انخفاض أسعار النفط الخام بأكثر من الثلاثة بالمائة

تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الثلاثة بالمائة لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية على التوالي من أعلى مستوياتها في شهر عقب أطول مسيرات مكاسب يومية لها منذ عام 2012 وسط توالي ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته منذ نهاية أيلول/سبتمبر الماضي للجلسة الرابعة على التوالي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وفي أعقاب ارتفاع إنتاج أوبك للشهر الثاني على التوالي.

هذا وقد أوضحت البيانات الأولية لإنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ارتفاع الإنتاج بنحو 210 ألف برميل خلال حزيران/يونيو الماضي إلى نحو 32.54 مليون برميل يومياً أو بواقع 450 ألف برميل عن ما كانت عليه في نفس الفترة من العام السابق 2016 وسط تسارع نمو إنتاج ليبيا ونيجيريا مؤخراً بالإضافة إلى زيادة المملكة العربية المتحدة لإنتاجها بنحو 90 مليون برميل يومياً الشهر الماضي.

في تمام الساعة 05:36 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 16 من آب/أغسطس القادم 3.72% لتتداول حالياً عند مستويات 45.32$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 47.04$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 16 آب/أغسطس المقبل 3.16% لتتداول عند 48.04$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 49.67$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.13% ليتداول حالياً عند مستويات 96.35 مقارنة بالافتتاحية عند 96.22.

هذا وقد أعرب مسؤول في الحكومة الروسية أن بلاده تريد مواصلة الاتفاق الذي يقتضي بخفض إنتاج النفط الخام بواقع 1.8 مليون برميل يومياً من قبل منظمة أوبك والمنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا حتى آذار/مارس المقبل، مضيفاً أن أي قيود إضافية على الخفض سوف ترسل رسالة خاطئة إلى السوق، موضحاً أن التوسع في خفض الإنتاج سوف يعكس توتر أوبك وحلفاءها.

ونود الأشارة إلى أن أسعار النفط الخام حققت ارتفاعاً 7.4% خلال الأسبوع الماضي ضمن عمليات تصحيحية عقب تراجعها لخمسة أسابيع متتالية موضحة أطول مسيرات تراجع أسبوعية منذ عام 2015 انذاك، عقب بتراجع الإنتاج الأمريكي للنفط الصخري بواقع 100 ألف برميل في نهاية حزيران/يونيو الماضي ليعكس أدنى مستوياته في عام بالإضافة إلى تراجع مؤشر الدولار لأدنى مستوياته في عشرة أشهر خلال الأسبوع الماضي.

إلا أنه مع توالي ارتفاع إنتاج أوبك وارتداد مؤشر الدولار مؤخراً استأنفت أسعار النفط مسيرات الخسائر بشكل موسع فاق الثلاثة بالمائة اليوم الأربعاء على أعتاب الكشف عن التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم غداً الخميس والتي قد تعكس عجز في مخزونات النفط الخام لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 2.4 مليون برميل مقارنة بفائض بنحو 0.1 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة.

ويذكر أن لأسعار النفط فقد أكثر من عشرين بالمائة من قيمتها عقب اجتماع أوبك في فينيا خلال 25 أيار/مايو الماضي، وجاء ذلك مع تسعير الأسواق لبقاء مخزونات النفط العالمية أعلى متوسط خمسة أعوام ووسط نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي انذاك وارتفاع إنتاج أوبك خلال الآونة الأخيرة، الأمر الذي عزز من مخاوف الأسواق حيال تفاقم تخمة المعروض الفترة المقبلة.