تباين أسعار النفط بالقرب من الأعلى لها هذا العام مع توالي ارتداد مؤشر الدولار من الأعلى له في شهرين

المضارب العربي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق خلال الجلسة الآسيوية لتعكس استقرارها بالقرب من الأعلى لها منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة السادسة في سبعة جلسات من الأعلى له منذ 17 من كانون الأول/ديسمبر وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الاثنين من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك ومنتج للنفط عالمياً.
ويأتي ذلك عقب ساعات من تمديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين أكبر اقتصاديين في العالم وأكبر مستهلكين للطاقة عالمياً وتطرق وكالة الإنباء الصينية الرسمية (شينخوا) لكون المحادثات التجارية ستكون أصعب في المرحلة النهائية، وفي أعقاب انخفاض منصات الحفر والتنقيب على النفط الزيتي الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.
وفي تمام الساعة 04:17 صباحاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام “نيمكس” تسليم 15 نيسان/أبريل 0.19% لتتداول عند مستويات 57.08$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 57.17$ للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسلم 15 نيسان/أبريل 0.02% لتتداول عند 66.93$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 66.92$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.04% إلى مستويات 96.48 موضحاً توالي ارتداده من الأعلى له في شهرين مقارنة بالافتتاحية عند 96.52.
هذا ويترقب الأسواق من قبل الاقتصاد الأمريكي لصدور القراءة النهائية لمؤشر مخزونات الجملة والتي قد تعكس استقرار النمو عند 0.3% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في القراءة الأولية لشهر كانون الأول/ديسمبر، ويأتي ذلك قبل أن نشهد مشاركة نائب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ريتشارد كلاريدا في حلقة نقاش تحت عنوان “الاحتياطي الفيدرالي: محادثة مع قادة المجتمع في دالاس الجنوبية” في تكساس.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا أمس الأحد أعرب الرئيس الأمريكي ترامب من خلال تغريده له عبر حسابه الرسمي على تويتر “لقد حققت الولايات المتحدة تقدماً كبيراً في محادثاتنا التجارية مع الصين حول القضايا الهيكلية الهامة بما في ذلك حماية الملكية الفكرية، نقل التكنولوجيا، الزراعة، الخدمات، والعملة والعديد من القضايا الأخرى”، وتتطلع الأسواق للقاء ترامب مع نظيره الرئيس الصيني شي جين بينج الشهر المقبل وتوصلهم لاتفاق تجاري شامل.
ونود الإشارة، لكون أسعار النفط لا تزال تستمد الدعم بشكل أو بأخر من اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.2 من قبل منظمة أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط لدى المنظمة وثالث أكبر منتج للنفط عالمياً، وحلفاء المنظمة المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا ثاني أكبر منتج للطاقة عالمياً، وذلك بالتزامن مع اضطرابات الإنتاج النفطي في كل من ليبيا وفنزويلا بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية على إيران.
وفي نفس السياق، فقد أفادت وكالة الإنباء الروسية في وقت سابق من الأسبوع الماضي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن كل من الملك سلمان وبوتين جددا استعدادهما لمواصلة التنسيق والتعاون للحفاظ على توازن أسواق النفط والعودة بالمخزونات العالمية من النفط إلى متوسط الخمسة أعوام الماضية.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد تراجعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 4 منصات إلى إجمالي 853 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 22 شباط/فبراير الجاري، بخلاف ذلك، فقد أفاد تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع الماضي أن الإنتاج الأمريكي للنفط استقر عند الأعلى له على الإطلاق عند 11.9 مليون برميل يومياً.
ويذكر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أعلنت في مطلع الأسبوع الماضي عن توقعاتها بارتفاع الإنتاج الأمريكي من حقول الرئيسية التي تنتج النفط الصخري خلال الشهر المقبل بواقع 84 ألف برميل يومياً عن الشهر الجاري إلى مستوى قياسي جديد عند 8,398 ألف برميل يومياً، ونود الإشارة الإنتاج النفطي للولايات المتحدة تخطي في 2018 كل من الإنتاج السعودي والروسي النفطي لتعد أمريكا أكبر منتج للنفط عالمياً.