ارتفاع فى أسعار النفط لأول مرة في ثلاثة ايام
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الثلاثة بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتداد خام نيمكس للجلسة الثانية من الأدنى له منذ 11 من أيلول/سبتمبر من عام 2017 وارتداد خام برنت للجلسة الثانية من الأدنى لها منذ 20 من تشرين الأول/أكتوبر من عام 2017 وسط توالي ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الرابعة من الأعلى له منذ 17 من حزيران/يونيو من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.
وذلك عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك ومنتج للنفط عالمياً والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة والذي أوضح عجز في مخزونات النفط الأمريكية للأسبوع الثالثة على التوالي، ويأتي ذلك بالتزامن مع فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية في واشنطون وفي أعقاب تصريحات وزير الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح.
وفي تمام الساعة 04:55 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام “نيمكس” تسليم 15 كانون الثاني/يناير 2.81% لتتداول عند مستويات 47.54$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 46.24$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسلم 14 شباط/فبراير 2.65% لتتداول عند 57.75$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 56.26$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.46% إلى مستويات 96.66 مقارنة بالافتتاحية عند 97.10.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور قراءة الحساب الجاري والتي أظهرت اتساع العجز إلى 125$ مليار متوافقة مع التوقعات مقابل 101$ مليار خلال الربع الثاني، وذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر مبيعات المنازل القائمة والتي أوضحت تسارع النمو إلى 1.9% عند 5.32 مليون واحدة مقابل 1.4% عند 5.22 مليون واحدة في تشرين الأول/أكتوبر، بخلاف التوقعات التي أشارت لتراجع 0.4% عند 5.20 مليون واحدة.
وصولاً إلي الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والذي أظهر تقلص العجز إلى 0.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 14 من كانون الأول/ديسمبر مقابل 1.2 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بينما التوقعات كانت تشير إلى عجز 2.7 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى 441.5 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أعلى 7% عن متوسط مخزونات الأعوام الخمسة الماضية.
كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.8 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات أعلى 3% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 4.2 مليون برميل، لتعد المخزونات أقل 11% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
ويأتي ذلك بالتزامن مع فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي يعقد حالياً في واشنطون والذي من المتوقع أن يقدم من خلاله صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية بواقع 25 نقطة أساس للمرة الرابعة هذا العام إلى ما بين 2.25% و2.50% والمضي قدماً في خفض عمليات إعادة شراء السندات الحكومية وسندات الرهن العقاري بواقع 50$ مليار شهرياً.
على الصعيد الأخر، فقد أعرب وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن أسعار النفط الحالية لا ترتبط بالتغيرات الأساسية في الأسواق، موضحاً أن ما جرى في أسواق النفط يتعلق بالسياسة والاقتصاد الكلي بالإضافة إلى المضاربة في الأسواق، ومضيفاً أن مخزونات النفط ستبدأ بالتراجع مع انقضاء الربع الأول من العام المقبل 2019، مع أفادته بالتزام أعضاء أوبك بخفض الإنتاج 3% وحلفائهم المنتجين للنفط من خارج المنظمة 2%.
كما نوه المهندس خالد الفالح لكون هناك الكثير من أموال المضاربة التي تؤثر على أسعار الطاقة واستقرارها، مع تطرقه لكون المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط عالمياً وأكبر منتج لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وثالث أكبر منتج عالمياً لا تزال تركز على الأساسيات وتحاول الموازنة بين العرض والطلب في الأسواق خلال العام المقبل، موضحاً أن قرار أوبك بخفض الإنتاج مدروس بدقة وأن المخزونات بدأت بالفعل في الانخفاض مؤخراً.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا في مطلع هذا الأسبوع بعض التقرير التي تطرقت لكون إنتاج روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً ارتفع إلى 11.42 مليون برميل يومياً خلال هذا الشهر أو بواقع 0.5 مليون برميل يومياً عن الشهر الماضي، بينما أعرب وزير الطاقة الإماراتي ورئيس منظمة أوبك سهيل المزروعي يوم الاثنين الماضي عن توقعاته بالتزام جميع الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة أوبك المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط لعام 2019.
كما أعرب المزروعي آنذاك أن أسواق النفط بدأت تستعيد حركة التصحيح في عقب التوصل في مطلع هذا الشهر لاتفاق بتمديد خفض إنتاج النفط بواقع 1.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من 2019، مع العلم، أنه أفاد مسبقاً أن أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها سيجتمعون في نيسان/أبريل القادم لإجراء مراجعة لمبادرة خفض الإنتاج وذلك بدلاً عن حزيران/يونيو المقبل من أجل اتخاذ القرارات المطلوبة حينها قبل انقضاء الاتفاق.
وفي نفس السياق، خفضت أوبك مؤخراً من خلال تقريرها الشهري توقعاتها للطلب على نفطها خلال العام المقبل بواقع 100 ألف برميل يومياً إلى 31.44 مليون برميل يومياً، نظراً لضخ المنافسين للمزيد من النفط في الأسواق بالإضافة لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وأفاد التقرير أن إنتاج المنظمة تراجع الشهر الماضي بواقع 11 ألف برميل يومياً، على الرغم من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران مع تعويض الأعضاء لنقص الصادرات الإيرانية.
ونود الإشارة لكون السعودية أفادت في مطلع الأسبوع الماضي أنها تخطط لخفض الإنتاج إلى مستويات 10.2 مليون برميل يومياً بحلول كانون الثاني/يناير المقبل، بانخفاض قدره 900 ألف برميل ويومياً عن مستويات إنتاج تشرين الثاني/نوفمبر، وأفادت وزير الطاقة الروسي أليكسندر نوفاك آنذاك أن بلاده ستخفض إنتاجها الشهر القادم بما لا يقل عن 50 إلى 60 ألف برميل يومياً، أي بواقع 11 ألف برميل عن مستويات الشهر الماضي.
وجاء ذلك في أعقاب أعلن منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا في السابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري عقب انقضاء فعليات الاجتماع النصف السنوي للمنظمة عن الاتفاق على خفض أعضاء أوبك لإنتاجهم بواقع 800 ألف برميل وخفض حلفاء المنظمة بواقع 400 ألف برميل عن إنتاج تشرين الأول/أكتوبر وأن ذلك الاتفاق سيبدأ العمل به مع مطلع العام المقبل وسيستمر لمدة ستة أشهر.
كما أفادت أوبك آنذاك أنه تم إعفاء كل من إيران، فنزويلا وليبيا من اتفاق خفض الإنتاج وأنه لا يزال هناك حالة من عدم اليقين حيال النمو الاقتصاد العالمي، وأن دور المنظمة هو تقييم اتجاهات الطلب وعليه تحديد حجم الإنتاج وأن السعودية ملتزمة بضمان استقرار الأسواق، ما أحدث حينما تفاؤل حذر حيال جهود أوبك لإعادة التوازن للأسواق، بينما لا يزال التشكك حيال قدرة أوبك على احتواء الفوائض النفطية يطغى على أداء أسعار النفط.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد تراجعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 4 منصة إلى إجمالي 873 منصة، موضحة ثاني تراجع أسبوعي لها على التوالي، وجاء ذلك عقب التقارير التي أفادت مؤخراً بانخفاض الإنتاج الأمريكي للنفط بواقع 100 ألف برميل يومياً من الأعلى له على الإطلاق إلى 11.6 مليون برميل يومياً.
