حققت توصياتنا في يوليو 2474 نقطة.    

عرض النتائج

ارتفاع أسعار النفط للأعلى لها في أكثر من ثلاثة أعوام متغاضية عن فائض المخزونات مع القلق حيال توترات الشرق الأوسط

المضارب العربي

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بنحو الاثنان بالمائة وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الرابعة على التوالي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستهلك للطاقة عالمياً ونظيره الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فائض في المخزونات بخلاف التوقعات، مما قلص من مكاسب أسعار النفط وسط القلق حيال تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حيال العمل العسكري في سوريا.

 

وفي أعقاب تصريحات كل من الأمين العام لمنظمة الدولة المصدرة للنفط أوبك محمد باركيندو ورئيس منظمة أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي بالإضافة إلى تصريحات نظرائه كل من وزير النفط السعودي خالد الفالح ووزير النفط الإيراني بيجان زانجينيه وصولاً إلى تصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول التي أعرب من خلالها أن الطلب العالمي على النفط سيبقى قوياً خلال السنوات القليلة المقبلة وأنه سيكون مدعوماً بالطلب على البتروكيماويات والوقود بالإضافة إلى التدفئة المنزلية والصناعات عوداً عن الاعتماد على الطاقة.

 

في تمام الساعة 03:30 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 أيار/مايو المقبل 2.27% لتتداول حالياً عند مستويات 67.00$ للبرميل موضحة الأعلى لها منذ الرابع من كانون الأول/ديسمبر من عام 2014 عند 67.45$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 65.51$ للبرميل.

 

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 1.94% لتتداول عند 72.42$ للبرميل موضحة الأعلى لها منذ 28 من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 عند 73.09$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 71.04$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.19% ليتداول حالياً عن مستويات 89.42 موضحاً الأدنى له منذ 28 من آذار/مارس مقارنة بالافتتاحية عند 89.59. 

 

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات التضخم لشهر آذار/مارس والتي أوضحت تباطؤ وتيرة نمو الضغوط التضخمية وفقاً للقراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.1% مقابل 2.9% في القراءة السنوية السابقة لشهر شباط/فبراير الماضي، لتعد بذلك القراءة الحالية أقل من تقديرات المحللين التي أشارت لتباطؤ وتيرة النمو إلى 2.6%.

 

وجاء ذلك بالتزامن مع الكشف عن القراءة السنوية لمؤشر أسعار المنتجين السنوي والذي يعد مؤشر مبدئي للضغوط التضخمية والتي أوضحت تباطؤ وتيرة النمو في الصين ثاني أكبر دولة صناعية في العالم بعد الولايات المتحدة إلى 3.1% مقابل 3.7% في القراءة السنوية السابقة لشهر شباط/فبراير، لتعد بذلك القراءة الحالية هي الأخرى أقل من تقديرات المحللين التي أشارت لتباطؤ وتيرة النمو إلى 3.2%.

 

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أيضا الكشف عن بيانات التضخم وفقاً لقراءة مؤشر أسعار المستهلكين والتي أظهرت انكماش الضغوط التضخمية بنسبة 0.1% مقابل نمو 0.2% في شباط/فبراير، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى الثبات عند مستويات الصفر، بينما أوضحت القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته استقرار وتيرة النمو إلى 0.2% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في شباط/فبراير، متوافقة بذلك مع التوقعات.

 

أما عن القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين فقد أوضحت تسارع وتيرة النمو إلى 2.4% متوافقة مع التوقعات مقابل 2.2% في القراءة السنوية السابقة لشهر شباط/فبراير، بينما أوضحت القراءة السنوية الجوهرية للمؤشر ذاته استقرار وتيرة النمو عند 2.1% متوافقة بذلك أيضا مع التوقعات، ويأتي ذلك وسط تطلع المستثمرين لما سوف يسفر عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية في تمام الساعة 06:00 مساءاً بتوقيت جرينتش.

