بنك إنجلترا يضع خططاً لتنظيم العملات المستقرة
كشفت سارة بريدن، نائب محافظ بنك إنجلترا للاستقرار المالي، خلال مؤتمر سالت عن خطط البنك المركزي لإعداد ورقة استشارية شاملة بشأن تنظيم العملات المستقرة المقومة بالجنيه الإسترليني والتي تعتبر ذات أهمية نظامية للقطاع المالي.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود بنك إنجلترا لوضع إطار تنظيمي واضح يحكم استخدام الأصول الرقمية المستقرة، والتي صممت خصيصاً للحفاظ على قيمة ثابتة ومستقرة مقابل العملات التقليدية.
أشارت الورقة، التي أعلن عنها البنك المركزي البريطاني في العاشر من نوفمبر، إلى كيفية الإشراف على هذه الرموز الرقمية مع اقترابها من الاستخدام السائد في النظام المالي التقليدي.
وأوضحت بريدن أن هذه العملات المستقرة يمكن استخدامها لأغراض متعددة، تشمل المدفوعات للأفراد على مستوى التجزئة، بالإضافة إلى التسويات المالية على مستوى المؤسسات الكبرى والشركات.
طرحت نائب المحافظ رؤية بنك إنجلترا لما أسمته “عالم النقود المتعدد”، حيث تتعايش الأموال التقليدية مع الأشكال الرقمية الحديثة جنباً إلى جنب في منظومة مالية متكاملة.
ولضمان انتقال سلس وآمن نحو هذا النظام الجديد، أعلنت بريدن أن البنك المركزي يقترح فرض حدود مؤقتة على المبالغ التي يمكن للمستخدمين الاحتفاظ بها من العملات المستقرة.
تعكس هذه القيود المؤقتة مخاوف البنك من أن التبني السريع وغير المنظم للعملات المستقرة قد يؤدي إلى تعطيل توفير الائتمان في النظام المصرفي التقليدي، أو قد يقدم مخاطر جديدة تهدد الاستقرار المالي للمملكة المتحدة.
بموجب المقترحات التفصيلية التي قدمها بنك إنجلترا، سيتم تحديد سقف للأفراد بمبلغ 20 ألف جنيه إسترليني لكل عملة مستقرة واحدة، بهدف الحد من التعرض الفردي للمخاطر المحتملة.
أما بالنسبة للشركات والمؤسسات التجارية، فسيواجهون حداً أعلى يبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني، مع توفير إمكانية الحصول على استثناءات خاصة للشركات الكبرى والمؤسسات المالية الضخمة.
أكدت بريدن أن هذه القيود ستكون مؤقتة بطبيعتها، وسيتم رفعها تدريجياً بمجرد أن يحكم البنك المركزي بأن النظام أصبح مستقراً بما يكفي للسماح باستخدام أوسع دون مخاطر.
وفي تصريح لافت، قالت بريدن: “بالنسبة للعملات المستقرة، سنكون المصرفي الخاص بكم”، موضحة أن المستخدمين سيحتفظون بأرصدتهم مباشرة لدى البنك المركزي خلال الفترة الانتقالية.
يمثل هذا النهج خطوة استباقية من بنك إنجلترا لضمان الإشراف المباشر على العملات المستقرة المقومة بالإسترليني، مما يعزز الثقة في هذه الأدوات المالية الرقمية الناشئة.
تهدف هذه السياسة إلى تحقيق التوازن بين تشجيع الابتكار في القطاع المالي الرقمي من جهة، والحفاظ على الاستقرار المالي وحماية المستهلكين من جهة أخرى.
كما تسعى التنظيمات المقترحة إلى منع تكرار المشاكل التي شهدتها أسواق العملات المستقرة عالمياً، والتي شملت انهيارات مفاجئة وفقدان الارتباط بالقيمة المستهدفة.
يعكس موقف بنك إنجلترا الاعتراف المتزايد بأهمية العملات الرقمية ودورها المحتمل في مستقبل المدفوعات والتسويات المالية على المستويين المحلي والدولي.
لمشاهدة المزيد من الأخبار الاقتصادية
