الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا رغم التحديات.

رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، تحدث خلال مقابلة على قناة فوكس نيوز، حيث قدم رؤيته حول الوضع الاقتصادي الحالي في الولايات المتحدة.

الاقتصاد الأمريكي لا يزال متينًا لكن الثقة تتراجع بشكل كبير

أكد جولسبي أن البيانات الاقتصادية الفعلية لا تزال تشير إلى قوة واستقرار نسبي في الاقتصاد الأمريكي، لكنه أشار إلى وجود فجوة واضحة بين البيانات الاقتصادية الصلبة والبيانات المعنوية، حيث تعكس الأخيرة تراجعًا حادًا في ثقة المستهلكين والمستثمرين.

وأضاف أن التحدي الأكبر حاليًا يتمثل في حالة عدم اليقين، موضحًا أنه في حال تمكن الاقتصاد من تجاوز هذه المرحلة الضبابية، فإن الأسس الاقتصادية القوية ستظل قائمة. ومع ذلك، فإن المؤشرات النفسية للسوق لا تعكس هذا التفاؤل، حيث إن ثقة المستثمرين والمستهلكين تقترب من الانهيار، مما يخلق بيئة غير مستقرة تؤثر على القرارات المالية والاستثمارية.

التعريف بالتحديات: التعريفات الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد

أوضح جولسبي أن أحد أبرز المشكلات الاقتصادية الحالية هو تأثير التعريفات الجمركية، والتي تُعد بمثابة صدمة في جانب العرض، مشيرًا إلى أن المخاوف لا تقتصر فقط على ارتفاع تكاليف الاستيراد، بل تمتد إلى احتمالية تأثيرها على تكاليف الإنتاج بشكل عام، مما قد يدفع الشركات والمستهلكين إلى تغيير سلوكهم الاقتصادي.

وحذر من أن عودة ارتفاع معدلات التضخم كما حدث في عامي 2021 و2022 تمثل مخاوف حقيقية، حيث لا يرغب أحد في تكرار تلك الفترة التي شهدت ضغوطًا تضخمية كبيرة أضرت بالقدرة الشرائية للأفراد وأثرت على استقرار الأسواق.

الاستثمارات تواجه حالة من التردد بانتظار الوضوح

وأشار جولسبي إلى أن البيانات الاقتصادية، رغم أهميتها، غالبًا ما تكون متأخرة عن الواقع، موضحًا أن الأسواق المالية تتحرك بسرعة، بينما تأتي البيانات الرسمية بعد حدوث التغيرات الفعلية، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة في الوقت المناسب.

وفي ظل هذا الغموض، يعاني المستثمرون، لا سيما في قطاع الاستثمار الرأسمالي (CAPEX)، حيث يبحثون عن اليقين والاستقرار لاتخاذ قراراتهم، لكن المناخ الحالي لا يوفر لهم ذلك. وبالتالي، فإن الشركات التي تعتمد على استثمارات طويلة الأجل تواجه صعوبة متزايدة في التخطيط للمستقبل.

هل يحمل شهر أبريل الوضوح المنتظر؟

مع اقتراب الثاني من أبريل، يتساءل الكثيرون عما إذا كان هذا التاريخ سيحمل معه رؤية أوضح للأسواق، لكن جولسبي يرى أن حالة الترقب ستظل قائمة، حيث ستظهر مجموعة جديدة من التصريحات والقرارات بعده بفترة قصيرة، مما يعيد الأسواق إلى نفس دائرة التوقعات والانتظار.

الأسواق المالية قد تستفيد من بيئة التداول المضطربة، ولكن أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة على أرض الواقع هم الأكثر تأثرًا بهذه التقلبات، حيث يواجهون صعوبة في التخطيط واتخاذ قرارات اقتصادية سليمة وسط حالة عدم اليقين المستمرة.

لمشاهدة المزيد من الأخبار الإقتصادية

الاقتصاد الأمريكي