تصريحات محافظ بنك اليابان: غموض اقتصادي واسع.

تصريحات محافظ بنك اليابان: غموض اقتصادي واسع قد يبطئ وتيرة التعافي.

أكد محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، أن حالة عدم اليقين الاقتصادي، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، لا تزال مرتفعة، مما يزيد من تعقيد البيئة الاقتصادية والضغوط السعرية. وأشار إلى أن التطورات الاقتصادية قد شهدت تغيرات جذرية منذ أن بدأت الولايات المتحدة فرض الرسوم الجمركية في أبريل خلال فترة إدارة ترامب، مما ترك أثرًا مباشرًا على حركة الأسواق وثقة المستثمرين.

🔻 تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الياباني
أوضح أويدا أن هذه الرسوم قد تؤثر سلبًا على الطلب الاستهلاكي من خلال تعزيز مناخ الغموض وعدم اليقين، وهو ما قد يُلقي بثقله على الأداء الاقتصادي بشكل عام. وأضاف أن الشركات اليابانية قد تضطر إلى تحمّل الزيادات في التكاليف الناجمة عن الرسوم، مما سيؤثر سلبًا على أرباحها التشغيلية.
ومع تراجع الأرباح، يُتوقع أن ينعكس ذلك أيضًا على مستوى الأجور، حيث من المرجّح أن تتأثر الأجور سلبًا بسبب ضعف العوائد، ما يشكل عائقًا أمام تحسين القدرة الشرائية للأفراد.
كما حذر من أن تحركات الأسواق المالية وسوق العملات الأجنبية قد تكون قناة إضافية يتسرب منها تأثير الرسوم الجمركية إلى الاقتصاد الياباني، ما يُضاعف من التحديات القائمة أمام صناع السياسات النقدية.

🔺 رؤية بنك اليابان للتضخم والسياسة النقدية
رغم تلك التحديات، لا يزال بنك اليابان يتوقع أن تواصل الأسعار ارتفاعها تدريجيًا، مع القدرة على مقاومة الضغوط الانكماشية الناجمة عن الرسوم. كما أشار إلى أن أرباح الشركات لا تزال عند مستويات مرتفعة نسبيًا، رغم بعض التأثير السلبي للرسوم الجمركية.
وأكد أويدا أن التضخم الأساسي في اليابان يتجه تدريجيًا نحو الارتفاع، وإن كان بوتيرة معتدلة. وحتى في ظل تباطؤ اقتصادي محتمل، فإن اليابان ما زالت تُحافظ على آلية متوازنة تربط بين نمو الأجور وارتفاع الأسعار، مما يضمن استقرار نسبي في النظام الاقتصادي.

📈 الهدف المستقبلي واستراتيجية سعر الفائدة
أعاد محافظ البنك التأكيد على أن الهدف الأساسي للتضخم لا يزال يتمثل في الوصول إلى نسبة ٢٪ تدريجيًا، وأن البنك سيواصل دراسة الوضع دون افتراضات مسبقة، معتمدًا على المعطيات الفعلية للبيئة الاقتصادية والسعرية.
وذكر أويدا أنه في حال استمر التضخم الأساسي في التسارع نحو النسبة المستهدفة، فمن المتوقع أن يُواصل بنك اليابان رفع أسعار الفائدة، في إطار سياسة نقدية متدرجة ومدروسة.

💬 تغير نبرة التصريحات يعكس توجسًا من المرحلة القادمة
من اللافت أن تصريحات أويدا أصبحت أقل حسمًا مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، حيث كانت مواقفه السابقة تؤكد على تماشي الظروف الاقتصادية مع أهداف البنك وتهيئتها لمزيد من رفع الفائدة. أما الآن، فيبدو أن أويدا أصبح أكثر حذرًا، إذ يكتفي بالتعبير عن التوقعات دون تأكيد قاطع، مشيرًا إلى أن المستقبل مليء بالمتغيرات والغموض.

لمشاهدة المزيد من الأخبار الإقتصادية