بلاك روك: لماذا يجب على الفيدرالي إنهاء التشديد الكمي.

بلاك روك: لماذا يجب على الاحتياطي الفيدرالي إنهاء “التشديد الكمي” الآن؟

صرّح ريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار في الدخل الثابت العالمي لدى بلاك روك، مؤخرًا بأنه “لا يوجد سبب يمنع إنهاء التشديد الكمي (QT) الآن”. هذا التصريح يأتي في ظل ترقب الأسواق لبيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) المقرر صدوره اليوم الأربعاء. يبدو أن هناك تيارًا متزايدًا داخل الأوساط المالية يدعو إلى إعادة تقييم استراتيجية الاحتياطي الفيدرالي بشأن تقليص ميزانيته العمومية.

تداعيات الرسوم الجمركية على التضخم وقرارات الاحتياطي الفيدرالي

حتى الآن، لم تُظهر بيانات التضخم في الولايات المتحدة تأثيرًا كبيرًا للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق ترامب. يعود السبب في ذلك إلى أن الشركات قد امتصت هذه الأعباء بشكل كبير. ومع ذلك، قد تواجه هذه الشركات قريبًا قرارًا حاسمًا بشأن ما إذا كانت ستنقل هذه التكاليف إلى المستهلكين. إذا بدأت الشركات في تمرير هذه الرسوم، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع في معدلات التضخم، مما يضع الاحتياطي الفيدرالي أمام تحدٍ جديد.

يتبنى الاحتياطي الفيدرالي حاليًا نهج “الانتظار والترقب” فيما يتعلق بأسعار الفائدة. من المتوقع أن يحصل البنك المركزي خلال الشهرين المقبلين على “قراءة واضحة جدًا” حول تأثير الرسوم الجمركية على التضخم. هذه القراءة ستكون حاسمة في تحديد مسار السياسة النقدية المستقبلية.

سوق العمل وتوقعات خفض الفائدة

بالإضافة إلى تأثير الرسوم الجمركية، فإن أي “تليين” إضافي في سوق العمل يمكن أن يدفع الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض سعر الفائدة القياسي في اجتماع سياسته النقدية في سبتمبر. يشير ريدر إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يفكر بجدية في التوقيت المناسب لوقف برنامج التشديد الكمي، أو تقليص ميزانيته العمومية، بعد أن قرر في مارس الماضي إبطاء وتيرة هذا التشديد. إن إنهاء التشديد الكمي سيوفر مرونة أكبر للاحتياطي الفيدرالي في إدارة السياسة النقدية والتكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة.

أهمية بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ومؤتمر باول الصحفي

من المقرر صدور بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) اليوم الأربعاء، الموافق 18 يونيو 2025، الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش (14:00 بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة). سيعقبه مؤتمر صحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد نصف ساعة. ستكون هذه الأحداث محط أنظار الأسواق العالمية، حيث سيتم تحليل كل كلمة وبادرة لفهم توجهات السياسة النقدية المستقبلية. من المتوقع أن يقدم باول رؤى حول كيفية تقييم الاحتياطي الفيدرالي للمخاطر المحيطة بالتضخم والنمو الاقتصادي، وما إذا كانت الظروف مواتية لإنهاء التشديد الكمي أو حتى البدء في خفض أسعار الفائدة.

إن القرارات التي سيتخذها الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر القادمة سيكون لها تأثير كبير على الأسواق المالية والاقتصاد العالمي، مما يجعل متابعة هذه التطورات أمرًا بالغ الأهمية للمستثمرين وصناع القرار على حد سواء.

لمشاهدة المزيد من الأخبار الإقتصادية