استقرار سلبي لأسعار النفط لأول مرة في ستة جلسات مع توالي ارتداد مؤشر الدولار من الأدنى له في ثلاثة أسابيع
المضارب العربي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الأمريكية وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية من الأدنى منذ الثاني من آب/أغسطس الجاري وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للطاقة عالمياً ونظيره الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي أعقاب نفي وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ما تطرقت إلية بعض التقرير عن نية المملكة العربية السعودية إلغاء الطرح الأولى العالم لشركة أرمكوا.
في تمام الساعة 05:59 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل 0.03% لتتداول حالياً عند مستويات 67.84$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 67.86$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الأول/أكتوبر القادم 0.08% لتتداول عند 74.72$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 74.78$ للبرميل، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.50% إلى مستويات 95.62 مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 95.15.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني الكشف عن قراءة المؤشرات القائدة والتي أظهرت تسارع النمو إلى 1.1% أي ما قيمته 135.6 مقابل 0.9% أي 134.1 في حزيران/يونيو الماضي، وجاء ذلك بالتزامن مع تطلع الأسواق لما ستسفر عنه المحادثات التجارية بين نائب وزير التجارة الصيني وانغ شووين والمسئول الرفيع في وزارة الخزانة الأمريكية ديفيد مالباس والتي تدخل في يومها الثاني في واشنطن، وفي أعقاب دخول تعريفات جمركية أمريكية جديدة على سلع صينية بقيمة 16$ مليار حيز التنفيذ اليوم الخميس، ليصل الإجمالي إلى ما قيمته 50$ مليار.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي في 18 من آب/أغسطس والتي أظهرت انخفاضاً بواقع 2 ألف طلب إلى 212 ألف طلب، بخلاف التوقعات عند 215 ألف، كما أوضحت قراءة مؤشر طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في 11 من هذا الشهر انخفاضاً بواقع 2 ألف طلب إلى 1,727 ألف طلب، أيضا بخلاف التوقعات عند 1,730 ألف طلب.
وجاء ذلك قبل أن نشهد الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي من قبل ماركيت عن الولايات المتحدة والتي أوضحت تقلص اتساع القطاع الصناعي إلى 54.5 مقابل 55.3 في تموز/يوليو الماضي، أسوء من التوقعات عند 55.1، وتقلص اتساع القطاع الخدمي إلى 55.2 مقابل 56.0 في الشهر الماضي، أيضا أسوء من التوقعات عند 55.9.
وصولاً إلى الكشف عن بيانات سوق الإسكان الأمريكي والتي قد أظهرت تقلص التراجع إلى 1.7% عند نحو 627 ألف منزل مقابل انخفاض 2.4% عند نحو 638 ألف منزل في حزيران/يونيو، بخلاف التوقعات التي أشارت لارتفاع 2.2% عند نحو 643 ألف منزل، بخلاف ذلك، تتوجه أنظار المستثمرين حالياً لما سوف تسفر عنه فعليات السياسة الاقتصادية لبنك كانساس سيتي الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنج.
ونود الإشارة إلى أن اجتماعات ندوة جاكسون هول التي تنعقد لثلاثة أيام والتي من المرتقب أن يلقى خلالها محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم غداً الجمعة كلمة له تحت عنوان “السياسة النقدية في الاقتصاد المتغير”، تعد مغلقة أمام الصحافة ووسائل الإعلام إلا أنه عادتاً ما يتحدث المسئولين مع الصحفيين على مدار فعليات الندوة، الأمر الذي قد يحدث تقلبات موسعة في الأسواق المالية.
ويأتي ذلك عقب ساعات من الكشف يوم أمس الأربعاء عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي عقد في نهاية تموز/يوليو ومطلع آب/أغسطس والذي تطرق إلى مناقشة صناعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة على الأموال الفيدرالية قريباً لمواجهة القوة الاقتصادية المفرطة، ودراستهم للأضرار الناتجة من النزاعات التجارية العالمية على الشركات والأسر.
بخلاف ذلك، فقد أعربت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي وعضوة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح إيستر جورج أن انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تؤثر على قرارات السياسة النقدية وأن الاحتياطي الفيدرالي سوف يتخذ القرارات الملائمة في صالح الاقتصاد على المدى الطويل، موضحة أنها تدعم رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية مرتين إضافيتين هذا العام، ومضيفة أ، المخاطر على تطلعات الوضع الاقتصادي لا تزال متوازنة.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب أتهم في مطلع الأسبوع الجاري كل من الصين وأوروبا بالتلاعب في عملتهم، مع أعربه أنه “غير مسرور” من مضي بنك الاحتياطي الفيدرالي قدماً في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية، مؤكداً على أنه يجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يفعل المزيد لمساعدته على تعزيز الاقتصاد الأمريكي.
بخلاف ذلك، فقد تابعنها يوم أمس الأربعاء الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والذي أوضح عجز 5.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 17 من آب/أغسطس مقابل فائض 6.8 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى عجز 1.6 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى 408.4 مليون برميل، ولتعد بذلك المخزونات عند متوسط الخمسة أعوام الماضية لأول مرة هذا العام.
وفي نفس السياق، فقد أظهر تقرير الوكالة ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.2 مليون برميل، وبذلك تعد المخزونات أعلى 6% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد ارتفعت 1.8 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أقل 7% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة الماضية، فقد استقرت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة عند إجمالي 869 منصة، موضحة الأعلى لها منذ آذار/مارس من عام 2015، بينما ارتفع الإنتاج الأمريكي للنفط مؤخراً إلى 11.0 مليون برميل يومياً، في حين انخفض إنتاج المملكة العربية السعودية الشهر الماضي إلى 10.29 مليون برميل، واستقر إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عند 11.21 مليون برميل.