انخفاض أسعار النفط مع ارتفاع مؤشر الدولار لأعلى مستوياته في أربعة أشهر وعقب تصريحات باركيندو
المضارب العربي
تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام لنشهد ارتدادها من أعلى مستوياتها في 28 شهراً خلال الجلسة الأمريكية وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي لأعلى مستوياته منذ 20 من تموز/يوليو الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وفي أعقاب تصريحات الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك محمد باركيندو والكشف عن أخر تقارير المنظمة الذي أظهر خفض المنظمة توقعاتها للطلب على النفط بحلول 2019 مقارنة بالتوقعات السابقة.
في تمام الساعة 06:16 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 كانون الأول/ديسمبر القادم 0.23% لتتداول حالياً عند مستويات 57.22$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 57.35$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 كانون الثاني/يناير المقبل 0.76% لتتداول عند 63.78$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 64.27$ للبرميل، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.21% ليتداول حالياً عن مستويات 94.96 مقارنة بالافتتاحية عند 94.74.
هذا وقد صرح الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو في وقت سابق اليوم أن هناك مباحثات قائمة بين كافة الأطراف تهدف لتوحيد الآراء حيال تمديد فترة اتفاق خفض الإنتاج العالمي بواقع 1.8 مليون برميل يومياً والذي تقوده المملكة العربية السعودية في أوبك وروسيا مع المنتجين من خارج المنظمة، موضحاً أنه إلى الآن لم تبدى أية دولة معارضتها لمقترح تمديد الخفض لما بعد آذار/مارس ومضيفاً أنه يسعى لحضور المزيد من الدول في اجتماع المنظمة المرتقب في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ضمن الجهود المبذولة لاستقطاب المزيد من الدعم.
وجاء ذلك بالتزامن مع الكشف عن أخر تقرير منظمة أوبك الذي خفضت من خلاله المنظمة توقعاتها حيال ارتفاع الطلب العالمي على امداداتها النفطية خلال العامين المقبلين مرجيه ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة والتي قد تدفع بعض الدول المنتجة للنفط غير الأعضاء بالمنظمة إلى ضخ المزيد من الإمدادات في السوق العالمي.
وأفاد تقرير أوبك أن الطلب على إمدادات المنظمة من النفط الخام قد يصل إلى نحو 33.10 مليون برميل يومياً بحلول عام 2019 مقارنة بتسجيل المنظمة لمعدلات طلب بواقع 32.70 مليون برميل يومياً خلال عام 2016، إلا أن التوقعات الحالية للمنظمة جاءت أقل من التوقعات السابقة للمنظمة عند نحو 33.70 مليون برميل يومياً للعام ذاته، بخلاف ذلك فقد تطرق أيضا التقرير إلى أن زيادة الطلب على السيارات الكهربائية قد يتسبب في وصول معدلات الطلب على النفط إلى ذروتها في النصف الثاني من عام 2030 عند نحو 109 مليون برميل يومياً.
ويأتي ذلك عقب ساعات من تحقيق العقود الآجلة لأسعار النفط الخام لأعلى مستوياتها منذ مطلع تموز/يوليو من عام 2015 في أعقاب التطورات والإضرابات التي شهدتها المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام عالمياً في عطلة نهاية الأسبوع مع اطلاق الملك سلمان بن عبد العزيز حملة موسعة لمكافحة الفساد برئيسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واتهام الأخير في وقت سابق اليوم لإيران بتزويد الحوثيين في اليمن بالصواريخ.
ويذكر أن المملكة العربية السعودية قد أعلنت يوم السبت الماضي أن قواتها قد اعترضت صاروخاً بالستيا فوق مطار العاصمة السعودية الرياض اطلق من قبل الحوثيين في اليمن، مما أدى إلى سقوط شظايا في ساحة المطار هناك، وقد وجهت المملكة اتهامات للنظام الإيراني بأنه يتحمل مسؤولية ذلك الحدث قبل أن يوجه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق اليوم اتهامات إلى إيران معتبراً أن الأمر يعد عدواناً عسكرياً مباشراً من قبل إيران على المملكة العربية السعودية وقد يرتقي إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة.
هذا وقد انطلقت المملكة العربية السعودية يوم السبت الماضي حملة مكافحة الفساد التي شملت اعتقالات لأمراء ورجال أعمال بارزين من الأسرة الحاكمة السعودية في المملكة العربية السعودية أكبر منتج للنفط الخام لدى منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك وثاني أكبر منتج للنفط الخام عالمياً بعد روسيا، الأمر الذي يتم تسعيره في الأسواق على أنه توترات سياسة غير مسبوقة في تاريخ المملكة.
ونود الإشارة، إلى أن تلك الحملة لمكافحة الفساد تصل إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ المملكة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تولى زمام الأمور مع مطلع عام 2015 عقب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز انذاك، حيث شهدت الحملة التي يرأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اعتقالات لأمراء ووزراء ومستثمرين كبار من ضمنهم الملياردير الوليد بن طلال ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله.