تراجع أسعار النفط بأكثر من ثلاثة بالمائة
المضارب العربي
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية لنشهد تراجع خام نيمكس للأدنى لها منذ نهاية آب/أغسطس من عام 2017 وانخفاض خام برنت للأدنى لها منذ 13 من أيلول/سبتمبر من عام 2017 متغاضية عن تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة في خمسة جلسات من الأعلى له منذ 17 من حزيران/يونيو من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً.
وفي تمام الساعة 07:48 صباحاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام “نيمكس” تسليم 15 كانون الثاني/يناير 3.02% لتتداول عند مستويات 45.96$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 47.39$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام “برنت” تسلم 14 شباط/فبراير 3.50% لتتداول عند 54.57$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 56.55$ للبرميل، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.73% إلى مستويات 96.28 موضحاً الأدنى له منذ 20 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مقارنة بالافتتاحية عند 96.99.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي مع 15 من كانون الأول/ديسمبر والتي أوضحت ارتفاعاً بواقع 12 ألف طلب إلى 214 ألف طلب، دون التوقعات عند 216 ألف طلب، كما أظهرت قراءة مؤشر طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في الثامن من هذا الشهر ارتفاعاً بواقع 27 ألف طلب إلى 1,688 ألف طلب، أعلى من التوقعات عند 1,663 ألف طلب.
وجاء ذلك بالتزامن مع الكشف عن قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي والتي أظهرت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 9.4 مقابل 12.9 في تشرين الثاني/نوفمبر، بخلاف التوقعات التي أشارت لاتساع عند 15.1، وصولاً إلى صدور قراءة المؤشرات القائدة والتي أوضحت ارتفاعاً 0.2% مقابل تراجع 0.3% في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، متفوقة بذلك على التوقعات التي أشارت للثبات عند مستويات الصفر.
ويأتي ذلك عقب ساعات من الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والذي أظهر تقلص العجز إلى 0.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 14 من كانون الأول/ديسمبر مقابل 1.2 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بينما التوقعات كانت تشير إلى عجز 2.7 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى 441.5 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أعلى 7% عن متوسط مخزونات الأعوام الخمسة الماضية.
كما أوضح تقرير الإدارة يوم أمس الأربعاء ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.8 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات أعلى 3% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 4.2 مليون برميل، لتعد المخزونات أقل 11% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
بخلاف ذلك، أقر صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح 18-19 كانون الأول/ديسمبر رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية بواقع 25 نقطة أساس للمرة الرابع هذا العام إلى ما بين 2.25% و2.50% والمضي قدماً في خفض عمليات إعادة شراء السندات الحكومية وسندات الرهن العقاري بواقع 50$ مليار شهرياً.
على الصعيد الأخر، فقد أعرب وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بالأمس أن أسعار النفط الحالية لا ترتبط بالتغيرات الأساسية في الأسواق، موضحاً أن ما جرى في أسواق النفط يتعلق بالسياسة والاقتصاد الكلي بالإضافة إلى المضاربة في الأسواق، ومضيفاً أن مخزونات النفط ستبدأ بالتراجع مع انقضاء الربع الأول من العام المقبل 2019، مع أفادته بالتزام أعضاء أوبك بخفض الإنتاج 3% وحلفائهم المنتجين للنفط من خارج المنظمة 2%.
كما نوه المهندس خالد الفالح يوم أمس الأربعاء لكون هناك الكثير من أموال المضاربة التي تؤثر على أسعار الطاقة واستقرارها، مع تطرقه لكون السعودية أكبر مصدر للنفط عالمياً وأكبر منتج لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وثالث أكبر منتج عالمياً لا تزال تركز على الأساسيات وتحاول الموازنة بين العرض والطلب في الأسواق خلال العام المقبل، موضحاً أن قرار أوبك بخفض الإنتاج مدروس بدقة وأن المخزونات بدأت بالفعل في الانخفاض مؤخراً.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا في مطلع هذا الأسبوع بعض التقرير التي تطرقت لكون إنتاج روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً ارتفع إلى 11.42 مليون برميل يومياً خلال هذا الشهر أو بواقع 0.5 مليون برميل يومياً عن الشهر الماضي، بينما أعرب وزير الطاقة الإماراتي ورئيس منظمة أوبك سهيل المزروعي يوم الاثنين الماضي عن توقعاته بالتزام جميع الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة أوبك المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط لعام 2019.
