للحصول على أفضل توصيات الفوركس عبر التلغرام

انضم معنا

شيخوخة المجتمع تفاقم الضغوط الاقتصادية على اليابان .. دول منافسة مؤهلة لسحب البساط

يحتل الاقتصاد الياباني المرتبة الثالثة عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، ولا يسبقه في ذلك إلا اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية والاقتصاد الصيني. لكن عديدا من خبراء الاقتصاد الدولي يساورهم الشك في قدرة اليابان على مواصلة الحفاظ على تلك المكانة في العقود المقبلة.
في أحدث تقييم للاقتصاد الياباني الصادر عن البنك الدولي أخيرا، يتوقع أن يظل النمو الاقتصادي لهذا العام عند حدود 0.7 في المائة، لكن في الأعوام المقبلة فإن تقلص عدد السكان والشيخوخة المتنامية في المجتمع سيعنيان عددا أقل من العمال، ما يؤدي إلى انخفاض النمو والإنتاجية، ومن المتوقع أيضا انخفاض النمو الاقتصادي لليابان بمقدار 0.8 نقطة مئوية كل عام على مدار الـ40 عاما المقبلة، بسبب التغيرات السكانية.
فسكان اليابان هم الأكبر سنا في العالم، وتتوقع الحكومة اليابانية وجود شخص مسن واحد تقريبا لكل شخص في سن العمل بحلول عام 2060، وستنعكس تلك الشيخوخة المجتمعية بقوة على الاقتصاد، إذ يتوقع أن يشهد الاقتصاد الوطني انكماشا ملحوظا في الأسواق الاستهلاكية الداخلية بشكل عام بسبب تلك الشيخوخة، الأمر الذي يضغط بشكل كبير على الشركات اليابانية لتوسيع أعمالها في السوق العالمية خارج اليابان، لكنها في الوقت ذاته تصطدم بعديد من العقبات الخارجية التي تحول دون تعويض تراجع الاستهلاك المحلي.
وبدأت اليابان تعاني انخفاضا كبيرا في عدد السكان نتيجة الشيخوخة، بعد أن بلغ عدد سكانها الذروة عام 2008، ففي هذا العام بلغ تعداد سكان بلاد الشمس المشرقة 128 مليون نسمة، ومنذ ذلك الحين أخذ عدد السكان في الانخفاض بشكل طفيف، كما أن نسبة السكان غير اليابانيين من إجمالي عدد السكان ارتفعت من 0.3 في المائة في حزيران (يونيو) 2018، إلى 2.2 في المائة – أي ما يقدر بنحو 2.2 مليون نسمة – بنهاية العام.
ويعتقد الخبراء في علم السكان، أن عدد سكان اليابان سيتناقص بشكل ملحوظ في الأعوام المقبلة، ليصل إلى 124 عام 2025 و107 بحلول عام 2040، وأنه خلال العقود الأربعة المقبلة أي بحلول ستينيات هذا القرن، فإن سكان اليابان سينكمشون بأكثر من الربع.
وتبدو المشكلة السكانية أكبر بالنسبة إلى اليابان في ظل توقعات حكومية بحدوث انخفاض في نسبة الشباب ضمن التركيبة السكانية ابتداء من العام المقبل. ولن يتوقع المجتمع زيادة في أعداد الشباب من الآن فصاعدا ما لم يتم قبول عدد كبير من المهاجرين، وهو ما يواجه برفض مجتمعي قوي.