تراجع أسعار النفط بأكثر من الواحد بالمائة

المضارب العربي

انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد بالمائة خلال الجلسة الآسيوية وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده  للجلسة الثانية من الأدنى له منذ 22 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك ومنتج للنفط عالمياً.

 

وفي تمام الساعة 03:59 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام “نيمكس” تسليم شباط/فبراير 1.40% لتتداول عند مستويات 45.16$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 45.80$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم شباط/فبراير 1.60% لتتداول عند 53.38$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 54.25$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.06% إلى مستويات 96.20 مقارنة بالافتتاحية عند 96.14.

 

هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الولايات المتحدة أكبر دولة صناعية عالمياً الكشف عن القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي من قبل ماركيت عن أمريكا لشهر كانون الأول/ديسمبر والتي قد تعكس استقرار الاتساع عند ما قيمته 53.9 مقابل 55.3 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ويأتي ذلك قبل ساعات من الكشف عن البيانات الرسمية للقطاع الصناعي الأمريكي وصدور بيانات سوق العمل للولايات المتحدة.

 

وصولاً إلى حديث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة في حلقة نقاش تحت عنوان “رؤساء الاحتياطي الفيدرالي: مقابلة مشتركة” ضمن فعليات الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية الاقتصادية في أتلانتا، بخلاف ذلك، لا يزال الإغلاق الحكومي الجزئي قائماً ويدخل في أسبوعية الثاني على التوالي مع عدم توصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحزب الديمقراطي لاتفاق حيال تمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك.

 

على الصعيد الأخر، فقد نوه وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة الماضية لكون سياسة الولايات المتحدة الغير متوقعة تعد سبب رئيسي وراء التقلبات في أسعار النفط على مدار العامين الماضيين، موضحاً أن هناك حالة من عدم اليقين حيال قرارات الصين والهند القادمة وبالأخص في ظلال الحروب التجارية وسياسة أمريكا الحمائية التجارية والتي لها تأثير في التقلبات الحالية التي تشهدها أسواق النفط خلال الوقت الراهن.

 

كما تطرق نوفاك آنذاك لكون قرار الولايات المتحدة بالسماح لبعض الدول بشراء النفط الإيراني بعد إعادة فرضها للعقوبات الاقتصادية على إيران يعد السبب الرئيسي لقرار منظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها وعلى رأسهم بلاده بخفض الإنتاج النفطي بواقع 1.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من عام 2019 خلال اجتماع المنظمة الأخيرة في وقت سابق من الشهر الماضي في فيينا.

 

وأعرب نوفاك عن كون روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً ستتمكن من زيادة إنتاجها السنوي ما بين 10 إلى 15 مليون طن خلال العامين المقبلين، مع تطرقه لكون انخفاض الإنتاج الأمريكي الذي ارتفع بشكل موسع العام الماضي، ما هو إلا مسألة وقت، موضحاً اعتقاده بأن الولايات المتحدة تواجه بعض التحديات على الرغم من زيادة المخزونات الأخيرة، وأنه بات واضحاً أن كفاءة الإنتاج الأمريكي قد تراجعت ما قد يؤدي لانخفاض إنتاجها.

 

ونود الإشارة لكون وزير الطاقة الإماراتي والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك سهيل المزروعي نوه في أوخر العام الماضي 2018 إلى أنه قد يتم عقد اجتماع استثنائي بين منتجين النفط إذا لم يكن قرار المنظمة وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها بخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من العام الجاري كافياً لموازنة الأسواق، موضحاً أن كل ما يهم أوبك هو الموازنة واستقرار أسعار النفط.

 

هذا وقد تكبدت أسعار النفط أول خسائر سنوية لها منذ عام 2015 خلال عام 2018 عقب ارتدادها خلال تشرين الأول/أكتوبر من الأعلى لها في خمسة أعوام مع تنامي قلق الأسواق حيال تباطؤ نمو الاقتصاديات العالمية الكبرى مؤخراً والتي قد تنعكس سلباً على مستويات الطلب للنفط بالتزامن مع ارتفاع مستويات الإنتاج لكبرى منتجي النفط لمستويات قياسية وعلى رأسهم أمريكا التي تخطت خلال عام 2018 كل من روسيا والسعودية.

 

ويذكر أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أفاد مؤخراً أن أسعار النفط الحالية لا ترتبط بالتغيرات الأساسية في الأسواق، موضحاً أن ما جرى في أسواق النفط يتعلق بالسياسة والاقتصاد الكلي بالإضافة إلى المضاربة في الأسواق، ومضيفاً أن مخزونات النفط ستبدأ بالتراجع مع انقضاء الربع الأول من عام 2019، مع أفادته بالتزام أعضاء أوبك بخفض الإنتاج 3% وحلفائهم المنتجين للنفط من خارج المنظمة 2%.

 

كما أفاد المهندس خالد الفالح أن هناك الكثير من أموال المضاربة التي تؤثر على أسعار الطاقة واستقرارها، مع تطرقه لكون السعودية أكبر مصدر للنفط عالمياً وأكبر منتج لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وثالث أكبر منتج عالمياً لا تزال تركز على الأساسيات وتحاول الموازنة بين العرض والطلب في الأسواق خلال 2019، موضحاً أن قرار أوبك بخفض الإنتاج مدروس بدقة وأن المخزونات بدأت بالفعل في الانخفاض خلال الآونة الأخيرة. 

 

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 2 منصة إلى إجمالي 885 منصة، لتعكس بذلك تراجعها خلال الشهر الجاري بواقع 2 منصة، موضحة أول تراجع شهري لها في ستة أشهر، مع العلم أن المنصات ارتفعت خلال الربع الأخير من عام 2018 بواقع 22 منصة موضحة ارتفاعها الفصلي الرابع على التوالي.

يمكنك مشاركة آرائك عبر منتدانا المضارب العربي