع القطاع الصناعي إلى ما قيمته 50.2 مقابل 50.8 في أيلول/سبتمبر الماضي، أسوء من التوقعات عند 50.6، وتقلص اتساع القطاع الخدمي إلى ما قيمته 53.9 مقابل 54.9، أيضا أسوء من التوقعات عند 54.7.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن البيانات الأولية لسوق العمل مع صدور قراءة مؤشر التغير في وظائف القطاع الخاص والتي أظهرت تسارع وتيرة خلق الوظائف إلى نحو 227 ألف وظيفة مضافة مقابل 218 ألف وظيفة مضافة في أيلول/سبتمبر، بخلاف التوقعات عند 188 ألف وظيفة مضافة، ويأتي ذلك وسط تطلع الأسواق لما سوف تسفر عنه بيانات سوق العمل الأمريكي بعد غد الجمعة.
وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر تكلفة العمالة والتي أظهرت تسارع النمو إلى 0.8% مقابل 0.6% في الربع الثاني الماضي، متفوقة على التوقعات عند 0.7%، وقبل الكشف عن قراءة مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات للشهر الجاري والتي أظهرت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 58.4 مقابل 60.4 في أيلول/سبتمبر، أسوء من التوقعات التي أشارت لتقلص الاتساع إلى ما قيمته 60.1.
وصولاً إلى أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط تقلص الفائض إلى 6.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 19 من تشرين الأول/أكتوبر مقابل 6.5 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الفائض إلى 3.6 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى 422.8 مليون برميل، ولتعد بذلك المخزونات أعلى 2% عن متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
كما أوضح تقرير الإدارة تراجع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 4.8 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أعلى 6% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 2.3 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات أقل 4% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا قي وقت سابق اليوم تصريحات وزير النفط العراقي ثامر الغضبان والتي أعرب من خلالها عن أهمية زيادة بلاده لقدرتها الإنتاجية وأنه سوف يتم تدعم شركات النفط الأجنبية لتسهيل عمليها والتغلب على البيروقراطية بالإضافة إلى دعم جهود منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لضمان إمدادات النفط للمستهلكين، موضحاً أن العراق تخطط لزيادة أنشطة التنقيب عن النفط في الصحراء الغربية والمناطق الحدودية لها.
وفي سياق أخر، أفادت بعض التقرير أيضا في وقت سابق اليوم عن ارتفاع الإنتاج الروسي من النفط للأعلى له منذ الحقبة السوفيتية إلى مستويات 11.41 مليون برميل يومياً، ونود الإشارة لكون روسيا ملتزمة مع منظمة أوبك باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري.
بخلاف ذلك، أوضحت بيانات وزارة الاقتصاد والتجارة الصناعية اليابانية انخفاض واردات اليابان من النفط الإيراني 31% خلال أيلول/سبتمبر على المستوى السنوي بالتزامن مع قرب دخول العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وفي نفس السياق، أفادت وزارة الخارجية لكوريا الجنوبية يوم أمس الثلاثاء أنها تقدمت بطلب إلى الولايات المتحدة لإعفائها من تطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران على غرار الإعفاء من تطبيق الجولة السابقة من العقوبات الاقتصادية التي انتهت في عام 2016، وذلك من لكي تتفادى تداعيات إعادة بدء واشنطون في تطبيق عقوباتها الاقتصادية على طهران مع مطلع الشهر المقيل.
على صعيد أخر، فقد تابعنا أيضا يوم أمس الثلاثاء تصريحات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول والذي نوه من خلالها لكون ارتفاع أسعار النفط يضر بالمستهلكين والمنتجين على حداً سوء، موضحاً أن ارتفاع الأسعار يؤدي لارتفاع العجز في الحساب الجاري للكثير من الدول المستهلكة للنفط، ومضيفاً أن ارتفاع الأسعار يضر بالمنتجين أيضا نظراً لكونه يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط ويضر بمصالح المنتجين.
بخلاف ذلك، نود الإشارة لكون استقرار العقود الآجلة لأسعار النفط بالقرب نمن الأدنى لها في نحو شهرين يأتي مع تنامي القلق حيال مستويات الطلب وبالأخص في أعقاب تباطؤ نمو الاقتصاديات العالمية الكبرى خلال الربع الثالث الماضي، وذلك بالتزامن مع ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط الخام بنحو الثلث عن ما كان عليه في منتصف عام 2016 إلى 11.2 مليون برميل يومياً والذي يعد أعلى مستوى لإنتاج الولايات المتحدة من النفط على الإطلاق.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 2 منصة إلى إجمالي 875 منصة والذي يعد أعلى مستوى للمنصات منذ آذار/مارس من عام 2015، الأمر الذي يعزز فرص توالي ارتفاع الإنتاج الأمريكي لمستوى قياسي جديد وتخطي إنتاج الولايات المتحدة من النفط لاحقاً لإنتاج روسيا أكبر منتج للنفط الخام عالمياً.