جوناثان جولد يرفض مخاوف انهيار العملات المستقرة
رفض جوناثان جولد، رئيس مكتب مراقب العملة الأمريكي، المخاوف من أن العملات المستقرة قد تسبب أزمة مصرفية مفاجئة، واصفاً خطر هروب الودائع بأنه مبالغ فيه.
وأكد جولد خلال مؤتمر جمعية المصرفيين الأمريكية في تشارلوت يوم 19 أكتوبر أن أي تحرك كبير للودائع المرتبطة بالعملات المستقرة “لن يحدث دون ملاحظة ولن يحدث بين عشية وضحاها”.
جاءت تصريحاته مع توسع سوق العملات المستقرة من 205 مليار دولار في يناير إلى أكثر من 307 مليار دولار، حيث تسيطر تيثر على 59% من السوق تليها سيركل.
وحذرت جمعية المصرفيين الأمريكية وأكثر من 50 مجموعة مصرفية الكونغرس من “ثغرات” في قانون جينيوس الذي وقعه الرئيس ترامب في يوليو، مشيرة إلى أن القانون يسمح لمصدري العملات المستقرة بدفع عوائد غير مباشرة قد تؤدي لتدفق الودائع خارج النظام المصرفي.
وحذرت المجموعات من أن العملات المستقرة التي تحمل عوائد قد تستنزف 6.6 تريليون دولار من البنوك التقليدية، مما يرفع أسعار الفائدة ويقلل القروض المتاحة.
لكن جولد رفض فكرة التهديد الوشيك، مشيراً إلى أن العملات المستقرة قد تفيد البنوك الصغيرة بتوفير طرق جديدة للمنافسة في المدفوعات الرقمية. وقال إن المكتب يراقب النشاط عن كثب وسيتصرف بسرعة عند الضرورة.
وحث البنوك المحلية على اعتبار العملات المستقرة أداة تنافسية لا تهديداً، مؤكداً أن ذلك قد يساعدها على تحدي هيمنة البنوك الكبرى في سوق المدفوعات.
وتتناقض موقف المكتب مع تحذيرات الجهات التنظيمية الأجنبية. فقد حذر مجلس المخاطر النظامية الأوروبي من أن العملات المستقرة قد تزعزع النظام المالي الأوروبي، بينما أعلن بنك إنجلترا عن خطط لوضع حدود مؤقتة على حيازاتها.
ورد كوين بيس على المخاوف واصفاً قصة “تآكل الودائع” بأنها أسطورة لحماية إيرادات البنوك البالغة 187 مليار دولار سنوياً من معالجة المدفوعات.
وحذر ستاندرد تشارترد من تدفق أكثر من تريليون دولار من بنوك الأسواق الناشئة إلى العملات المستقرة بحلول 2028.
ورغم النقاش المستمر، يتسارع دمج العملات المستقرة في التمويل التقليدي، حيث تسعى كوين بيس وسيركل وريبل وباكسوس للحصول على تراخيص مصرفية فيدرالية، وانضمت سوني اليابانية هذا الشهر بتقديم طلب لإنشاء بنك كريبتو وطني أمريكي.