ارتفاع العقود الآجلة أسعار النفط لأول مرة في أربعة جلسات

المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية من الأدنى منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وسط شح البيانات الاقتصادية اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً مع مطلع تداولات هذا الأسبوع.
في تمام الساعة 04:34 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل 0.58% لتتداول حالياً عند مستويات 74.72$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 74.29$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 كانون الأول/ديسمبر القادم 0.56% لتتداول عند 84.38$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 83.91$ للبرميل، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.01% إلى مستويات 95.75 مقارنة بالافتتاحية عند 95.76.
هذا وقد تابعنا قيام صندوق النقد الدولي بخفض توقعاته لوتيرة نمو الاقتصاد العالمي للعام الجاري والعام المقبل لأول مرة في عامين مع خفض توقعاته لوتيرة نمو الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الصيني بالإضافة إلى اقتصاديات منطقة اليورو ككل وسط أرجائه ذلك لتصاعد الحمائية التجارية عالمياً والتي تنذر بحرب تجارية، بالإضافة إلى الإضرابات التي تشهدها الأسواق الناشئة.
وفي سياق أخر، فقد تابعنا في مطلع الأسبوع بعض التقرير التي تطرقت لكون مسئول في الإدارة الأمريكية نوه لكون واشنطن تدرس منح إعفاءات من تطبيق العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران والتي تقتدي بحذر مبيعات إيران النفطية بشكل كامل بحلول الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، موضحاً أن الولايات المتحدة تدرس منح إعفاءات للتخفيضات الكبيرة على الواردات النفطية الإيرانية.
وفي المقابل أكد وزير النفط الإيراني بيجن زنكتة على أن المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام عالمياً وأكبر منتج للنفط لدى منظمة أوبك لن تستطيع تعويض النقص المحتمل في صادرات بلاده النفطية بالتزامن مع دخول العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ بشكل كامل، وأفاد وزير الطاقة القطري محمد السادة أن أسواق النفط تشهد حالة من التوازن على صعيد العرض والطلب، مضيفاً أن السبب وراء ارتفاع الأسعار يرجع إلى العامل النفسي والتغيرات الجيوسياسية.
ويذكر أن مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون نوه في نهاية الأسبوع الماضي لكون الولايات المتحدة تهدف إلى إيقاف صادرات النفط الإيرانية كلياً، موضحاً أن بلاده تريد من كل دول العالم التوقف عن شراء النفط الإيراني بشكل كامل حتى تصل صادرات النفط الإيراني نحو الصفر إذ أمكن، ويأتي ذلك عقب انسحاب واشنطون من الاتفاق النووي مع طهران وإعادة فرضها لعقوبات اقتصادية على إيران لحين التفاوض معها حيال برنامجها النووي ومنع تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا أيضا في نهاية الأسبوع الماضي أفادت وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بأن أسواق النفط العالمية استقرت بشكل نسبي، بينما لا يزال هناك حالة من عدم اليقين والتي قد تدفع أسعار النفط للارتفاع خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن من بين تلك العوامل هو مدى تأثير العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية، مضيفاً أن الأسعار قد ترتفع إلى نحو مستويات 100$ للبرميل.
وفي سياق أخر، طالب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول من كبار المنتجين بضرورة العمل على زيادة مستويات إنتاجهم من النفط لتخفيف حالة القلق التي تنتاب الأسواق حيال نقص المعروض النفطي والتي أدت لارتفاع أسعار النفط بشكل ملحوظ مؤخراً، موضحاً أن ارتفاع الأسعار يلحق ضرر بالمستهلكين، ومضيفاً أن بعض الدول تبذل جهودها حالياً لزيادة الإنتاج إلا أن ذلك لم ينجح حتى الآن في تهدئة الأسواق.
ونود الإشارة لكون أسعار النفط تشهد حالياً ارتفاع يفوق العشرين بالمائة عن ما كانت عليه مع مطلع العام الجاري، مدعومة بتوسع منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط الخام وعلى رأسهم روسيا في اتفاقية خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 600 ألف برميل إلى 1.8 مليون برميل خلال هذا العام وحتى نهايته، وذلك بالإضافة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرضعها لعقوبات اقتصادية على طهران.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 2 منصة إلى إجمالي 863 منصة، لتعكس ثالث انخفاض أسبوعي لها على التوالي، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفاع مؤخراً لتعد الولايات المتحدة حالياً ثاني أكبر منتج عالمياً للنفط بعد روسيا التي تحافظ على مستويات إنتاجها عند 11.21 مليون برميل يومياً خلال الآونة الأخيرة.