تحذيرات بنك نيوزيلندا المركزي من مخاطر الذكاء الاصطناعي.

بنك نيوزيلندا المركزي يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الاستقرار المالي
أصدر بنك الاحتياطي النيوزيلندي (RBNZ) تحذيرًا واضحًا من التهديدات المحتملة التي قد تنجم عن الاعتماد المتسارع على تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات المالية. وجاء ذلك في تقرير نشره البنك يوم الإثنين، استعدادًا لنشر تقريره نصف السنوي حول الاستقرار المالي.
وأشار البنك إلى أن التوسع السريع في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة المخاطر القائمة في النظام المالي، من خلال أخطاء النظام، وقضايا الخصوصية، وتشوهات السوق.
أبرز المخاوف: الأخطاء والخصوصية وتركيز السوق
جاء في نص التقرير:
“قد تؤدي أخطاء أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومخاوف خصوصية البيانات، وتشوهات السوق، إلى تضخيم المخاطر المالية الحالية.”


كما لفت البنك إلى الاعتماد المتزايد على عدد محدود من مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي من الأطراف الثالثة، وهو ما قد يؤدي إلى تركيز السوق بشكل خطير، وظهور مخاطر انتقال العدوى بين الأنظمة، بالإضافة إلى زيادة الهجمات الإلكترونية المعقدة التي قد تهدد الأمن السيبراني للقطاع المالي بالكامل.
فوائد واضحة… لكن المخاطر تتزايد
ورغم المخاوف، أقر بنك نيوزيلندا المركزي بأن الذكاء الاصطناعي يحمل فوائد جوهرية للقطاع المالي، تشمل:
تحسين كفاءة العمليات وزيادة الإنتاجية.
تعزيز دقة النماذج المالية والتنبؤية.
تطوير أدوات تقييم المخاطر.
تقوية مرونة الأنظمة في مواجهة التهديدات الإلكترونية.
دعوة للحذر والرقابة المستمرة
أكد كيري وات، مدير تقييم الاستقرار المالي والاستراتيجية لدى بنك نيوزيلندا المركزي، على ضرورة اليقظة المستمرة في مواجهة التطورات التقنية السريعة، مشيرًا إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي على النظام المالي لا يزال غير مؤكد بشكل كامل.


وقال في تصريحاته:
“هناك الكثير من الغموض حول الكيفية التي سيؤثر بها الذكاء الاصطناعي على النظام المالي. وسنواصل مراقبة التطورات عن كثب لضمان قدرة النظام على مواجهة المخاطر المستجدة.”
توصيات لحماية الأنظمة المالية
ضمن سياق التقرير، حث البنك الجهات المعنية على:
تنويع مقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي لتقليل تركّز السوق.
الاستثمار في حماية الخصوصية وتأمين البيانات.
تطوير أطر تنظيمية مرنة تتماشى مع تسارع الابتكار التكنولوجي.
اختبار الأنظمة بانتظام لاكتشاف الثغرات ومعالجتها قبل حدوث الأزمات.

خلاصة: بين التقدم التقني والرقابة الذكية
مع تسارع وتيرة اعتماد الذكاء الاصطناعي في المؤسسات المالية حول العالم، أصبح من الضروري تحقيق توازن دقيق بين الابتكار والمخاطر. فتحقيق المكاسب التشغيلية والتقنية لا يجب أن يأتي على حساب سلامة النظام المالي واستقراره.
ويظل مستقبل الذكاء الاصطناعي في هذا المجال واعدًا، لكنه في الوقت نفسه يتطلب إدارة حذرة وتنظيمًا استباقيًا لتفادي الأزمات المحتملة في المستقبل القريب.

لمشاهدة المزيد من الأخبار الإقتصادية

بنك نيوزيلندا المركزي