ارتداد أسعار النفط من الأدنى لها في أسبوعين
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما ضمن عمليات تصحيحية بعد أن تكبدت في أولى جلسات هذا الأسبوع والربع الجاري أكبر خسائر يومية لها في شهرين مدعومة اليوم الثلاثاء بتصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ونظيره الإماراتي سهيل المزروعي.
في تمام الساعة 05:08 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 أيار/مايو المقبل 0.78% لتتداول حالياً عند مستويات 63.50$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 63.01$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 0.75% لتتداول عند 68.15$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 67.64$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.14% ليتداول حالياً عن مستويات 90.18 مقارنة بالافتتاحية عند 90.05.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً تصريحات بيتر نافارو المستشار التجاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي أعرب من خلالها أن فرض كلا من الولايات المتحدة والصين رسوم جمركية متبادلة لن يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية بين البلدين، مضيفاً أن بلاده لن ترد على إجراءات الصين الأخيرة بفرض رسوم جمركية أخرى، موضحاً أن الأمور لا تيسر على ذلك النحو لكون ذلك سوف يؤدي للمزيد من التصعيد.
كما أكد نافارو على أن الرئيس الأمريكي ترامب ملتزم بضرورة أن يكون هناك مناخ تجاري عادل بين الولايات المتحدة والصين، وجاء ذلك عقب ساعات من تفعيل الحكومة الصينية مع مطلع هذا الأسبوع لرفع الرسوم الجمركية على نحو 128 منتجاً أمريكياً تقدر قيمتها بنحو 3$ مليار رداً على التصعيد الحمائي التجاري من قبل أمريكا مؤخراً والتي قامت بفرض رسوم جمركية على وارداتها من الصلب والألمنيوم قبل أن تستثني بعض الدول.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم أعرب رئيس منظمة الدول المنتجة للنفط الخام أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي عن كون خفض الإنتاج النفطي يدعم الاقتصاد العالمي، مضيفاً أن جهود منظمة أوبك لخفض الإنتاج ساهمت في تخليص السوق من 85% من فائض المعروض ومؤكداً على أن تعاون منظمة أوبك مع شركائها لن ينتهي بعد انتهاء فترة خفض الإنتاج، مضيفاً أن دول الخليج لديها وفرة من المخزون النفطي.
كما تابعنا أيضا في وقت سابق اليوم تصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك والتي أعرب من خلالها أنه من المبكر الحديث عن تمديد اتفاق منظمة أوبك لخفض الإنتاج العالمي للنفط، موضحاً أن روسيا تعمل على الالتزام الكامل بالاتفاق وأنها في مفاوضات مع المملكة العربية السعودية حيال صياغة تعاون مشترك بعد انتهاء خفض الإنتاج، مضيفاً أنه سوف يتم مناقشة المقترح السعودي بوجود تعاون مشترك طويل الأمد بنهاية الشهر الجاري.
وجاء ذلك عقب ساعات من أعلن وزارة الطاقة الروسية عن ارتفاع الإنتاج الروسي من النفط الخام لأول مرة منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى نحو 10.97 مليون برميل يومياً خلال آذار/مارس الماضي، وأفادت الوزارة أن الإنتاج الروسي من النفط انخفض بنحو 280 ألف برميل خلال الشهر الماضي مقارنة بمستويات الإنتاج في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2016.
مع العلم أنه وفقاً لاتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية والمنتجين من خارج المنظمة بزعامة روسيا والذي يقتدي بخفض 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري 2018، فقد تعهدت روسيا بخفض إنتاجها من النفط بواقع 300 ألف برميل يومياً للمساهمة في التخلص من تخمة المعروض وإعادة التوازن إلى أسواق النفط الخام مرة أخرى.
وفي نفس السياق، فقد أفاد وزير الطاقة الروسي نوفاك يوم أمس الاثنين أن نسبة التزام بلاده باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط الخام بلغت نحو 93.4% خلال آذار/مارس، مع تأكيده على التزام روسيا التام بتحقيق التوازن في أسواق النفط العالمية، موضحاً أن تذبذب الإنتاج النفطي في بلاده خلال الشهر الماضي يرجع إلى أسباب محلية وتزايد الطلب المحلي على النفط والغاز الطبيعي.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الخميس الماضي نظراً لعطلة الجمعة العظيمة في نهاية الأسبوع الماضي، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع منصة ستة منصات لتعكس بذلك أول انخفاض أسبوعي في ثلاثة أسابيع ليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 798 منصة.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع 23% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.43 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.9 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.97 مليون برميل يومياً، وذلك بفضل النشاط الملحوظ الذي تشهده أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في العامين الماضيين.