تعرف على ثلاثة أنماط لشخصية المتداول وأيهما يناسبك.

في كتابه “أنظمة التداول الميكانيكية: دمج علم نفس المتداول مع التحليل الفني”، يحدد الكاتب ريتشارد وايزمان ثلاثة أنماط أساسية لشخصية المتداول. فهم هذه الأنماط يمكن أن يساعدك على تحديد الأسلوب الذي يناسب شخصيتك ويعزز من فرص نجاحك في الأسواق المالية. دعنا نستعرض كل نمط بالتفصيل.


1. المتداول الذي يتبع الاتجاه (Trend-Following Trader)

المتاجرة بالاتجاه تعتمد على مبدأ بسيط: “اتبع الاتجاه”. يحتاج هذا النوع من المتداولين إلى صفتين أساسيتين: الصبر والمثابرة.

  • كيف يعمل؟
    تهدف استراتيجيات اتباع الاتجاه إلى الدخول في حركات سعرية قوية بعد أن يكون الاتجاه قد بدأ بالفعل. على سبيل المثال، قد يتم الشراء عند أعلى مستويات السوق الأخيرة أو البيع عند أدنى المستويات، مع توقع استمرار السعر في نفس الاتجاه.
  • مزايا النظام:
    إذا تمكنت من اللحاق باتجاه قوي، يمكنك تحقيق أرباح كبيرة مقارنة بالمخاطر الأولية. ومع ذلك، فإن الأسواق تكون في حالة تذبذب بين 70-80% من الوقت، مما يعني أن الاتجاهات القوية نادرة. لذلك، يجب أن تكون مستعدًا لتقبل خسائر صغيرة متكررة أثناء انتظار الفرصة المناسبة.
  • هل هذا النمط يناسبك؟
    إذا كنت تستطيع التعامل مع نسبة فوز منخفضة ولكنك قادر على تحقيق أرباح كبيرة عندما تنجح، فقد يكون هذا النمط مناسبًا لك. اسأل نفسك: هل لدي الصبر للبقاء في الصفقات الرابحة حتى النهاية؟ وهل أستطيع تحمل الخسائر دون الشعور بالإحباط؟

2. المتداول الذي يتبع نظرية العودة إلى المتوسط (Mean Reversion Trader)

على عكس المتداولين الذين يتبعون الاتجاه، يعتمد هذا النوع من المتداولين على نظرية “العودة إلى المتوسط”. تفترض هذه النظرية أن الأسعار غالبًا ما تتذبذب داخل نطاق معين، وعندما تتجاوز هذا النطاق، فإنها تميل إلى العودة إلى نقطة الوسط.

  • كيف يعمل؟
    يستهدف هذا النظام تحديد نقاط الانعكاس المحتملة (مثل القمم والقيعان) حيث قد يتغير اتجاه السعر. يتم استخدام مؤشرات مثل ADX وStochastic لتحديد ما إذا كان السوق في حالة تذبذب أو اتجاه، وكذلك للكشف عن حالات التشبع الشرائي أو البيعي التي قد تسبق انعكاسًا.
  • مزايا النظام:
    يقدم هذا الأسلوب العديد من الصفقات الرابحة الصغيرة. ومع ذلك، قد يكون الأمر صعبًا نفسيًا إذا دخلت السوق ضد اتجاه قوي ولم يتحول السعر كما هو متوقع.
  • هل هذا النمط يناسبك؟
    إذا كنت قادرًا على اتخاذ قرارات سريعة وتتمتع بانضباط صارم، فقد يكون هذا النمط مناسبًا لك. عليك أن تتذكر أن قوة هذا النظام تكمن في احتمالية عالية لأن تبقى الأسواق ضمن نطاق معين.

3. المتداول اليومي (Day Trader)

المتاجرة اليومية تناسب أولئك الذين يفضلون الاستفادة من التحركات السريعة في السوق. يمكن أن تكون هذه الاستراتيجيات قائمة على الاتجاه أو العودة إلى المتوسط، ولكنها تعمل على إطارات زمنية قصيرة جدًا.

  • كيف يعمل؟
    يركز المتداولون اليوميون على إطارات زمنية قصيرة مثل الساعة أو أقل، ويهدفون إلى تحقيق أرباح صغيرة مع وضع وقف خسارة ضيق. تولد هذه الأنظمة إشارات للصفقات التي تستمر لمدة 10 أيام أو أقل.
  • مزايا النظام:
    تقدم الأنظمة الميكانيكية ميزة كبيرة للمتداولين اليوميين من خلال تقليل الضغط النفسي، حيث يتم تحديد مستويات الدخول والخروج مسبقًا بناءً على نسب المخاطرة والعائد.
  • تحديات النظام:
    الجانب السلبي هو أن هذه الأنظمة تتطلب جهدًا كبيرًا. يجب أن يكون المتداول متابعًا للشاشات طوال فترة التداول لتنفيذ الإشارات أو تعديل الصفقات. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب هذا النمط مرونة ذهنية وقدرة على اتخاذ قرارات سريعة في ظروف السوق المتقلبة.
  • هل هذا النمط يناسبك؟
    إذا كنت تستمتع بالإثارة والسرعة، ولديك القدرة على التركيز تحت الضغط، فقد يكون هذا النمط مناسبًا لك. ومع ذلك، إذا كنت تشعر بالإجهاد عند اتخاذ قرارات سريعة، فمن الأفضل تجنب هذا النوع من التداول.

كيف تختار النمط المناسب لك؟

بغض النظر عن نوع النظام الذي تختاره، يجب أن تتذكر أن السوق دائمًا سيضعك في مواقف صعبة. ستواجه أوقاتًا يكون فيها عدد الصفقات الخاسرة أكبر من الرابحة، أو عندما تتغير الأسواق بشكل سريع ضدك.

لكن المفتاح هو معرفة ما يناسب شخصيتك وما يجعلك تشعر بالراحة. إذا كنت تفضل التداول طويل الأجل وتحمل الخسائر الصغيرة مقابل أرباح كبيرة، فإن استراتيجية اتباع الاتجاه قد تكون مناسبة لك. أما إذا كنت تفضل التداول قصير الأجل والاستفادة من التحركات السريعة، فقد تكون المتاجرة اليومية هي الخيار الأمثل.

تعليم تداول الفوركس

ثلاثة