 

بخلاف ذلك، فقد فقد أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط فائض 3.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في السادس من نيسان/أبريل مقابل عجز 4.6 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص العجز إلى 0.6 مليون برميل، لنشهد ارتفع المخزونات إلى نحو 428.6 مليون برميل، بينما تظل المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

 

كما أظهر التقرير ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 0.5 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفض 1.0 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

 

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا أعرب رئيس الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول بأنه لا يزال هناك قلق حيال المعروض من النفط الخام وأن المخاوف مستمرة طالما الطلب على النفط ينمو بشكل قوي، مضيفاً أن الوكالة لديها مخاوف حيال إنتاج فنزويلا من النفط الخام، موضحاً أن إنتاج فنزويلا النفطي انخفض إلى النصف تقريباً منذ توالي الرئيس الحالي للسلطة منذ عام 1999م.

 

وفي سياق أخر، نوه الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو أن المنظمة ستراقب الأوضاع لتدرس تداعيات استعادة التوازن في أسواق النفط وأنها ستجتمع على مدار 2018 م لتقييم التوازن في الأسواق، موضحاً أن التحالف بين منتجي النفط أعضاء وغير الأعضاء بمنظمة أوبك يعمل يسير بشكل جيد، مضيفاً أن الاستثمارات في الأسواق لم تتعافي بنفس وتيرة استعادة الأسواق لتوازنها.

 

كما أعرب باركيندو أن منظمة أوبك لديها تفاؤل حذر حيال عودة المخزونات إلى متوسط الخمسة أعوام الماضية، موضحاً أن امتثال أعضاء أوبك باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري، كان أعلى من 100% في شباط/فبراير، إلا أنه ارتفع عن ما كان عليه في آّذار/مارس وأنه يجب النظر في أطر العمل المشتركة بين أوبك وحلفائها فيما بعد استعادة التوازن والبقاء على جميع الخيارات متاحة حيال انضمام المزيد من منتجي النفط إلى الاتفاق.

 

وفي نفس السياق، أكد رئيس منظمة أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على أن أسواق النفط ستستعيد توازنها خلال العام الجاري، مع أعربه أن استعادة التوازن في الأسواق يسير بوتيرة أسرع من التوقعات، بينما أفاد أنه لم تصل الأسواق بعد للتوازن، موضحاً أن منتجي النفط لديهم تفاؤل كبير حيال استعادة التوازن، مضيفاً أن اجتماع لجنة أوبك الوزارية في وقت لاحق من الأسبوع المقبل لن يقوم بتعديل المقاييس المستخدمة لتقييم اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط.

 

كما أعرب وزير النفط السعودي خالد الفالح هو الأخر عن تفاؤله حيال أداء أسواق النفط في الوقت الراهن، مضيفاً أن المملكة العربية السعودية لا تستهدف سعر محدد للنفط، مع إشارته إلى أهمية عدم ترك الأسواق تمتلئ مرة أخرى بالنفط وسط تأكيده على أنه تم التخلص من الكثير من تخمة المعروض في الأسواق وأعربه أن الاستثمارات في قطاع النفط لا تواكب الطلب العالمي، وأن بلاده ملتزمه بالحفاظ على توازن الأسواق.

 

وصولاً إلى تصريحات وزير النفط الإيراني بيجان زانجينيه أثناء تواجده في المؤتمر الدولي للطاقة في نيودلهي والتي أعرب من خلالها أن أسعار النفط الحالية مقبولة، مضيفاً أن جميع منتجي النفط الخام عالمياً مرتاحون جداً لمستويات الأسعار الحالية، ويذكر أن انحسار المخاوف حيال اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين قد دعم بشكل ملحوظ أسعار النفط لنشهد اليوم الأعلى لها منذ أواخر عام 2014.

 

ونود الإشارة إلى أنه ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 11 منصات لتعكس بذلك ثلاث زيادة أسبوعية وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 808 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.

 

ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع 25% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.5 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.9 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.97 مليون برميل يومياً، وذلك بفضل النشاط الملحوظ الذي تشهده أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في العامين الماضيين.

يمكنك مشاركة آرائك عبر منتدانا المضارب العربي