حققت توصياتنا في شهر مايو 2525 نقطة.  

عرض النتائج
رائج

2025: عام سقوط الأقنعة في سوق العقارات في كندا

بعد سنوات من النمو السريع في سوق العقارات والقفزات المتتالية في أسعار العقارات، بدأ عام 2025 في كندا يكشف عن واقع مغاير لما اعتاد عليه الجميع. السوق الذي كان يُوصف بأنه لا يُهزم، أصبح اليوم في مهب الريح، والمشتري الذي كان يقف في طوابير لعقد صفقة أصبح ينتظر متفرجًا، يراقب الأرقام وهي تنزلق بهدوء. هذا المقال هو قراءة تحليلية وواقعية لسوق العقارات الكندي في 2025، بأرقامه، وتحولاته، والعوامل التي قلبت المشهد رأسًا على عقب.


الفصل الأول: الأرقام لا تكذب

وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مواقع مثل WOWA وNesto وTRREB:

  • بلغ متوسط سعر المنازل في كندا في مايو 2025 حوالي $861,719، وهو انخفاض بنسبة 3.2% مقارنة بمايو 2024.
  • في تورونتو الكبرى (GTA)، انخفض متوسط سعر البيع إلى $1,101,691، بنسبة تراجع 5.2% سنويًا.
  • الأسعار لمنازل الأسرة الواحدة (Detached): $1,392,033 (−6%).
  • الشقق السكنية (Condo): $696,424 (−4.3%).
  • عدد العقارات المعروضة للبيع ارتفع بنسبة +21.7% مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى أكثر من 76,000 وحدة.
  • نسبة المبيعات إلى العرض (Sales-to-New-Listings Ratio) تراجعت إلى ما دون 32%، ما يُعتبر رسميًا سوقًا “مائلًا للمشترين”.

هذه الأرقام تُمثل بداية التحول من سوق متوهج إلى سوق يتعرض لضغط متزايد.


الفصل الثاني: الضربة الأولى جاءت من الداخل

في منتصف 2024، بدأت الحكومة الكندية تنفيذ حزمة من السياسات الجديدة لتقليل الضغط على الإسكان:

  1. تقليص عدد تصاريح الطلاب الدوليين بنسبة تزيد عن 35%.
  2. تشديد تصاريح العمل المفتوحة للمرافقين والخريجين.
  3. زيادة الضرائب على الأرباح العقارية وخاصة على المستثمرين غير المقيمين.

كانت هذه الإجراءات تهدف إلى تهدئة السوق وإعادة التوازن، لكنها تسببت بتأثير معاكس في بعض القطاعات:

  • آلاف الشقق الصغيرة التي كانت تؤجَّر للطلاب أو المهاجرين أصبحت شاغرة.
  • تراجع العوائد الإيجارية دفع بعض المستثمرين للتخارج من السوق.
  • زيادة المعروض بدون طلب كافٍ دفع الأسعار للانخفاض التدريجي.

سوق العقارات في كندا 2025
2025: عام سقوط الأقنعة في سوق العقارات في كندا

الفصل الثالث: العوامل العالمية تضرب بقوة

لم يكن ما يجري داخل كندا العامل الوحيد في التغيرات الحالية. على الصعيد الدولي، ساهمت عوامل إضافية في زعزعة السوق:

  • عودة ترامب إلى واجهة المشهد الأمريكي مع وعود بتخفيض الضرائب وإغراء المستثمرين العقاريين.
  • استقرار الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى دفع بعض المستثمرين لسحب رؤوس أموالهم من السوق الكندي.
  • التوترات الجيوسياسية جعلت البعض يبحث عن ملاذات آمنة في أسواق أكثر استقرارًا.

كندا، التي كانت تُعتبر من أكثر الأسواق العقارية أمانًا، بدأت تفقد هذه السمعة تدريجيًا.


الفصل الرابع: أين الخلل؟

سوق العقارات الكندي تضخم بشكل غير طبيعي منذ عام 2016:

  • ارتفعت أسعار المنازل في بعض المناطق بنسبة تتجاوز 150% خلال 6 سنوات.
  • في مدن مثل تورونتو وفانكوفر، أصبح امتلاك منزل حلمًا بعيدًا للطبقة المتوسطة.
  • الاعتماد المفرط على تدفقات الطلاب والمهاجرين كوقود للسوق جعل أي تغيير بسيط في السياسات يؤدي إلى نتائج كبيرة.

ما نراه الآن ليس “أزمة مفاجئة” بل تصحيح متوقع.


الفصل الخامس: ماذا بعد؟

إذا استمر الوضع الحالي، فإن التوقعات تشير إلى ما يلي:

  • انخفاض إضافي في الأسعار بين 7% إلى 12% بنهاية 2025.
  • مزيد من العقارات ستبقى في السوق لأكثر من 6 أشهر دون بيع.
  • تخفيضات متكررة في الأسعار من قبل البائعين الذين يواجهون ضغطًا تمويليًا.
  • توجه متزايد نحو الإيجار بدل التملك، خاصة بين الجيل الجديد.

بعض المستثمرين ينتظرون هذا التراجع ليقتنصوا الفرص، والبعض الآخر يصفه بأنه بداية لانهيار مشابه لما حدث في 2008.


الفصل السادس: تحليل سلوكي واجتماعي

  • ثقة المشترين اهتزت، وأصبح الكثير منهم يفضل الانتظار والمراقبة.
  • أصحاب العقارات يواجهون الواقع الجديد: لا عروض، لا مفاوضات، والمشتري لم يعد مستعجلًا.
  • التحول إلى مدن أرخص مثل كالغاري وهاليفاكس يتزايد.

الطبقة المتوسطة، التي طالما اعتُبرت العمود الفقري للطلب العقاري، بدأت تتراجع أمام عبء الديون وأسعار الفائدة المرتفعة.


الفصل السابع: توصيات للمستثمرين والمقيمين

✅ إذا كنت تملك عقارًا غير أساسي أو استثماري، راجع جدوى الاحتفاظ به في هذا السوق.

✅ إذا كنت تنوي الشراء، فلا تتسرع — الفرص الأفضل قد تأتي في نهاية 2025 أو مطلع 2026.

✅ تابع مؤشرات مثل: معدلات الإيجار، عدد الأيام في السوق، نسب التخفيض.

✅ حافظ على السيولة، وكن جاهزًا لاقتناص الفرص حين يصل السوق إلى القاع.


الخاتمة

2025 ليس عام أزمة مفاجئة في كندا، بل عام “سقوط الأقنعة” عن سوق ظل لفترة طويلة مدفوعًا بعوامل غير مستدامة. الآن، وبعد أن بدأت الحكومة تضبط السياسات، والمستثمرون يعيدون حساباتهم، والمشترون يستيقظون، بدأت الحقيقة تظهر بوضوح: ليس كل صعود صحي، وليس كل تصحيح أزمة.

المرحلة القادمة تتطلب وعيًا، تخطيطًا، وانتظارًا محسوبًا.

سوق العقارات في كندا يتغير… والمستقبل لمن يقرأ المشهد جيدًا.