باركليز وبي إن بي: يتوقعان خفضين للفائدة الأمريكية هذا العام

بنكا باركليز وبي إن بي باريبا يعيدان النظر في توقعاتهما للسياسة النقدية الأمريكية. هذا التغيير يأتي بعد مؤتمر جاكسون هول الاقتصادي الذي شهد تصريحات مهمة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
بنك باركليز البريطاني كان قد رسم سيناريو محافظ سابقاً يتضمن خفضاً واحداً فقط لأسعار الفائدة في ديسمبر المقبل. هذا التوقع المحدود كان يعكس نهجاً حذراً من البنك تجاه قرارات السياسة النقدية الأمريكية المرتقبة.
من جهته، بنك بي إن بي باريبا الفرنسي كان أكثر تشدداً في توقعاته السابقة. البنك الأوروبي لم يكن يتوقع أي خفض في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال العام الجاري قبل هذه التطورات الأخيرة.
التحول الجذري في وجهات نظر هذين البنكين العالميين يعكس التأثير الكبير لكلمة رئيس البنك المركزي الأمريكي جيروم باول. خطابه يوم الجمعة الماضي في مؤتمر جاكسون هول يُعامل بوضوح كنقطة تحول مهمة في السياسة النقدية.
المؤتمر السنوي في جاكسون هول بولاية وايومنغ يُعتبر منصة مهمة لصناع السياسة النقدية العالمية. تصريحات المسؤولين في هذا المؤتمر غالباً ما تحرك الأسواق المالية وتؤثر على توقعات المستثمرين حول العالم.
تصريحات باول في المؤتمر أشارت إلى تحول في نهج الاحتياطي الفيدرالي نحو موقف أكثر مرونة. هذا التغيير في اللهجة دفع كبرى البنوك الاستثمارية لإعادة تقييم توقعاتها للسياسة النقدية الأمريكية خلال الأشهر المتبقية من العام.
الآن جميع الأنظار تتجه نحو تقرير الوظائف الأمريكي المقرر صدوره في الخامس من سبتمبر. هذا التقرير الشهري يُعتبر من أهم المؤشرات الاقتصادية التي يراقبها الاحتياطي الفيدرالي عند اتخاذ قراراته النقدية.
تقرير الوظائف سيكون بمثابة العامل الحاسم لتأكيد أو نفي التوقعات الجديدة حول خفض أسعار الفائدة. إذا أظهر التقرير ضعفاً في سوق العمل الأمريكي، فإن ذلك سيدعم حجة تخفيف السياسة النقدية.
المحللون الاقتصاديون يرون أن سوق العمل الأمريكي يواجه تحديات متزايدة مع تباطؤ معدلات نمو الوظائف. معدل البطالة الذي ارتفع في الأشهر الأخيرة يعطي مؤشرات على ضرورة تدخل البنك المركزي لدعم النشاط الاقتصادي.
بيانات التضخم الأخيرة في الولايات المتحدة تظهر انخفاضاً تدريجياً نحو الهدف المحدد من البنك المركزي عند مستوى اثنين بالمئة. هذا التطور يعطي الاحتياطي الفيدرالي مساحة أكبر للمناورة في السياسة النقدية دون القلق من تأجيج التضخم.
الأسواق المالية تستجيب بشكل إيجابي لهذه التوقعات الجديدة حول خفض أسعار الفائدة. أسعار السندات الحكومية الأمريكية ترتفع بينما عوائدها تنخفض، مما يعكس ثقة المستثمرين في التوجه الجديد للسياسة النقدية.
قطاعات الأسهم الحساسة لأسعار الفائدة مثل العقارات والتكنولوجيا تشهد أداءً قوياً. هذه القطاعات تستفيد بشكل مباشر من انخفاض تكاليف التمويل والاقتراض عندما تنخفض أسعار الفائدة.
العملة الأمريكية تواجه ضغوطاً هبوطية في أسواق الصرف الأجنبي نتيجة لهذه التوقعات. الدولار الأمريكي ينخفض مقابل سلة من العملات الرئيسية حيث يفقد جاذبيته كاستثمار عائد مرتفع.
بنوك الاستثمار الأخرى بدأت في مراجعة توقعاتها أيضاً تماشياً مع التطورات الأخيرة. جولدمان ساكس وجي بي مورغان من بين البنوك التي قد تعيد النظر في سيناريوهاتها للسياسة النقدية الأمريكية.
التحليل الاقتصادي يشير إلى أن خفضين لأسعار الفائدة خلال العام قد يكونان ضروريين لدعم النمو الاقتصادي. خاصة في ظل التحديات العالمية والتباطؤ في بعض القطاعات الاقتصادية الرئيسية في الولايات المتحدة.