توصيات شهر سبتمبر تحقق رقم قياسي 2910 نقطة!

انضم معنا

محافظ بنك اليابان يؤكد استمرار السياسة التيسيرية

أكد محافظ بنك اليابان المركزي أويدا أن الظروف النقدية المريحة والميسرة ستستمر في تقديم الدعم الضروري للاقتصاد الياباني خلال الفترة المقبلة. جاءت هذه التصريحات في سياق تقييم شامل للوضع الاقتصادي الحالي والتحديات التي تواجه ثالث أكبر اقتصاد في العالم.

وصف المحافظ أويدا الوضع الاقتصادي في اليابان بأنه يشهد تعافياً تدريجياً ومعتدلاً، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى وجود بعض نقاط الضعف التي تستدعي المتابعة الدقيقة. هذا التوصيف يعكس الطبيعة المعقدة للتعافي الاقتصادي الياباني، حيث تتواجد مؤشرات إيجابية إلى جانب تحديات مستمرة تتطلب معالجة حكيمة ومتأنية.

فيما يتعلق بتوقعات النمو الاقتصادي، أوضح محافظ البنك المركزي الياباني أن معدلات النمو من المرجح أن تظل متواضعة في المستقبل القريب. يعزى هذا التوقع بشكل رئيسي إلى تأثير السياسات التجارية العالمية التي تقود إلى تباطؤ في الاقتصادات الخارجية. هذا التباطؤ في الأسواق العالمية يؤدي بدوره إلى انخفاض في أرباح الشركات اليابانية، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على التصدير والتجارة الدولية.

أشار أويدا إلى أن درجة عالية من عدم اليقين تحيط بكيفية استجابة الاقتصادات الخارجية والأسعار للسياسات التجارية الجديدة. هذا الغموض يجعل من الصعب على صناع السياسة النقدية التنبؤ بدقة بالمسار المستقبلي للاقتصاد، مما يستدعي المرونة والحذر في اتخاذ القرارات.

شدد محافظ بنك اليابان على أهمية الحكم على ما إذا كانت التوقعات الاقتصادية ستتحقق دون أي مفاهيم مسبقة أو تحيزات. هذا النهج المحايد والمنفتح يعكس التزام البنك المركزي باتخاذ قرارات مبنية على البيانات الفعلية والتحليل الموضوعي بدلاً من الافتراضات المسبقة.

في تطور لافت خلال اجتماع البنك المركزي، عارض كل من تاكاتا وتامورا التقرير الفصلي لبنك اليابان. هذا الاعتراض يكشف عن وجود وجهات نظر متباينة داخل مجلس إدارة البنك حول التوجه النقدي الأمثل.

اقترح تاكاتا إضافة عبارة تشير إلى أن التضخم يصل إلى هدف استقرار الأسعار المنشود. هذا الاقتراح يعكس رؤية أكثر تفاؤلاً بشأن تقدم اليابان نحو تحقيق أهدافها التضخمية، وهو أمر كان يمثل تحدياً كبيراً للاقتصاد الياباني لعقود طويلة.

من جهته، طالب تامورا بإضافة سطر يوضح أن التضخم الأساسي يتماشى إلى حد كبير مع الهدف المستهدف. هذا الاقتراح يسلط الضوء على التقدم المحرز في مكافحة الانكماش والوصول إلى مستويات تضخم صحية ومستدامة.

على الرغم من التركيز الكبير على تداعيات اجتماع الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، لا ينبغي إغفال أهمية قرار بنك اليابان الذي صدر في وقت سابق من اليوم. عدم رفع أسعار الفائدة في هذا الاجتماع سيواصل بث الشكوك حول احتمالية القيام بهذه الخطوة في ديسمبر المقبل.

تزداد أهمية هذا القرار بشكل خاص في ضوء تنامي نفوذ رئيسة الوزراء تاكايشي في الأشهر المقبلة. السياسات المالية التي تعتزم تاكايشي تنفيذها، ونوعية “القوة النارية” المالية التي قد تطلقها، تقلل من الضغط على بنك اليابان لتشديد السياسة النقدية على المدى القصير.

في ظل هذه الظروف، يبدو أن البنك المركزي الياباني لديه حوافز أقل وإلحاحية أقل للتحرك في الوقت الراهن. هذا الموقف يعكس التنسيق الضمني بين السياسة النقدية والسياسة المالية، حيث يمكن للتحفيز المالي الحكومي أن يعوض جزئياً الحاجة إلى تشديد نقدي فوري.

من المتوقع أن يواصل بنك اليابان اتباع نهج حذر ومتدرج في سياسته النقدية، مع مراقبة دقيقة للتطورات الاقتصادية المحلية والعالمية. سيكون التوازن بين دعم النمو الاقتصادي وإدارة التضخم محور اهتمام صناع السياسة النقدية في الأشهر المقبلة.

كما أن التفاعل بين السياسات التجارية الدولية والأداء الاقتصادي سيظل عاملاً حاسماً في تشكيل قرارات بنك اليابان المستقبلية. الحاجة إلى المرونة والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة ستكون أساسية لضمان استمرار التعافي الاقتصادي وتحقيق الاستقرار المالي على المدى الطويل.

لمشاهدة المزيد من الأخبار الاقتصادية

بنك اليابان