استقرار سلبي لأسعار النفط بالقرب من الأعلى في أكثر من ثلاثة أعوام
المضارب العربي
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى لها منذ أواخر عام 2014 وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى له منذ 28 من آذار/مارس الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.
وفي أعقاب الكشف عن توقعات منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وتصريحات كل من الأمين العام لمنظمة الدولة المصدرة للنفط أوبك محمد باركيندو ورئيس منظمة أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، وعقب ساعات من الأنباء عن اعتراض المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك وعالمياً صاروخ باليستياً تم أطلاقة من قبل قوات الحوثيين في اليمن في تصعيد جديد من قبل القوات الموالية لإيران.
في تمام الساعة 03:32 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 أيار/مايو المقبل 0.12% لتتداول حالياً عند مستويات 66.74$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 66.82$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 0.50% لتتداول عند 71.70$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 72.06$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.26% ليتداول حالياً عند مستويات 89.80 مقارنة بالافتتاحية عند 89.57.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة الأسبوعية والتي أظهرت تراجعاً بواقع 9 ألف طلب إلى نحو 233 ألف طلب مقابل 242 ألف طلب في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند 231 ألف طلب، بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر أسعار الواردات الثبات عند مستويات الصفر مقابل 0.3% في شباط/فبراير الماضي، دون التوقعات عند 0.2%.
ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط فائض 3.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في السادس من نيسان/أبريل مقابل عجز 4.6 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص العجز إلى 0.6 مليون برميل، لنشهد ارتفع المخزونات إلى نحو 428.6 مليون برميل، بينما تظل المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
كما أظهر التقرير يوم أمس الأربعاء ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 0.5 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفض 1.0 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا تعديل منظمة أوبك توقعاتها حيال معدل نمو المعروض النفطي من خارج المنظمة هذا العام بأكثر من توقعاتها لمعدل الطلب العالمي بثلاثة مرات، حيث من المتوقع أن يرتفع المعروض النفطي بواقع 80 ألف برميل يومياً هذا العام إلى 1.71 مليون برميل يومياً بسبب زيادة معدل إنتاج النفط في الولايات المتحدة وروسيا خلال الربع الأول من العام الجاري.
وفي نفس السياق، تتوقع منظمة أوبك نمو معدل الطلب على النفط بواقع 30 ألف برميل يومياً إلى 1.63 مليون برميل يومياً هذا العام، وذلك مع إرجاء المنظمة للزخم الإيجابي في دول منظمة التعاون الاقتصادي خلال الربع الأول من العام الجاري وبالأخص على خلفية البيانات الاقتصادية والتطورات التي شهدها القطاع الصناعي وبرودة الطقس التي فاقت التوقعات بالإضافة إلى تحسن نشاط التعدين.
وأفادت المنظمة أن إنتاجها انخفض بواقع 201 ألف برميل يومياً إلى 31.96 مليون برميل يومياً في الفترة ما بين شباط/فبراير وآذار/مارس بسبب تراجع معدل إنتاج أنجولا والجزائر بالإضافة إلى كل من فنزويلا، المملكة العربية السعودية وليبيا، بينما سجل إنتاج الإمارات العربية أعلى زيادة شهرية بواقع 45 ألف برميل يومياً في مارس إلى إجمالي 2.86 مليون برميل يومياً.
كما أوضح تقرير توقعات منظمة أوبك أن مخزونات النفط بالدول المتقدمة تراجع عقب ارتفاعه في كانون الثاني/يناير، حيث انخفضت المخزونات بواقع 17.4 مليون برميل في شباط/فبراير إلى 2,854 مليون برميل، إلا أن المخزونات لا تزال أعلى من متوسط الخمسة أعوام الماضية بواقع 43 مليون برميل، وأقل بواقع 207 مليون برميل من مستويات شباط/فبراير من العام السابق 2017.
وفي سياق أخر، نوه الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو أن الثقة تتزايد في أن أعضاء اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري 2018، قد يقومون بتمديد الاتفاق إلى مل بعد نهاية هذا العام، مضيفاً أنه من المتوقع أن يعود التوازن لأسواق النفط خلال الربع الثاني أو الثالث من هذا العام، بينما كانت التوقعات السابقة تشير لعودة التوازن بحلول نهاية العام الجاري 2018.
وأفاد باركيندو أن روسيا سوف تستمر في القيام بدور هام جداً في توازن أسواق النفط في المستقبل وأنه سوف يتم مناقشة المسودة الأولية لتوسيع التعاون بين منظمة أوبك وحلفائها من خارج المنظمة في اجتماع حزيران/يونيو المقبل، وصولاً إلى أعرب رئيس منظمة أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي عن كون غالبية الدولة المنتجة للنفط ترحب باستمرار التعاون بين أوبك وحلفائها لفترة أطول، موضحاً أن الهدف من وجود تعاون طويل الأمد هو الحفاظ على الزخم الذي تم تحقيقه خلال فترة اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط.
ونود الإشارة إلى أنه ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 11 منصات لتعكس بذلك ثلاث زيادة أسبوعية وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 808 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع بواقع 25% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.53 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.91 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.97 مليون برميل يومياً، وذلك بفضل النشاط الملحوظ الذي تشهده أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في العامين الماضيين.