جدل تبرع البيتكوين يطيح بوزير العدل التشيكي.

جدل تبرع البيتكوين يطيح بوزير العدل التشيكي: تعيين وزيرة جديدة لاستعادة الثقة.
أقدم رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا، يوم الثلاثاء على تعيين إيفا ديكروا وزيرة جديدة للعدل، وذلك خلفًا لبافيل بلاشيك. يأتي هذا التغيير بعد أسابيع من جدل تبرع البيتكوين بقيمة 45 مليون دولار ، قدمه مجرم مدان.
تبرع مثير للجدل
تفاقمت الأزمة السياسية المحيطة ببلاشيك بعد قبوله دفعة بيتكوين نيابة عن الدولة من توماش يرتشوفسكي، وهو رجل سُجن سابقًا لإدارته منصة “سوق الأغنام” (Sheep Marketplace) التي أُغلقت الآن، وهي منصة مشابهة لموقع “طريق الحرير” (Silk Road). كان يرتشوفسكي قد أدين في عام 2017 بتهم تشمل الاتجار بالمخدرات، الاحتيال، وحيازة الأسلحة غير المشروعة، وقضى أربع سنوات في السجن.
من مصلحة الدولة إلى اهتزاز الثقة
تلقت وزارة العدل تبرعًا قدره 468 بيتكوين، ثم باعت هذه العملات في وقت سابق من هذا العام مقابل حوالي 40 مليون يورو، أو 43.2 مليون دولار. ورغم أن بلاشيك أكد أن الخطوة قانونية ومُوجهة لصالح الدولة، إلا أنها أثارت انتقادات حادة. اتهمه معارضوه بشرعنة أصول غير مشروعة وتجاوز القنوات القانونية الصحيحة.
استقالة الوزير وتداعياتها
مع تزايد الضغوط، استقال بلاشيك من منصبه الوزاري، وغادر أيضًا حزب “الديمقراطي المدني” التابع لرئيس الوزراء فيالا. وأوضح أن الفضيحة أصبحت مصدر إلهاء للائتلاف الحاكم وقد تُقوّض الثقة العامة.
مهمة الوزيرة الجديدة: استعادة الثقة قبل الانتخابات
أقر رئيس الوزراء فيالا بخطورة الموقف، مشيرًا إلى أن تعيين ديكروا يأتي في لحظة حرجة. وقد كلفها بإطلاق تدقيق مستقل لضمان الشفافية بشأن تبرع البيتكوين واستعادة ثقة الجمهور في الوزارة.
تأتي هذه الفضيحة في توقيت سياسي حساس، حيث من المقرر إجراء الانتخابات الوطنية يومي 3 و 4 أكتوبر. وقد استغل حزب “آنو” المعارض، بقيادة رئيس الوزراء السابق أندريه بابيش، هذه القضية كدليل على فشل الحكومة.
تأثير على المشهد السياسي
ورغم أن الائتلاف الحاكم يمتلك أغلبية في مجلس النواب ومن المرجح أن ينجو من تصويت حجب الثقة القادم، يحذر المحللون من أن القضية قد تؤثر على توجهات الناخبين في سباق انتخابي متقارب.
أكد بابيش، وهو ناقد صريح للإدارة، أن الحادث يكشف عن خلل أوسع في الرقابة الحكومية.
يتوجب على ديكروا الآن تثبيت مصداقية الوزارة سريعًا قبل الانتخابات. ورغم أن تداعيات قضية البيتكوين قد تستمر، تأمل الحكومة أن يُشير تعيينها إلى تحول نحو المساءلة وتخفيف استياء الجمهور في الأشهر القادمة.