حققت توصياتنا في يوليو 2474 نقطة.    

عرض النتائج

“إيثيريوم” .. خطى متسارعة للإطاحة بعرش سيدة العملات المشفرة

تتطلب الواقعية الإقرار بأن “بيتكوين” أولى العملات التي تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العملات الرقمية المشفرة، كما يدفع غير المختصين إلى الاعتقاد بأنها تعني “بيتكوين” فقط، ولا يوجد غيرها.
ربما يأتي هذا التماهي من أن “بيتكوين” هي أولى تلك العملات، وهي التي فتحت الباب واسعا للاهتمام في هذا المجال، أو لأنها الأغلى سعرا، كما أنها تحظى بالجزء الأكبر من التداولات بين منافسيها وتعد سيدة العملات المشفرة.
لكن الحقيقة تشير إلى وجود الآلاف من العملات الرقمية المشفرة، التي بلغت أكثر من 8000 عملة. وعلى الرغم من أن الفارق السعري هائل ويصب في مصلحة “بيتكوين” في مواجهة منافسيها، إلا أن هذا لا ينفي وجود عملات أخرى تنافس “بيتكوين” على احتلال المركز الأول في سباق العملات الرقمية المشفرة.
وفي الوقت الراهن تحتل “إيثيريوم” المرتبة الثانية في قائمة طويلة من تلك العملات، حيث يبلغ حجم تداولها اليومي حاليا نحو 38 مليار دولار. وعند إعداد هذا التقرير تخطى سعر الوحدة الواحدة من “بيتكوين” 34 ألف دولار لكل وحدة، بينما سعر عملة “إيثيريوم” تحوم فوق 1300 دولار تقريبا.
لا شك أن الفارق السعري بين العملتين ضخم، وبقدر ما يضيفه ارتفاع سعر “بيتكوين” من مزايا متعددة لها، فإن سعر “إيثيريوم” المنخفض مقارنة بـ”بيتكوين” يعزز الإقبال عليها من قبل قطاعات واسعة من الأشخاص الراغبين في الاستثمار في هذا المجال الواعد، دون أن يكون لديهم المقدرة على إشباع الرغبة الداخلية بأن يمتلكوا وحدة كاملة من “بيتكوين” مرتفعة الثمن.
وحول الوضع الحالي لعملة “إيثيريوم” يقول لـ”الاقتصادية” أندروا فيليب الخبير في مجال العملات الرقمية المشفرة، ” تبلغ قيمة “إيثيريوم” الآن أكثر من عشرة أضعاف السعر الذي كانت عليه عندما وصلت إلى القاع خلال حالة الذعر التي أصابت الأسواق نتيجة وباء كورونا في آذار (مارس) 2020، لكن في 19 كانون الثاني (يناير) الجاري بلغ سعر “إيثيريوم” أعلى مستوى له على الإطلاق عندما بلغت 1440 دولارا، لتبلغ القيمة الإجمالية – سعر العملة الوحدة مضروب في عدد الوحدات المتاحة من العملة – لعملات إيثيريوم المتاحة 160 مليار دولار، وعلى الرغم من تراجعها منذ ذلك الحين فإنها تبلغ حاليا أكثر قليلا من 145 مليار دولار، لتساوي بذلك قيمة شركات عملاقة مثل ستاربكس”.
ويضيف “يتداول حاليا ما يقرب من 114.5 مليون عملة إيثيريوم، وعلى الرغم من أن عمرها يزيد قليلا عن خمسة أعوام، فإنها تهيمين على نحو 16 في المائة من سوق العملات الرقمية المشفرة، والارتفاع الملحوظ في قيمتها يعود جزئيا إلى تدفق الأموال في الآونة الأخيرة على سوق العملات الرقمية المشفرة، التي ينظر إليها الآن بحسبانها أصولا آمنة نسبيا للقيمة، وتحقق عوائد إيجابية في المضاربة”.
وفي الواقع فإن “إيثيريوم” التي تعمل على النظام التكنولوجي المعروف باسم بلوكتشين أو سلسلة الكتل حددت لأول مرة في عام 2013 من قبل “فيتاليك بوتيرين” البالغ من العمر 18 عاما، وهو شاب روسي نشأ في كندا، وقد أطلق منصته في تموز (يوليو) 2015، ويفتخر أنصار “إيثيريوم” والمدافعين عنها، بأن ارتفاع سعر عملتهم تجاوز حتى الارتفاع في سعر العملة الرقمية المشفرة رقم واحد “بيتكوين”، ويرجع ذلك التفوق من وجهة نظرهم – جزئيا – إلى عديد من التحسينات والميزات الجديدة التي سيتم طرحها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وحول مستقبل “إيثيريوم” يقول لـ”الاقتصادية” ستان كريستوفر أحد الشركاء المؤسسين في شركة ليكودستوك التي تتعامل في مجال العملات الرقمية المشفرة قائلا، “في عام 2020 فهم العالم القيمة الجوهرية للعملات المشفرة وتحديدا “بيتكوين”، التي يمكن وصفها بأنها في عالم العملات المشفرة توازي النفط في عالم الطاقة، وعام 2021 سيكون عام “إيثيريوم” التي ستوازي في عالم العملات المشفرة الغاز الطبيعي في عالم الطاقة”.
ويتوقع ستان كريستوفر أن تعزز “إيثيريوم” موقعها نظرا لتفوقها على “بيتكوين” في بعض الجوانب، وحول جوانب الاتفاق والاختلاف بين العملتين، مضيفا “كليهما عملات رقمية مشفرة يتم تداولها عبر الإنترنت ويتم تخزينها في أنواع مختلفة من محافظ العملات المشفرة، والرموز المشفرة المميزة لها تتصف بعد المركزية، أي لم يتم إصدارها أو تنظيمها من قبل بنك مركزي أو سلطة أخرى، وكلا العملتين يستخدم تقنية سلسلة الكتلة التي تشبه تقنية دفتر الأستاذ في النظام المحاسبي التقليدي”.