استقرار إيجابي لأسعار النفط مع استأنف مؤشر الدولار الأمريكي مسيرات الارتداد من الأعلى له في شهرين
المضارب العربي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الأمريكية وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً تراجعه للجلسة الرابعة في خمسة جلسات من الأعلى له منذ 20 من آب/أغسطس وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاثنين عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي أعقاب تصريحات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره وزير الطاقة العراقي جبار اللعيبي.
في تمام الساعة 05:52 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل 0.22% لتتداول حالياً عند 71.50$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 71.34$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم كانون الأول/ديسمبر القادم 0.21% لتتداول عند 80.60$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 80.43$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.13% إلى مستويات 95.10 موضحاً توالي ارتداده من الأعلى له في قرابة شهرين مقارنة بالافتتاحية عند 95.22.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مبيعات التجزئة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والتي أوضحت استقرار النمو عند 0.1% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في آب/أغسطس، بخلاف التوقعات التي أشارت لتسارع النمو إلى 0.7%، بينما أظهرت القراءة الجوهرية للمؤشر تراجع 0.1% مقابل ارتفاع 0.2%، أسوء من التوقعات التي أشارت لارتفاع 0.4%.
كما تابعنا أيضا عن أكبر دول صناعية عالمياً الكشف عن قراءة مؤشر نيويورك الصناعي والتي أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 21.1 مقابل 19.0 في أيلول/سبتمبر، متفوقة بذلك على التوقعات التي أشارت إلى اتساع 20.4، وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مخزونات الجملة والتي أوضحت تباطؤ النمو إلى 0.5% متوافقة مع التوقعات مقابل 0.6% في تموز/يوليو الماضي.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا أعرب وزير الطاقة السعودي خالد الفالح عن المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط عالمياً بعد كلا من روسيا والولايات المتحدة ملتزمة بتلبية الطلب الهندي المتنامي على النفط، موضحاً أن أكبر منتج للنفط لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وأكبر مصدر للنفط عالمياً ينتج حالياً نحو 10.7 مليون برميل يومياً وأنه من المتوقع زيادة إنتاج بلاده خلال الشهر المقبل.
كما أفاد المهندس خالد الفالح أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على أسعار النفط، إلا أن السعودية وكبار منتجي النفط سوف يعملون على حماية الأسواق من تلقي أي صدمات، موضحاً أنه قد يحدث أي تعطيلات مفاجئة في مستويات الإنتاج من جانب ليبيا، نيجيريا أو فنزويلا وأن بلاده لديها القدرة على تعويض أي نقص محتمل في الأسواق، ومضيفاً أن السعودية تستطيع زيادة إنتاجها إلى نحو 12 مليون برميل يومياً.
وفي نفس السياق، صرح أيضا وزير الطاقة العراقي جبار اللعيبي في وقت سابق اليوم أن العراق تخطط لزيادة مستويات إنتاجها من النفط إلى نحو 4 مليون برميل يومياً خلال الربع الأول من العام المقبل 2019، مع أفادته بأن موانئ جنوب العراق تصدر نحو 3.62 مليون برميل يومياً من النفط في الوقت الحالي والذي يعد أعلى مستوى لصادرات النفط العراقي على الإطلاق.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا يوم الجمعة الماضية كشف وكالة الطاقة الدولية عن تقريرها الشهري والتي خفضت من خلاله توقعاتها حيال الطلب العالمي على النفط بواقع 110 ألف برميل يومياً لعامي 2018 و2019 إلى 1.28 و1.36 مليون برميل يومياً على التوالي، كما خفضت الوكالة توقعاتها للطلب على النفط من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بواقع 300 ألف برميل يومياً إلى 32.0 و31.6 مليون برميل يومياً خلال عامي 2018 و2019.
ورفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للإنتاج النفطي من خارج منظمة أوبك بأكثر 180 ألف برميل يومياً إلى 2.2 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري 2018 وإلى 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2019 بارتفاع 130 ألف برميل يومياً، وسط أفادت الوكالة في نهاية الأسبوع الماضي أن مجمل الإنتاج العالمي للنفط ارتفاع بواقع 1.4 مليون برميل يومياً عن ما كان عليه في أيار/مايو الماضي، موضحة أن المعروض النفطي بات كافياً.
ورجحت الوكالة استمرار الضغوط على أسواق النفط العالمية لبعض الوقت، الأمر الذي قد يعزز أداء أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، مع العلم أن العقود الآجلة لأسعار النفط تكبدت الأسبوع الماضي أكبر خسائر أسبوعية لها منذ أيار/مايو وسط القلق من تخمة المعروض الأمريكي في أعقاب ارتفاع مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وتسارع نمو الإنتاج الأمريكي لمستوى قياسي عند 11.2 مليون برميل يومياً.
وجاء ذلك عقب ساعات من كشف منظمة أوبك يوم الخميس الماضي هي الأخرى عن تقريرها الشهري والذي تضمن توقعات المنظمة بضعف الطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل وانخفاض الطلب من قبل أوبك بواقع 300 ألف برميل يومياً إلى 31.8 مليون برميل يومياً وسط ارتفاع معدل إنتاج النفط الصخري الأمريكي وانخفاض احتياجات الدول العالمية من النفط بواقع 900 ألف برميل عن احتياجاتها خلال العام الجاري.
وفي نفس السياق، فقد صرح الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو أيضا يوم الخميس الماضي أن الأسواق تتخوف من احتمالية نقص المعروض النفطي، موضحاً أن تحركات أسواق النفط ليست طبيعية، مضيفاً أن هناك إمدادات جيدة في سوف النفط في الوقت الراهن والأسواق تستجيب لقرارات تم اتخاذها بعيداً عن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة.
ويذكر أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية كشفت يوم الأربعاء الماضي عن توقعاتها بانخفاض الطلب العالمي على النفط بواقع 60 ألف برميل يومياً إلى 1.52 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري 2018، وذلك قبل أن يرتفع الطلب العالمي غلى النفط في عام 2019 بواقع 20 ألف برميل يومياً إلى 1.49 مليون برميل يومياً، وذلك مع رفع الإدارة توقعاتها لإنتاج الولايات المتحدة من النفط بواقع 80 ألف برميل يومياً إلى 10.74 مليون برميل يومياً في 2018.
ونود الإشارة لكون المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول نوه يوم الأربعاء أن على الجميع أن يدرك مخاطر ارتفاع أسعار النفط وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي، موضحاً أن زيادة الأسعار قد تكون أخبار سيئة للمستهلكين والمستوردين اليوم، إلا أنها ستكون أخبار سيئة للمنتجين غداً، ومضيفاً أنه في حالة عدم اتخاذ المنتجين الرئيسيين أي إجراءات لزيادة الإنتاج فأن الربع الأخير من هذا العام سوف يكون صعب ومليء بالتحديات.
هذا ولا تزال أسعار النفط تشهد ارتفاع بنحو العشرين بالمائة عن ما كانت عليه مع مطلع العام الجاري، مدعومة بتوسع منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط الخام وعلى رأسهم روسيا في اتفاقية خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 600 ألف برميل إلى 1.8 مليون برميل خلال هذا العام وحتى نهايته، وذلك بالإضافة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرضعها لعقوبات اقتصادية على طهران.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 6 منصة إلى إجمالي 869 منصة، لتعكس أول ارتفاع أسبوعي في أربعة أسابيع، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفاع مؤخراً إلى 11.2 مليون برميل يومياً لتعد أمريكا قرب قوسين أو أدنى من تخطي إنتاجها حاجز إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً بواقع 11.21 مليون برميل يومياً.
يمكنك مشاركة آرائك عبر منتدانا المضارب العربي