المال والاقتصاد معقل الحرب الباردة الثانية

المال والاقتصاد معقل الحرب الباردة الثانية
في ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق وتكديس كل طرف كميات هائلة من الأسلحة النووية تكفي لتدمير الحياة على كوكب الأرض بأكمله عدة مرات، ظهرت مفاهيم “الدمار المتبادل المؤكد” و”الدمار المؤكد” و”توازن الرعب”. وتصور البعض في الغرب مع خروجه من الحرب الباردة منتصرا وتفكك الاتحاد السوفييتي ومعه الكتلة الشرقية وحلف وارسو أن هذه المفاهيم ستختفي ولن يكون لها محل من الإعراب في عصر القطب الأوحد.
لكن نيال فيرجسون المؤرخ الأسكتلندي يقول في تحليل نشرته وكالة “بلومبيرج” للأنباء “إن مفهوم الدمار المتبادل المؤكد أثبت أنه معمر، وما زال صالحا لوصف توازن القوة في عالم العقد الثالث من القرن الـ21 خاصة في الصراع الدائر حاليا بين الولايات المتحدة والصين”.
واليوم وفي المراحل الأولى من الحرب الباردة الثانية بين بكين وواشنطن يمكن استعادة كل مفاهيم الحرب الباردة الأولى من “الدمار المؤكد” و”الدمار المتبادل المؤكد” و”توازن الرعب”. فالصراع بين الدولتين له بعده النووي أيضا في ظل امتلاك الدولتين ترسانة نووية كبيرة. لكن لا يبدو أن كثيرين قلقون من هذا البعد في التنافس الصيني – الأمريكي. وبدلا من ذلك يتجه أغلب الاهتمام والقلق إلى الدمار المالي والاقتصادي الذي يقيد القوتين العظميين حاليا، ويميز بوضوح الحرب الباردة الثانية عن الحرب الباردة الأولى.