ارتفاع أسعار النفط للأعلى لها في قرابة 39 شهراً
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام “نيمكس” بقرابة الواحد بالمائة أعلى 66$ للبرميل واختبرت العقود الآجلة لخام برنت 71$ للبرميل موضحة أعلى مستوياته منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر من عام 2014 وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للأدنى له في 38 شهراً وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.
في تمام الساعة 06:31 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 آذار/مارس المقبل 1.01% لتتداول حالياً عند مستويات 66.04$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 65.61$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 آذار/مارس القادم 0.64% لتتداول عند 70.98$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 70.53$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.68% ليتداول حالياً عن مستويات 88.60 موضحاً أدنى مستوياته منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر من عام 2014 مقارنة بالافتتاحية عند 89.20.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة طلبات الإعانة الأسبوعية والتي أظهرت ارتفاعاً دون التوقعات إلى 233 ألف طلب مقابل 216 ألف طلب، بخلاف التوقعات عند 239 ألف طلب، قبل أن نشهد الكشف عن قراءة مؤشر مبيعات المنازل الجديدة والتي قد تظهر تراجعاً فاق التوقعات 9.3% إلى 625 ألف مقابل ارتفاع 15.0% عند 689 ألف بالتزامن مع أظهر قراءة المؤشرات القائدة تسارع وتيرة النمو إلى 0.6% مقابل 0.4% خلال كانون الأول/ديسمبر.
ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط تقلص العجز لنحو 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 19 من كانون الثاني/يناير مقابل نحو 6.9 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند عجز بنحو 1.0 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى نحو 411.6 مليون برميل، وتظل المخزونات ضمن النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
كما أوضح التقرير أيضا يوم أمس الأربعاء ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 3.1 مليون برميل، وتعد بذلك المخزونات ضمن النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد ارتفعت بنحو 0.6 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات ضمن النصف السفلي للنطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
بخلاف ذلك، نود الإشارة لأن تراجع مؤشر الدولار للأدنى له في أكثر من ثلاثة أعوام، يأتي في أعقاب إغلاق الحكومة الأمريكي لثلاثة أيام قبل أن يتوصل الكونجرس في مطلع الأسبوع لاتفاق حيال خطة تمويل مؤقتة للحكومة حتى الثامن من شباط/فبراير المقبل وتصديق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها، ذلك بالإضافة لفرض ترامب يوم أمس الثلاثاء رسوماً جمركية على واردات الغسالات والوحدات الشمسية تبدأ من 20% وتصل إلى 50%% إذا ما تخطي عدد الغسالات 1.2 مليون.
تلك خطوة اعتبرها المراقبون للمشهد بأنها خطوة أولى ضمن سلسة أوسع من القيود التجارية المزمع فرضها من قبل الولايات المتحدة والتي اعترض عليها العديد من الشركات المصدرة العالمية، ويذكر أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مينوتشن قد نوه على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي يوم أمس الأربعاء أن انخفاض قيمة الدولار يصب في صالح النشاط التجاري والاقتصاد المحلي لبلاده، كما أكد أيضا اليوم على تلك التصريحات معرباً عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي ترامب يشاركه نفس الرأي بخصوص الدولار.
على الصعيد الأخر، فقد أعرب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم أمس الأربعاء أن ارتفاع أسعار الخام بالقرب من مستويات 70$ للبرميل لن يعرقل مضي بلاده قدماً في اتفاق خفض الإنتاج العالمي بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2018 الذي تقوده المملكة العربية السعودية من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بالتعاون مع روسيا التي تقود المنتجين من خارج أوبك في الاتفاق.
وأفاد نوفاك أن روسيا تنظر للتوازن بين العرض والطلب في المقام الأول قبل النظر في أسعار النفط الخام، مضيفاً أن نمو إنتاج النفط الصخري لن يكون بمقدوره تعويض تنامي الطلب العالمي على النفط الخام، موضحاً أنه “سوف يكون بمقدوره تعويض نمو الاستهلاك لفترة قصيرة، إلا أنه لن يغطي النمو الكامل للاستهلاك” وسط تأكيده على أن أوبك وحلفائها المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج العالمي يتوقعون عودة السوق للتوازن بحلول الربع الثالث أو الرابع من العام الجاري 2018.
وتطرق نوفاك أيضا إلى أن الإطار المؤسسي التعاوني بين أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها وعلى رأسهم روسيا يدعم استقرار المستويات الحالية لأسعار النفط مع أعربه أنه يتوقع أن تستقر أسعار خام برنت عند 60$ للبرميل خلال العام الجاري، ويأتي ذلك عقب ساعات من أعرب وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن بلاده وروسيا قد اتفقوا على استمرار التعاون المشترك بينهم بعد انتهاء اتفاق خفض الإنتاج العالمي لتعزيز أسعار النفط.
ويذكر أن التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز أوضح يوم الجمعة الماضية انخفاض منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 5 منصات في ثاني انخفاض أسبوعي خلال ثلاثة أسابيع لتصل بذلك إجمالي المنصات العاملة هناك نحو 747 منصة موضحة أدنى مستوى لها منذ 15 من كانون الأول/ديسمبر الماضي، الأمر الذي لا يدعم ارتفاع الإنتاج الأمريكي لمستويات قياسية جديدة.