للحصول على أفضل توصيات الفوركس عبر التلغرام

انضم معنا

النفط يلتقط الأنفاس لكن الضغوط السلبية لا تزال قائمة

ظلت أسعار النفط العالمية على ارتفاعها مع افتتاح السوق الأمريكية يوم الخميس على وشك تحقيق أول مكسب خلال الأربعة أيام الأخيرة ،ضمن عمليات التقاط الأنفاس وتغطية مراكز بيع ، بعد الهبوط الحاد بالأمس لأدنى مستوى فى نحو 18 عاما ، لكن تظل الأسعار مرشحة لمزيد من الانخفاضات ، حيث لا يزال سوق النفط مكتظا بالضغوط السلبية ،خاصة مخاوف ركود الطلب العالمي ،وحرب الأسعار وزيادة إنتاج كبار منتجي تحالف أوبك بلس ،وتخمة المعروض فى الولايات المتحدة.

 

ارتفع الخام الأمريكي إلى مستوي 24.00$ ، من مستوى الافتتاح عند 22.27$، وسجل أدنى مستوي عند 21.39$ ،وصعد خام برنت إلى مستوي 27.31$ للبرميل ، من مستوى الافتتاح عند 25.02$ ، وسجل أدنى مستوي عند 24.96$.

 

فقد الخام الأمريكي عند تسوية الأسعار يوم الأربعاء نسبة 16.7% ، فى ثالث خسارة يومية على التوالي ،وسجل أدنى مستوى فى 18 عاما عند 20.08$ للبرميل ،وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 12.7% ،وسجلت مستوي 24.54$ للبرميل الأدنى منذ أيار/مايو 2003 ،بفعل تصاعد مخاوف ركود الطلب العالمي.

 

تشير معظم التوقعات إلى هبوط واسع النطاق فى مستويات الطلب العالمي على النفط ، والذي يواجه أزمة هي الأسوأ له على الإطلاق فى العصر الحديث ، حيث تتوالي الحكومات فى معظم دول العالم فى وقف السفر والرحلات وإغلاق الحدود وإعلان الحظر الاجتماعي ، بهدف الحد من الانتشار السريع لوباء فيروس كورونا.

 

والإجراءات شديدة القسوة الحالية لم يشهدها العالم منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية ، حيث من المتوقع أن تسبب أضرارا جسيمة للاقتصاد العالمي ،وتقلص بالتابعية كثيرا من مستويات الطلب على الوقود.

 

ونتوقع هنا أن يتراجع الطلب العالمي على النفط لمستويات لم يشهدها العالم من قبل حتى أيان ذروة الأزمة المالية العالمية فى عام 2008 ،الأمر الذي من المتوقع أن يسبب المزيد من اضطراب التوازن فى سوق النفط.

 

يأتي هذا فى الوقت الذي يستعد فيه معظم المنتجين الكبار ،وعلى رأسهم السعودية وروسيا ،لزيادة كبيرة فى الإنتاج خلال نيسان/أبريل المقبل ،وذلك بعد انهيار تحالف أوبك بلس ،وانتهاء أجل التخفيضات الحالية فى الإنتاج فى 31 آذار/مارس الجاري.

 

التراجع الحاد فى الطلب والزيادة الكبيرة فى الإنتاج ، يعني وجود خلال كبير فى التوازن بين العرض والطلب فى السوق ،وظهور تخمة فى المعروض أكبر من تلك التي ظهرت فى عام 2014 وأدت إلى هبوط أسعار النفط بأكثر من 45%.

 

أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية بالأمس زيادة المخزونات التجارية فى البلاد بحوالي 2 مليون برميل فى الأسبوع المنتهي فى 13 آذار/مارس، فى ثامن زيادة أسبوعية على التوالي ،لتتجاوز توقعات الخبراء ارتفاع بحوالي 3.5 مليون برميل.

 

وعلى حسب تلك البيانات ارتفع إجمالي المخزونات التجارية فى الولايات المتحدة إلى نحو 454.3 مليون برميل ، والذي يعد أعلى مستوى منذ الأسبوع المنتهي 12 تموز/يوليو 2019 ، فى علامة سلبية لمستويات الطلب المحلي فى أكبر مستهلك للنفط فى العالم.

 

وبالنسبة للإنتاج الأمريكي فقد زاد الأسبوع الماضي بمقدار 100 ألف برميل، ليرتفع الإجمالي إلى 13.1 مليون برميل يوميا ، والذي يعد أعلى مستوي لإنتاج النفط فى البلاد ، والولايات المتحدة حاليا أكبر منتج للنفط بالعالم.