المضارب العربي إقر صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفدرالي اليوم الخميس المحافظة على أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل عند مستوياتها التريخية المنخفضة بين الثبات عند الصفر ونسبة 0.25%، كما هو الحال منذ اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح في كانون الأول/ديسمبر من عام 2008 وسط مد نحو أربعة الأعضاء في اجتماع 16-17 آيلول/سبتمبر الجاري لتوقعاتهم حيال تشديد السياسة النقدية على الرغم من استمرار تحسن سوق العمل الأمريكي واتساع الاقتصاد الأمريكي بشكل ملحوظ خلال النصف الأول، وذلك في ظلال المخاطر العالمية وبالأخص من قبل الصين.
هذا وقد تضمن بيان أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح من واشنطون اعتماداً على البيانات المتوفرة لأعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح منذ احتماع 28-29 توز/يوليو الماضي، أن الإنفاق الأسري والاستثمارات الثابتة في الأعمال تتزايد بوتيرة معتدلة وأن قطاع الإسكان قد شهد المزيد من التحسن، بينما صافي الصادرات لا تزال ضعيفة، بخلاف استمرار تحسن سوق العمل مع مكاسب صلبة وتراجع معدلات البطالة بالإضافة إلى تضاؤل عدم الاستغلال الأمثل لموارد العمل وعمليات التسريح إلى حداً ما منذ مطلع هذا العام.
وفي نفس السياق، فقد نوه الأعضاء من خلال البيان إلى أن الضغوط التضخمية مستمرة في المضي قدماً دون مستهدفات اللجنة الفدرالية على المدى الطويل في ظلال انحدار أسعار النفط وأسعار الواردات غير النفطية، الأمر الذي ينعكس سلباً على وتيرة انتعاش الضغوط التضخمية، بينما لا تزال التطلعات استطلاعات الأراء على المدى الطويل تعد مستقرة، كما أشار الأعضاء من إلى أن التطورات الاقتصادية والمالية العالمية الأخيرة قد تحد من وتيرة انتعاش الاقتصاد بشكل أو بأخر وأنها من المرجح أن تزيد من الضغوط السلبية على الضغوط التضخمية على المدى القريب.
إلا أن الأعضاء قد نوهوا إلى أن السياسة النقدية المتكيفة للغاية سوف تساهم في توالي اتساع أنشطة الاقتصادية بوتيرة معتدلة وتحسن ظروف سوق العمل للتوظيف الكامل مع الأشارة إلى ان اللجنة ترى حالياً أن المخاطر التي توجه الأنشطة الاقتصادية وسوق العمل تعد تقريباً متوازنة وأن اللجنة ترقب عن كثب التطورات الخارجية وسط أعرب الأعضاء عن توقعاتهم باستمرار وهن الضغوط التضخمية على المدى القريب قبل أن تنتعش على المدى المتوسط نحو مستهدف الاحتياطي الفدرالي عند نسبة أثنان بالمئة في ظلال تحسن سوق العمل وتلاشي أثار انخفضا أسعار الطاقة وتراجع أسعار الواردات.
هذا وقد أجمع الأعضاء على أن تشديد السياسة النقدية يتطلب رؤية تحسن مستقبلي في سوق العمل بالإضافة إلى ثقة معقولة في عودة الضغوط التضخمية إلى مستهدفات الاحتياطي الفدرالي عند نسبة أثنان بالمئة على المدى المتوسط، وذلك قبل إقدام على إعادة استثمار الدفعات الأساسية من حيازت الاحتياطي الفدرالي للديون والأوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية وسندات الخزانة وعرضها في مزاد علني لتقليصها من مستوياتها المرتفعة على المدى الطويل مع الأخذ بالاعتبار الحفاظ على الظروف المالية متكيفة للغاية.
في تمام الساعة 09:18 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجع مؤشر الدولار الأمريكي أمام ست عملات رئيسية على رأسها اليورو الذي يزن أكثر من نصف المؤشر بالإضافة إلى الفرنك السويسرى، الين الياباني، الجنيه الإسترليني، الكرونة السويدي والدولار الكندي ليتداول حالياً عند مستويات 94.59 مقارنة بالافتتاحية عند 95.41 بعد أن حقق أدنى مستوياته خلال تداولات الجلسة عند 94.45، بينما حقق الأعلى له عند 95.50.
الجدير بالذكر أن محافظ بنك الاحتياطي الفدرالي جينت يلين قد أعربت عقب ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الاحتياطي الفدرالي في واشنطون عن توقعات بنك الاحتياطي الفدرالي حيال مستقبل أسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة عند نسبة 1.50% بحلول نهاية عام 2016 وعند نسبة 2.50% بحلول نهاية عام 2017 قبل أن تصل إلى نسبة 3.5% بحلول نهاية عام 2018ن جاء ذلك مع الإضارة إلى احتمالية عقد الاحتياطي الفدرالي لمؤتمر صحفي في اجتماع 28-29 تشرين الأول-أكتوبر المقبل.
هذا ونود الأشارة إلى أن انخفاض معدلات البطالة لنسبة 5.1% في آب/أغسطس الماضي بالإضافة إلى اتساع أكبر اقتصاد في العالم خلال الربع الثاني بنسبة 3.7% يعزز من فرص الإقدام على زيادة أسعار الفائدة لأول مرة من عام 2006 بنحو 25 نقطة أساس في وقت لاحق من العام الجاري، بينما لا يزال العنصر الثالث لاكتمال المعادلة وهو ثقة معقولة تجاه انتعاش الضغوط التضخمية على المدى المتوسط ليس قائم بعد، إلا أن انخفاض مؤشر الدولار عن ما كان عليه في اجتماع تموز/يوليو الماضي عند مستويات 97 بالإضافة إلى ارتداد أسعار النفط الخام الامريكي من أدنى مستوياته منذ مطلع عام 2009 عند 37.73$ للبرميل خلال الآونة الأخيرة، لا يزال يدفعنا إلى الأخذ بعين الاعتبار تنامي فرص إقدام الأعضاء على تشديد السياسة النقدية في اجتماع تشرين الأول/أكتوبر المقبل.