البقشيش ثقافة صامتة يتلقفها العالم الرقمي

البقشيش ثقافة صامتة يتلقفها العالم الرقمي

الإكرامية أو البقشيش، ويقال “البخشيش” بالتركية، أو “التبس” (Tips) بالإنجليزية ممارسة شائعة بتاريخ متضارب، فروايات تربطها بظهور المقاهي في بريطانيا، أواسط القرن الـ 17، بغرض ضمان الحصول على خدمة سريعة وجيدة، فما إن يسمع النادل صوت العملة يرتطم بالعلبة المعدنية الموضوعة رهن إشارة الزبائن حتى يسارع لخدمته.
وأخرى تعدها تقليدا خاصا بزوار الحانات، ممن يمنحون مالا إضافيا لساقي قصد ضمان التعجيل بإعداد مشروبهم. وتنسبه رواية ثالثة إلى الأتراك، فكملة “بخشيش” تعني ما يمنح لمن يؤدي خدمة تافهة.
شاعت الممارسة في أنحاء العالم، وتفاوتت الشعوب في تلقيها بين مجتمعات مرحبة بها وأخرى مناهضة لها، وثالث تجيز قبول الإكرامية لكن على استحياء. فإذا كان منح البقشيش واجبا، يرقى لمستوى الالزام، في الولايات المتحدة مثلا، فإنه في بلدان أخرى؛ الدانمارك أو اليابان… بمنزلة وقاحة غير مقبولة، لأن الحصول على خدمة مميزة هو الأصل هناك دون الحاجة إلى دفع “رشوة” نظير ذلك. وفي الصين أضحى مقبولا الآن، لا سميا في المدن الكبرى، بعدما كان حتى وقت قريب تصرفا صفيقا.
تعتقد الأغلبية أن الإكرامية مرتبطة بمدى رضا الزبون عن الخدمة المقدمة، وهذا اعتقاد في غير محله، فالبعض ينزل المسألة منزلة العادة، فيشعر بالذنب عند منحها لإنفاقه أكثر من اللازم، وبالمثل متى أحجم عن تقديمها، فهي بالنسبة له تضامن مع العامل مقدم الخدمة، نظير تعويضه عن تلك الأجرة الزهيدة التي يتلقاها.