تراجع أسعار النفط بنحو الاثنان بالمائة وسط ارتفاع مؤشر الدولار للأعلى له هذا العام

المضارب العربي
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط بما يوفق الاثنان بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى لها منذ 27 من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 27 من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للطاقة عالمياً.
ووسط شح البيانات الاقتصادية من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وتوجه الأنظار للخطاب المرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العاصمة الأمريكية واشنطون حيال إيران مع تسعير الأسواق لفرص انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض أمريكا لعقوبات على ثالث أكبر منتج للنفط لدى منظمة أوبك.
في تمام الساعة 04:31 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 حزيران/يونيو المقبل 2.60% لتتداول حالياً عند مستويات 68.89$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 70.73$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 2.09% لتتداول عند 74.58$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 76.17$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.25% ليتداول حالياً عند مستويات 92.98 موضحاً الأعلى له هذا العام مقارنة بالافتتاحية عند 92.75.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية بعد الولايات المتحدة الكشف عن قراءة مؤشر الميزان التجاري والتي أظهرت فائض بما قيمته 183 مليار يوان أي ما يعدل 28.8$ مليار مقابل عجز بما قيمته 30 مليار يوان أي 5.0$ مليار في آذار/مارس الماضي، دون التوقعات التي أشارت لفائض بما قيمته 187 مليار يوان أي 27.8$ مليار.
وجاء ذلك قبل أن نشهد في وقت سابق اليوم خطاب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر رفيع المستوى حيال النظام النقدي الدولي والذي يستضيفه البنك الوطني السويسري (البنك المركزي السويسري) وصندوق النقد الدولي في زيورخ تحت عنوان “تأثيرات السياسة النقدية على الظروف المالية العالمية وتدفق رؤوس الأموال الدولية”.
ونوه باول إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف بعمل على التواصل مع الأسواق بشكل مبكر وأنه سوف يتحمل المخاطر في حالة العودة للسياسات النقدية الطبيعة، موضحاً أن بعض المستثمرين غير مستعدين لرفع الفائدة في الولايات المتحدة، ومضيفاً أنه يجب على الأسواق الناشئة أن تكون مستعدة لعودة الفيدرالي للسياسات النقدية الطبيعية، مع أعربه أنه يجب عدم المبالغة في تداعيات سياسات الفيدرالي على الأسواق العالمية.
بخلاف ذلك، تتوجه أنظار المستثمرين حالياً عن كثب لما سوف يسفر عنه خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تمام الساعة 06:00 مساءاً بتوقيت جرينتش والذي من المرتقب أن يعرب من خلاله عن قراره بالانسحاب من اتفاق إيران النووي من عدمه وسط التوقعات بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق القوي الكبرى الخمسة مع إيران وإعادة فرض أمريكا لعقوبات على طهران.
هذا وقد تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط بأكثر من أربعة بالمائة قبل أن تقلص نسبياً من خسائرها اليوم الثلاثاء موضحة أسوء أداء لها في ثلاثة أشهر في أعقاب إعلان شبكة سي-إن-إن أن الرئيس الأمريكي ترامب يخطط لإعادة فرض عقوبات على طهران، وقد أفادت الشبكة وفقاً لمصادرها الخاصة المطلعة على خطة إعادة فرض العقوبات المتوقعة على إيران، أن الأمر قد يستغرق شهوراً لفرض تلك العقوبات.
ونود الإشارة، لكون تنامي فرص قيام الرئيس الأمريكي ترامب بسحب بلاده من الاتفاق النووي للدول الكبرى الخمسة مع إيران وإعادة فرضه لعقوبات على ثالث أكبر منتج للنفط الخام لدى منظمة أوبك، قد عزز بشكل ملحوظ في مطلع هذا الأسبوع أسعار النفط لنشهد الأعلى لها في ثلاثة أعوام ونصف العام يوم أمس الاثنين وسط التوقعات بأن إعادة فرض العقوبات على إيران قد تخفض صادراتها النفطية ما بين 500 و700 ألف برميل يومياً، وذلك قبل أن ترتد بشكل موسع اليوم مع تقلب سوق النفط للأعلى له في أسبوع على أعتاب قرار ترامب.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 9 منصات لتعكس بذلك خامس زيادة أسبوعية على التوالي وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 834 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.
ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت بنحو 50% خلال عام متغاضية عن ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط بواقع 26% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.62 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.90 مليون برميل يومياً وليقترب من مستويات إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 11.0 مليون برميل يومياً، في ظلال فعليات اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي من قبل منظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها وعلى رأسهم روسيا بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري 2018.