كما أعرب المزروعي آنذاك أن أسواق النفط بدأت تستعيد حركة التصحيح في عقب التوصل في مطلع هذا الشهر لاتفاق بتمديد خفض إنتاج النفط بواقع 1.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من 2019، مع العلم، أنه أفاد مسبقاً أن أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها سيجتمعون في نيسان/أبريل القادم لإجراء مراجعة لمبادرة خفض الإنتاج وذلك بدلاً عن حزيران/يونيو المقبل من أجل اتخاذ القرارات المطلوبة حينها قبل انقضاء الاتفاق.
وفي نفس السياق، خفضت أوبك مؤخراً من خلال تقريرها الشهري توقعاتها للطلب على نفطها خلال العام المقبل بواقع 100 ألف برميل يومياً إلى 31.44 مليون برميل يومياً، نظراً لضخ المنافسين للمزيد من النفط في الأسواق بالإضافة لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وأفاد التقرير أن إنتاج المنظمة تراجع الشهر الماضي بواقع 11 ألف برميل يومياً، على الرغم من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران مع تعويض الأعضاء لنقص الصادرات الإيرانية.
ونود الإشارة لكون السعودية أفادت في مطلع الأسبوع الماضي أنها تخطط لخفض الإنتاج إلى مستويات 10.2 مليون برميل يومياً بحلول كانون الثاني/يناير المقبل، بانخفاض قدره 900 ألف برميل ويومياً عن مستويات إنتاج تشرين الثاني/نوفمبر، وأفادت وزير الطاقة الروسي أليكسندر نوفاك آنذاك أن بلاده ستخفض إنتاجها الشهر القادم بما لا يقل عن 50 إلى 60 ألف برميل يومياً، أي بواقع 11 ألف برميل عن مستويات الشهر الماضي.
وجاء ذلك في أعقاب أعلن منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا في السابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري عقب انقضاء فعليات الاجتماع النصف السنوي للمنظمة عن الاتفاق على خفض أعضاء أوبك لإنتاجهم بواقع 800 ألف برميل وخفض حلفاء المنظمة بواقع 400 ألف برميل عن إنتاج تشرين الأول/أكتوبر وأن ذلك الاتفاق سيبدأ العمل به مع مطلع العام المقبل وسيستمر لمدة ستة أشهر.
كما أفادت أوبك آنذاك أنه تم إعفاء كل من إيران، فنزويلا وليبيا من اتفاق خفض الإنتاج وأنه لا يزال هناك حالة من عدم اليقين حيال النمو الاقتصاد العالمي، وأن دور المنظمة هو تقييم اتجاهات الطلب وعليه تحديد حجم الإنتاج وأن السعودية ملتزمة بضمان استقرار الأسواق، ما أحدث حينما تفاؤل حذر حيال جهود أوبك لإعادة التوازن للأسواق، بينما لا يزال التشكك حيال قدرة أوبك على احتواء الفوائض النفطية يطغى على أداء أسعار النفط.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد تراجعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 4 منصة إلى إجمالي 873 منصة، موضحة ثاني تراجع أسبوعي لها على التوالي، وجاء ذلك عقب التقارير التي أفادت مؤخراً بانخفاض الإنتاج الأمريكي للنفط بواقع 100 ألف برميل يومياً من الأعلى له على الإطلاق إلى 11.6 مليون برميل يومياً.
