استقرار سلبي لأسعار النفط متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار
المضارب العربي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الأمريكية متغاضية بذلك عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأدنى له منذ 15 من كانون الثاني/يناير الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.
في تمام الساعة 04:43 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 حزيران/يونيو المقبل 0.22% لتتداول حالياً عند مستويات 68.49$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 68.64$ للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 0.03% لتتداول عند 74.69$ للبرميل موضحة ارتدادها من الأعلى لها منذ 27 منذ أواخر عام 2014 مقارنة بالافتتاحية عند 74.71$ للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.17% ليتداول حالياً عند مستويات 90.79 مقارنة بالافتتاحية عند 90.95.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر أسعار المنازل والتي أظهرت تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.6% مقابل 0.9% في كانون الثاني/يناير، متفوقة على التوقعات عند 0.5%، وذلك بالتزامن مع أظهر القراءة السنوية لمؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل تسارع وتيرة النمو 6.8% مقابل 6.43% في القراءة السنوية السابقة لشهر كانون الثاني/يناير، بخلاف التوقعات عند 6.35%.
كما تابعنا أيضا عن أكبر اقتصاد في العالم صدور قراءة مؤشر راتشموند الصناعي والتي قد أظهرت انكماشاً بما قيمته 3 مقابل اتساع بما قيمته 15 في آذار/مارس، بخلاف التوقعات التي أشارت لاتساع عند 16، وجاء ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر ثقة المستهلكين والتي أوضحت اتساعاً إلى ما قيمته 128.7 في نيسان/أبريل الجاري مقابل 127.0 في آذار/مارس، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الاتساع إلى 126.0.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إيران ستواجه مشاكل موسعة في حال تم استأنف برنامجها النووي، معرباً أن الاتفاق النووي معها “جنوني”، الأمر الذي عزز أداء أسعار العقود الآجلة للنفط الخام في ظلال تحفظ الولايات المتحدة حتى 12 من أيار/مايو المقبل بحق اتخاذ قرار بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوباتها على إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك.
في سياق، أخر فأن استمرار الإضرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط التي تمثل نحو 40 من الإنتاج العالمي للنفط وتوفر 80% من إمدادات النفط العالمية، لا يزال يدعم بدوره أيضا أداء العقود الآجلة لأسعار النفط الخام التي تستقر حالياً بالقرب من الأعلى لها في أكثر من ثلاثة أعوام.
وبالأخص عقب اعتراض المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط وأكبر مصدر للنفط في أوبك وعالمياً لصواريخ باليستية من قبل الحوثيين المدعومين من قبل إيران في اليمن، في أعقاب قتل التحالف بقيادة المملكة لأحد كبار قادة الحوثيين في اليمن.
بخلاف ذلك، ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 5 منصات لتعكس بذلك ثالث زيادة أسبوعية على التوالي وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 820 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع بواقع 25% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.53 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.91 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.97 مليون برميل يومياً، وذلك بفضل النشاط الملحوظ الذي تشهده أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في العامين الماضيين.