العوامل الإيجابية صاحبة الكلمة العليا في أسواق النفط .. الأسعار ترتفع رغم مخاوف الإغلاقات
ارتفعت أسعار النفط بسبب التفاؤل بحزمة التحفيز المالي الأمريكي ما يدعم تعافي الطلب العالمي على الخام وهو ما تفوق في تأثيره في انتشار الإصابات الجديدة بفيروس كورونا وتأثيرها في اتساع رقعة الإغلاق العام في مختلف دول العالم، وبالتالي تهاوي استهلاك الوقود.
ويعزز ارتفاع الأسعار توقعات تقلص المخزونات إضافة إلى قيود المعروض التي يفرضها تحالف “أوبك +” وقد تعززت على نحو واسع بعد قرار السعودية إجراء تخفيضات إنتاجية طوعية بنحو مليون برميل يوميا.
في هذا الإطار، قال لـ “الاقتصادية” سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستر” الألمانية: إن العوامل الإيجابية مازالت صاحبة الكلمة العليا في التأثير في السوق خاصة خطط التحفيز المالي الأمريكي والتفاؤل بالإدارة الأمريكية الجديدة التي تتولى السلطة رسميا اعتبارا من اليوم، إضافة إلى جهود “أوبك +” الحثيثة لتقييد المعروض انتظارا لحدوث تعاف جيد في نمو الطلب على النفط الخام والوقود.
وذكر أن الإغلاق الاقتصادي مازال هو العنصر السلبي الأكثر تأثيرا في الطلب، لافتا إلى بيانات صادرة عن “بلاتس” ترجح أن يرتفع الطلب العالمي بمقدار 6.3 مليون برميل يوميا عام 2021 إلى 99.6 مليون برميل يوميا مع استعادة “أوبك” مزيدا من الزخم في السوق وزيادة إنتاجها من النفط الخام بمقدار 2.6 مليون برميل يوميا في حين أن إمدادات النفط من خارج “أوبك” سترتفع فقط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا.
من جانبه، أكد لـ “الاقتصادية”، روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات أن كل أطراف السوق تتطلع إلى تأثيرات سريعة وقريبة لانتشار اللقاحات، ما يسهل تعافي الطلب على النفط الخام قبل منتصف العام الجاري، عادا أن الجوانب المعنوية أفضل في السوق حاليا رغم الإصابات الجديدة وهو ما جعل عديدا من المصارف والمؤسسات الدولية تعيد تقييم وضع الطلب بالزيادة خلال العام الجاري.
وأشار إلى أن أبرز مثال على ذلك هو منظمة أوبك التي أكدت في تقريرها الشهري الأسبوع الماضي حدوث ارتفاع بشكل طفيف في توقعات الطلب على النفط لعام 2021 إلى 95.91 مليون برميل يوميا بدلا من 95.89 مليون برميل يوميا وهو ما يمثل انتعاشا قدره 5.9 مليون برميل يوميا مقارنة بعام 2020.
من ناحيته، قال لـ “الاقتصادية”، بيل فارين برايس المحلل الاقتصادي ومختص شؤون النفط: إن وكالة الطاقة الدولية قدمت تقييما موضوعيا وتفصيليا لتطورات السوق النفطية وهي ترصد دور تحالف “أوبك +” المؤثر في السوق خاصة منذ اندلاع الجائحة، مشيرا إلى أن تخفيضات إنتاج “أوبك +” كانت مؤثرة للغاية وأسهمت في تقليل تداعيات الأزمة، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب رغم أن ذلك جاء على حساب حصتها السوقية.