تراجع أسعار النفط بنحو الواحد بالمائة

المضارب العربي

انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتداد خام نيمكس للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى له منذ 11 من تموز/يوليو وارتداد خام برنت للجلسة الثانية من الأعلى له منذ العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 وسط استأنف مؤشر الدولار الأمريكي الارتداد من الأدنى له منذ التاسع من تموز/يوليو مع ارتفاعه للجلسة الثالثة في أربعة جلسات وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.

 

ويأتي ذلك في أعقاب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للطاقة عالمياً ونظيره الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جديد لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وأظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية فائض في المخزونات بخلاف التوقعات، وبالتزامن مع فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية في واشنطن.

 

في تمام الساعة 03:35 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل 0.75% لتتداول حالياً عند مستويات 71.74$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 72.28$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الثاني/نوفمبر القادم 0.57% لتتداول عند 81.40$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 81.87$ للبرميل، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.15% إلى 94.27 مقارنة بالافتتاحية عند 94.13.

 

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني الكشف عن قراءة المؤشرات القائدة والتي أوضحت تباطؤ النمو إلى 0.7% مقابل 1.1% في القراءة السابقة لشهر تموز/يوليو الماضي، ويأتي ذلك في أعقاب تفعيل الجولة الأولى من الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين والتي تصاعدت عقب ذلك إلى 250$ مليار على سلع صينية و110$ مليار على سلع أمريكية في ظلال الحرب التجارية القائمة بين أكبر اقتصاديين في العالم.

 

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور بيانات سوق الإسكان والتي أظهرت ارتفاع مبيعات المنازل الجديدة 3.5% إلى 629 ألف منزل مقابل تراجع 1.6% عند 608 ألف منزل في تموز/يوليو، دون التوقعات التي أشارت لارتفاع 0.5% عند 630 ألف منزل، وجاء ذلك قبل أن نشهد أعرب الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتايزر أن تغيير السياسات الاقتصادية للصين لن يكون سهلاً على الرغم من تطبيق الرسوم الجمركية عليها.

 

كما أفاد لايتايزر أن المفاوضات مع الصين على مدى العقود الماضية فشلت في إقناع الصين بتغيير ممارستها وان إدارة الرئيس الأمريكي ترامب قرتت البدء في تطبيق الضغوط المباشرة على الصين بسبب الاتهامات بالاستيلاء على الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا، موضحاً أن ممارسات الملكية الفكرية في الصين من شأنها تهديد مستقبل الاقتصاد الأمريكي وصناعاته التكنولوجية.

 

وصولاً إلى أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية فائض 1.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 21 من أيلول/سبتمبر مقابل عجز 2.1 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص العجز إلى 0.7 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى 396.0 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات 2% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام. 

 

كما أوضح تقرير الوكالة ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.5 مليون برميل، لتعد المخزونات 8% أعلى متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 2.2 مليون برميل، لتظل المخزونات 3% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

 

بخلاف ذلك، تتوجه الأنظار حالياً إلى فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح والذي من المرتقب أن يقدم من خلالها صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي على المضي قدماً في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية بواقع 25 نقطة أساس إلى ما بين 2.25% و2.00% مع الكشف عن توقعاتهم لمعدلات النمو، التضخم والبطالة بالإضافة لمستقبل أسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة.

 

كما تعمل الأسواق أيضا عن تقييم توسع بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض عمليات إعادة شراء السندات الحكومية وسندات الرهن العقاري وسط ترقب لأي تلميحات حيال المضي قدماً في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة مرة رابعة هذا العام من عدمه، ومع التطلع لحديث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عقب انقضاء اجتماع الفيدرالي بنصف ساعة في تمام الساعة 06:30 مساءاً بتوقيت جرينتش. 

 

وفي سياق أخر، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم انتقاد الرئيس الأمريكي ترامب من جديد لمنظمة أوبك بسبب دورها في ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وذلك ضمن الكلمة التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي أعرب من خلالها أن منظمة أوبك والدول العظمى فيها تنهب العالم وتستمر في رفع الأسعار، موضحاً أن ذلك الأمر لا يعجبه ولا يجب أن يعجب أحد.

