التضخم يفاجئ الأسواق برفع الفائدة إلى 40 %

التضخم يفاجئ الأسواق برفع الفائدة إلى 40 %
فاجأ البنك المركزي التركي الأسوق برفع سعر الفائدة الرئيس أكثر مما كان متوقعا، فيما يكثف معركته ضد التضخم وجهوده لدعم الليرة التي تشهد تراجعا في قيمتها.
ورفع البنك سعر الفائدة الرئيس بمقدار خمس نقاط مئوية إلى 40 في المائة في الشهر السادس من دورة تشديد السياسة النقدية التي أدت إلى زيادة تكلفة الاقتراض بأكثر من أربع مرات.
وكان معظم المحللين يتوقعون أن يرفع البنك سعر الفائدة بمقدار 2.5 نقطة مئوية فقط.
وقال تيموثي آش الخبير في الأسواق الناشئة في مذكرة إلكترونية إنها “خطوة تفوق التوقعات بكثير”.
لكن البنك المركزي التركي أعطى أيضا إشارة قوية إلى أنه اقترب من بلوغ الحدود القصوى لمدى رفع سعر الفائدة.
وأوضح في بيان “المستوى الحالي لتشديد السياسة النقدية قريب جدا من المستوى المطلوب لتحديد مسار تراجع التضخم”.
وأضاف “بناء على ذلك، ستتباطأ وتيرة التشديد النقدي وستكتمل الدورة بعد وقت قصير”.
وأصبح سعر الفائدة في تركيا الآن الأعلى خلال العقدين اللذين أمضاهما الرئيس رجب طيب أردوغان في السلطة، وأعلى من سعر الفائدة في كل الاقتصادات الناشئة الأخرى.
ويتوقع صناع القرار أن يبقى سعر الفائدة مرتفعا حتى منتصف العام المقبل على الأقل.
ويظهر ذلك إلى أي مدى تراجع الاقتصاد التركي بعدما قرر أردوغان تنفيذ سياسته غير التقليدية التي تعد أن زيادة الفائدة تسهم في التسبب بالتضخم ورفعه عوضا عن ضبطه.
وبلغ معدل التضخم السنوي الرسمي في تركيا ذروته عند 85 في المائة في أكتوبر 2022 ثم ارتفع مجددا إلى 61 في المائة الشهر الماضي.
وفقدت الليرة أكثر من 70 في المائة من قيمتها مقابل الدولار منذ بدأ أردوغان تطبيق نظريته قبل أكثر من عامين.
لكنه عدل مقاربته بعد فوزه بولاية جديدة في مايو عقب انتخابات رئاسية متقاربة على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وأوكل أردوغان الملف الاقتصادي في حكومته الجديدة إلى فريق من الخبراء الذين سبق أن عملوا في وول ستريت ويكتسبون ثقة في أوساط المستثمرين.