إيطاليا تتجه إلى وضع فروق أكثر وضوحا بشأن مخاطر عودة الأنشطة التجارية
تعتزم الحكومة الإيطالية وضع فروق أكثر وضوحا بشأن المخاطر المرتبطة بعودة الأنشطة التجارية في إيطاليا، وتقرير إذا ما كانت هناك حاجة إلى قواعد جديدة لمكافحة السلالات الأكثر قابلية للعدوى من فيروس كورونا.
وفيما يتم عقد اجتماع لمجلس الوزراء اليوم، يجري ماريو دراجي رئيس الوزراء تقييما للقانون الحالي الذي يحكم تدابير مكافحة كورونا والخطوات التالية التي يجب اتخاذها، ودرجة المخاطر المرتبطة بالمطاعم والمتاحف ودور السينما وصالات الألعاب الرياضية، وفقا لتقارير إعلامية محلية.
وقالت صحيفة “لا ريبوبليكا” أمس، “إن دراجي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، يخطط لإشراك البرلمان والأقاليم بشكل أكبر في القرارات، وستعني مثل هذه الخطوة أن الشركات، بما في ذلك مشغلو مصاعد التزلج على سبيل المثال، ستتعرف على عمليات الإغلاق المخطط لها مسبقا، بدلا من قبلها بيوم واحد كما حدث في الآونة الأخيرة”.
وتخطط إيطاليا لمواصلة تخصيص الأقاليم إلى ثلاث فئات حسب درجة المخاطر المحتملة، حسبما أفادت صحيفة “كورييري ديلا سيرا”. وبالمثل، من المرجح أن يظل الحظر المفروض على السفر بين هذه الأقاليم ساريا، مع استثناءات للعمل أو حالات الطوارئ.
وهناك شائعات بأنه قد يتم تطبيق قواعد إضافية أكثر تقييدا للأقاليم كل على حدة – مثل بيروجيا في وسط إيطاليا، حيث تنتشر السلالة البرازيلية من فيروس كورونا. وحتى الآن، سجلت إيطاليا أكثر من 95 ألفا و400 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس وأكثر من 2.79 مليون حالة إصابة منذ بدء الوباء.
وتصاعد القلق في نهاية الأسبوع في إيطاليا في مواجهة انتشار نسخ متحورة من فيروس كورونا والتجمعات في المدن الكبرى، التي كثرت بسبب الطقس الجيد، وفقا لـ”الفرنسية”.
وقال ماسيمو جالي أحد أبرز خبراء الفيروسات الإيطاليين العامل في مستشفى ساكو دو ميلانو في مقابلة مع صحيفة “ايل مساجيرو”، “أنا قلق بالطبع، تجدد العدوى ناجم في جزء كبير عن النسخة المتحورة التي ظهرت في بريطانيا”. وأضاف “للصراحة، كل المعطيات تشير إلى تزايد الحالات الجديدة”.
رغم الدعوة إلى “البقاء في المنازل” التي أطلقها الجمعة المعهد العالي للصحة، الهيئة المكلفة بنصح الحكومة بشأن مكافحة كوفيد، خرجت حشود إلى الشوارع والمتنزهات والواجهات البحرية في عدة مدن إيطالية للاستفادة من الطقس الدافئ الذي شهدته إيطاليا في نهاية الأسبوع.
وعمدت بلدية نابولي إلى الاستجابة عبر إغلاق قسم من واجهتها البحرية بعد نزول أعداد كبيرة من السكان فيما ارتادت حشود كبرى أيضا شواطئ ومقاهي أوستيا، المنتجع البحري الأقرب إلى روما.
في الوسط التاريخي للعاصمة، أغلقت فيا ديل كورسو، أبرز الأسواق التجارية، وكانت مشاهد التجمعات هي نفسها على طول قنوات وسط ميلانو.
وفي مواجهة تزايد الإصابات بالنسخ المتحورة، تم تغيير تصنيف ثلاث مناطق إيطالية مصنفة على أنها صفراء “خطر معتدل” رسميا إلى برتقالي “خطر متوسط” وهي إميليا رومانيا “منطقة بولونيا، شمال” وكامبانيا “منطقة نابولي، جنوب” ومنطقة موليز الصغيرة “وسط”.
وهناك تسع مناطق من أصل 20 في إيطاليا مصنفة “برتقالية”، وكل المناطق الأخرى “صفراء”. يشير التغيير إلى “البرتقالي” بشكل خاص إلى قيود صارمة على الخروج من تلك المناطق وإغلاق المقاهي والمطاعم أمام الجمهور، وفي المناطق المصنفة “صفراء” يمكن للمطاعم أن تستقبل الزبائن حتى الساعة الخامسة عصرا.
من جانب آخر، أقامت بعض المناطق تصنيف أحمر “خطر مرتفع” في بعض أجزاء أراضيها مثل أومبريا “وسط” ولاتسيو “منطقة روما” التي قررت بالتالي عزل منطقتين تقعان على أبواب العاصمة الإيطالية “بسبب ارتفاع نسب الإصابة بالنسخ المتحورة البريطانية”. وسجلت إيطاليا السبت 14.931 إصابة جديدة و251 وفاة، ومنذ بدء انتشار الوباء بلغت الحصيلة 2.9 مليون إصابة و95.486 وفاة.