ارتداد أسعار النفط من الأعلى لها في أربعة أعوام متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار واتساع فائض المخزونات
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بنحو الاثنان بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتفاع خام نيمكس من الأعلى له منذ 24 من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 وارتفاع خام برنت للأعلى له منذ 30 من تشرين الأول/أكتوبر من العام ذاته متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 20 من آب/أغسطس وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.
وذلك عقب التطورات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية اتساع الفائض في المخزونات بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الفائض وعلى أعتاب حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح وحديث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
في تمام الساعة 06:17 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل 1.91% لتتداول حالياً عند مستويات 76.67$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 75.23$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم كانون الأول/ديسمبر القادم 2.03% لتتداول عند 86.52$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 84.80$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار 0.27% إلى 95.77 موضحاً ارتفاعه للجلسة السابعة في ثمانية جلسات من الأدنى لها منذ التاسع من تموز/يوليو مقارنة بالافتتاحية عند 95.51.
هذا وقد تابعنا حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ورئيس بنك ريتشموند الاحتياطي الفيدرالي توماس باركين تحت عنوان “التوقعات للغد: خمسة أرقام للمشاهدة” ضمن فعليات مؤتمر التوقعات الاقتصادية في ولاية فيرجينيا الغربية، والذي أكد من خلاله على أن معدل النمو قوي وأن التضخم يستقر قرب الهدف، مضيفاً سوف نركز على بيانات استثمار الأعمال وتعويض العمال بالإضافة إلى كل من السلع المعمرة، الإنتاجية ومنحنى العائد، وذلك مع أعربه أن الخروج غير المنظم لبريطانيا قد يمثل مخاطر على الاقتصاد الأمريكي.
وجاء ذلك قبل أن نشهد الكشف عن البيانات الأولية لسوق العمل الأمريكي مع صدور قراءة مؤشر التغير في وظائف القطاع الخاص والتي أظهرت تسارع وتيرة خلق الوظائف إلى نحو 230 ألف وظيفة مضافة مقابل 168 ألف وظيفة مضافة في آب/أغسطس الماضي، متفوقة بذلك على التوقعات عند 185 ألف وظيفة مضافة، ويأتي ذلك وسط تطلع الأسواق لما سوف تسفر عنه بيانات سوق العمل الأمريكي بعد غد الجمعة.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا أظهر القراءة النهائية لمؤشر معهد التزويد الخدمي من قبل ماركيت عن أمريكا، اتساعاً إلى 53.5 مقارنة بالقراءة الأولية السابقة والتوقعات عند 52.9 ومقابل 54.8 في آب/أغسطس، وجاء ذلك قبل صدور قراءة مؤشر معهد التزويد الخدمي والتي أوضحت اتساعاً إلى 61.6 مقابل 58.5 في آب/أغسطس، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الاتساع إلى 58.0.
ونود الإشارة لكون مؤشر التزويد الخدمي تكمن أهميته في كون القطاع الخدمي للولايات المتحدة يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، بخلاف ذلك، تتوجه أنظار المستثمرين حالياً لما سوف يسفر عنه حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية، وسط التطلع لحديث محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد حيال نظام الدفع في منتدي مجتمع تحسين “فيدبيمنتس” (المدفوعات الفيدرالية) في شيكاغو.
وذلك قبل أن نشهد تقديم رئيسة بنك كليفلاند الاحتياطي الفيدرالي لوريتا ميستر الملاحظات الافتتاحية المصرفية في مؤتمر القرن 21 في بنك سانت لويس الاحتياطي الفيدرالي، وصولاً للحديث المرتقب لمحافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال حلقة نقاش في مهرجان المحيط الأطلسي في واشنطن وذلك في تمام الساعة 09:00 مساءاً بتوقيت جرينتش.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا أيضا أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية اتساع الفائض إلى 8.0 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 28 من أيلول/سبتمبر مقابل فائض 1.9 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الفاءض إلى 1.1 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى 404.0 مليون برميل، لتعد المخزونات عند متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
وفي نفس السياق، فقد أوضح تقرير الوكالة انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 0.5 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات 7% أعلى من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد تراجعت 1.8 مليون برميل، لتعد المخزونات 3% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا تأكيد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك على أنه بمقدور منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً، الاتفاق بشكل سريع على زيادة مستويات إنتاج النفط في الأسواق، إذا ما اقتضت الضرورة إلى ذلك، إلا أن تلك التصريحات لم تكبح جمح ارتفاع أسعار القعود الآجلة للنفط مع تراجع مخزونات وقود المحركات و المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنقضي يوم الجمعة الماضية.
ونود الإشارة لكون أسعار النفط تشهد حالياً ارتفاع بنحو 25% عن ما كانت عليه مع مطلع العام الجاري، مدعومة بتوسع منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط الخام وعلى رأسهم روسيا في اتفاقية خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 600 ألف برميل إلى 1.8 مليون برميل خلال هذا العام وحتى نهايته، وذلك بالإضافة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرضعها لعقوبات اقتصادية على طهران.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 3 منصة إلى إجمالي 863 منصة، لتعكس ثاني انخفاض أسبوعي لها على التوالي، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفاع مؤخراً لتعد الولايات المتحدة حالياً ثاني أكبر منتج عالمياً للنفط بعد روسيا التي تحافظ على مستويات إنتاجها عند 11.21 مليون برميل يومياً خلال الآونة الأخيرة.