ارتفاع العقود الآجلة لأسعار الذهب أعلى حاجز 1,200$ للأونصة
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية من الأدنى لها منذ 24 من آب/أغسطس الماضي وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثانية منذ 21 من الشهر ذاته وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.
في تمام الساعة 01:59 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل 0.36% لتتداول حالياً عند 1,203.40$ للأونصة موضحة الأدنى لها في أسبوعين مقارنة مع الافتتاحية عند 1,199.10$ للأونصة، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.34% إلى مستويات 95.11 موضحاً الأعلى له في أسبوعين مقارنة بالافتتاحية عند 95.44.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة الميزان التجاري والتي أظهرت اتساع العجز إلى ما قيمته 50.1$ مليار مقابل 45.7$ مليار في حزيران/يونيو الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لاتساع العجز إلى 50.2$ مليار، ويأتي ذلك مع توجه الأنظار لما سوف تسفر عنه المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا ضمن الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق تجاري بين البلدين أو تجديد اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية نافتا.
وفي سياق أخر، تتطلع الأسواق المالية عن كثب لتطورات تصعيد الحمائية التجارية بين واشنطن وبكين والتي تنذر باندلاع حرب تجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي لانقضاء التعليقات العامة على مقترح فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية 25% على سلع صينية بقيمة 200$ مليار بحلول غداً الخميس، وسط التوقعات بدخول تلك الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ مع نهاية هذا الشهر.
ويذكر أن المحادثات التجارية الصينية مع الولايات المتحدة والتي جرت في وقت سابق من الشهر الماضي لم تمنع في نهاية المطاف دخول تعريفات جمركية أمريكية جديدة 25% على سلع صينية بقيمة 16$ مليار حيز التنفيذ في 23 من آب/أغسطس الماضي ورد الصين بالمثل ضمن تصعيد للحمائية التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ليبلغ بذلك إجمالي السلع التي تخضع لتعريفات جمركية من قبل البلدين على بعضهم البعض نحو 50$ مليار.
ونود الإشارة لكون مجلس الذهب العالمي كشف الشهر الماضي عن توقعاته بارتفاع الطلب على المعدن الأصفر خلال النصف الثاني من العام الجاري 2018، مرجي ذلك إلى ارتفاع معدلات التضخم وتداعيات الحرب التجارية المحتملة وتأثيرها على العملات، مع العلم أن المجلس قد أفاد أنه على الرغم من تصاعد حدة التوترات التجارية العالمية، إلا أنه الذهب لم يرتفع خلال النصف الأول من هذا العام بسبب قوة الدولار الأمريكي.
وتطرق مجلس الذهب العالمي إلى أن قوة العملة الخضراء يرجع إلى تنامي توقعات الأسواق حيال تسريع وتيرة رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية خلال العام الجاري في أعقاب قوة البيانات الاقتصادية الأمريكية، ونوه المجلس إلى أنه من المرجح أن يرتفع الطلب على المعدن الأصفر خلال النصف الثاني من العام مع التوجه لاستخدام الذهب كأداة للتحوط من التضخم بالإضافة لكون انخفاض أسعاره مؤخراً تدعم تزايد الإقبال على شراء الذهب.
هذا وقد انخفضت حيازات الذهب لدى صندوق إس-بي-دي-إر جولد ترست الذي يعد أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب يوم أمس الثلاثاء بواقع 8.24 طن متري إلى إجمالي 746.92 طن متري موضحة أدنى مستوى للحيازات منذ 19 من شباط/فبراير من عام 2016، ويذكر أن أسعار الذهب تكبدت الشهر الماضي خامس خسائر شهرية لها على التوالي لنشهد أطول مسيرات خسائر شهرية لها في أكثر من خمسة أعوام.