 

كما نوه الرئيس الجمهوري ترامب لكون بلاده دافعت عن الدول الكبرى في المنظمة دون مقابل، وهى تستمر في رفع الأسعار، مضيفاً نريد منها أن تبدأ في خفض الأسعار، وموضحاً أن أمريكا لن تتحمل هذه الأسعار، وذلك مع تطرقه إلى استعداد الولايات المتحدة الفوري على تصدير ثرواتها من الفحم والغاز الطبيعي، معرباً أن أمريكا أصبحت أكبر منتج للطاقة ولديها الاستعداد لتصدير ثرواتها من الفحم النظيف والغاز الطبيعي.

 

على الصعيد الأخر، فقد أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك على أن بلاده أكبر منتج للنفط عالمياً قادرة على زيادة إنتاجها من النفط، إلا أنه لا يوجد ضرورة لذلك الأمر بشكل فوري، معرباً أن الطلب على النفط سينخفض في الربع الأخير من العام الجاري وفي الربع الأول من العام المقبل 2019 وبالتوالي فأن روسيا قررت الالتزام باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بقيادة منظمة الأوبك بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية هذا العام.

 

وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي بضرورة السماح لإيران بمواصلة صادراتها النفطية إذا ما أراد انخفاض أسعار النفط بالأسواق، معرباً أنه إن لم تعاود الولايات المتحدة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران لما ارتفعت أسعار النفط بشكل موسع مؤخراً، مضيفاً أنه من الجيد لأسعار النفط أن تكون إيران قادرة على بيعه، فذلك الأمر جيد للسلام ولأسعار النفط العالمية، وموضحاً أن هذه حقيقة اقتصادية مسألة عرض وطلب.

 

كما نوه وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان من الرئيس الأمريكي إلا يكون عقبه في وجه إنتاج إيران النفطي حتى تتراجع أسعار النفط مرة أخرى، موضحاً أنه يجب عليه إلا يتدخل في شئون منطقة الشرق الأوسط وذلك إذا كان يريد كبح جمح ارتفاع أسعار النفط، ومضيفاً أن يناقض نفسه مع عمل إدارته على وقف صادرات إيران النفطية ومطالبته في نفس ذات الوقت بوقف صعود أسعار النفط وهذان أمران لا يجتمعان معاً.

 

ويذكر أن اللجنة الفنية لمنظمة أوبك وحلفائها أفادت يوم الأحد الماضي خلال اجتماعها في الجزائر أنه في حالة حدوث نقص في المعروض النفطي نتيجة زيادة معدل الطلب على النفط في الأسواق ستقوم بدراسة زيادة الإنتاج، متجاهلة بذلك مطالبة الرئيس الأمريكية لها وبشكل خاص لدول منطقة الشرق الأوسط في المنظمة بالعمل على زيادة الإنتاج لخفض أسعار النفط والأخص أن أمريكا توفر الحماية لتلك الدول.

 

ونوه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ضمن فعليات اجتماع الجزائر أن “السوق مزود جيداً” وذلك هو السبب في كون “المملكة العربية السعودية (أكبر منتج للنفط لدى منظمة أوبك وأكبر مصدر للطاقة عالمياً) لن تقوم بزيادة إنتاجها من النفط لأن جميع عملائنا يتلقون كل البراميل التي يردونها”، الأمر الذي دعم أداء العقود الآجلة لأسعار النفط بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة في ظلال القلق من تراجع الإمداد من قبل فنزويلا وإيران. 

 

ونود الإشارة لكون بعض التقرير أفادت مؤخراً عن تراجع إمدادات إيران ثالث أكبر منتج للنفط لدى منظمة أوبك من النفط للأسواق في أعقاب دخول العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران حيز التنفيذ مؤخراً والتي ستتسع بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وبالتزامن مع استمرار الإضرابات التي تشهدها فنزويلا والأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تواجهها حالياً والتي تنعكس على معدلات الإنتاج التي تراجعت بنحو النصف.

 

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 1 منصة إلى إجمالي 866 منصة، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفاع مؤخراً لتحتل أمريكا المركز الثاني عالمياً في إنتاج النفط على حساب المملكة العربية السعودية، بينما لا تزال روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً تحافظ على الصدارة مع إنتاجها 11.21 مليون برميل يومياً.

يمكنك مشاركة آرائك عبر منتدانا المضارب العربي